الأحد، 25 أكتوبر 2020

 .................

أحمد علي صدقي/ المغرب

...................




خطاب الى المتني
قم يا متنبي لننحب ونبكي على ربي
لما جرى للغة الضاد من الإنسان العربي
لقد أبدلها بعرنسية يحدثنا بها وكأنك أجنبي
قم أعني لقد اعتللت ونما كربي
ذرفت لوحدي على خدي دموع قلبي
قتل العربي عنيزتك و مزق خدرها وهو يدري
قم يا متنبي ادركني قبل أن ينضب صبري
اسرع لتخليص بستان حروف الضاد ممن أعافها
عرفه على طعم الأشعار فإنه ما عرفها
أفسح له عن أريج منظوماتك يشمها فهذا طلبي
وقل له ما قلت لي: أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي.
قم لتنقد أهل عهد فقدوا الأذواق
انهض لتعيد لرشدهم أناسا تبعوا الحماق
استيقظ لترى زمني قد استهتر بالشعر وهدر الأشواق
قم لترى زمنا تحولت فيه الهمم واكتسحت فيه العماية الأسواق
تريث ولا تفزع فلن يسمع شعرك من به صمم
ستعجب لصفاد الأسماع و كيف نقصت من ارتفاعها القمم
لكن ستهدأ حين تعرف كيف تنكر القرطاس وانعقف القلم
سترى خيولا استحمرت واستخف بها ركابها
وليلا خسر ليله بدمامة خفافيش ساد ضبابها
ونهارا خيمت فيه ظلمة جاد بها على البلاد أربابها
فيا متنبي ما باءت البيداء بيداء كما عرفتها
ولا السيف عرف مقاصده كما لنا وصفتها
سترى الليث الصنديد قد فتح فاه وحمت أنيابه مروضه
أسد مسكين كبت شر فتكه أمام فتك انسان غالبه
فجنده للهو حين اغراه بقطعة لحم حمار لما صاحبه
ليث مسكين حظى بذل فامتثل لبشع الأهوال
سترى أنيابه بارزة حين تبسم للنساء وللرجال
قنع بلحم الحمار وصام عن أكل لحم الغزال
ستراه في قفصه محروم من البراري والشراب من مائها الزلال
قم يامن يعز علينا شعره لقد عوضنا تركه بالندم
قم لقد أصبح الشعر بعدكم أوهام و عدم
أحمد علي صدقي/ المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق