...........
الهادي خليفة الصويعي / ليبيا
....................
الطريق الى التشدد
التشدد رغم إرتباطه في أذهان أغلب الناس بالدين, إلا انه في الحقيقة ينطبق على كل مناحي الحياة, ولكن نظرا لما نراه في حياتنا اليومية من أفعال المتشددين دينيا والتي تقشعر من هول بشاعتها الابدان, رائت اليوم أن أحدثكم عن الطريق الذي يقود الى التشدد ومن ثَم السقوط في بوتقة الارهاب, وهذه ملاحظات لأخذ الحيطة والحذر, من الوسطيين, والتنبه والرجوع لمن خطا خطوات في هذا الطريق المهلك في الدنيا والاخرة..أولى الخطوات نحو التشدد تكون سم في عسل, بحيث يحدث إنقلاب فجائي في ذهن الضحية بأن يتحول من شعوره بالتقصير في الواجبات الدينية الى متدين..وبهذا التحول نجد أن الضحية يحاول التنصل من الماضي دون تمييز غثه من ثمينه..ثم الاتجاه نحو من سبقوه في هذا الطريق لينهل من علمهم المزعوم دون تثبت, فياخذ كلامهم على أنه منزل..وبعد ذلك نجد أن مظهره يتغير, فيقوم بتغيير لباسه, وشكله, فإذا المتشدد مسلما نجده يقصر الازار, ويرتدي الملابس الفضفاضة, ويحلق شاربه ويطيل لحيته, ويظهر التكشير في وجوه الاخرين, ولا يبتسم أو يضحك إلا في وجوه الذين هم على شاكلته..ونراه بعد فترة ليست بالطويلة يردد كالببغاء كلمات لا يعي معناها, ولا يهتم للبحث عن مصدرها, فهو قد أقنع نفسه بأن هذه الكلمات هي لب الدين, وأن كل من يحاول أن يناقشه في الامر,مارق, فنراه يبتسم في وجهه بسمة تخرج من شفاه كأنها طلاء جدار مقبرة قديمة, وقد يتمتم بكلمات مثل..عفا الله عنك..هداك الله..هل تنكر السنة..أنت علماني..أنصحك لا تشكك في اقوال العلماء..وغيرها من الكلمات التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب..تدعوه للقراءة وتذكره بأيات القرآن التي تتحدث عن تبرؤ الذين أوُتِبِعوا من الذين أتَبَعوا..فلا ترى منه إلا تلك البسمة وترديد تلك الكلمات..ويقول قال الرسول, فيأتيك بحديث منكر, أو ضعيف, أو موضوع..تقول له يا أخي إن علماء الحديث قد صنفوا الحديث, وأن العلماء الذين تردد أسماءهم كأبن القيم وابن تيمية وابن العثيمين وأبن باز, كلهم لا يقرون كلامك, فيبتسم, ويقول لك...ههههه, وكأنه يربأ بك أن تذكر هؤلاء الاشخاص, ورغم أنك قد ترى الاستغراب في نظراته إلا أنه يصر على أن كلام العلماء هو الصحيح, وهي أيضا جملة لا يعترض عليها عاقل..فعلا في الاغلب أن كلام العلماء هو الصحيح, لكن فهم الكلام هو المشكلة..
إذا قلت له إقرأ...يبتسم ويقول أنك من جماعة الكتب
وإذا قلت له فكر..يبتسم ويقول أنك من العقلانيين
وإذا قلت له أن الذي لا ينطق عن الهوى هو فقط محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام..يبتسم للمرة الالف تلك الابتسامة التي تخرج من شفاه تقطر سما وحقد
تقول له بالله عليك ما الذي غيرك, فيقول لك..أن عرفت الطريق
تقول له..إنك في طريق الهلاك, فلا يعيرك أذن صاغية, بل يقول لك..خليك تسمع لفلان وفلان, وفلان وفلان من كبار علماء الامة في هذا الزمن مثل المرحوم الشعراوي وغيره من العلماء العظام..فتجده يكفرهم وهو لم يقرأ حرفا مما قالوا, ومستواه التعليمي لا يؤهله لفهم كلامهم..
هذه مأسأة أخرى أرجو أن ننتبه لها...فهؤلاء القواص هم من تنفرد بهم الذئاب..وهم وقود نار الارهاب...ضحايا في طريقهم الى أن يصبحوا جلادين..فهل من أذن صاغية؟!!
الهادي خليفة الصويعي / ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق