الخميس، 31 أكتوبر 2019

............
مرشد سعيد الاحمد / ابو سالي
............

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏

÷÷÷÷÷÷ الحقيقة الواضحة ÷÷÷÷÷÷÷÷÷
ولد وترعرع خلف في قرية تل المكاصيص الواقعة على شاطيء نهر الجغثم .وكان منذ طفولته مرضي لوالديه وملتزم دينيا اضافة الى ذكائه الخارق في مجالات الرياضيات والعلوم الاخرى
هذا الى جانب مساعدته لوالده في العمل بزراعة الارض وسقايتها اثناء العطلة الصيفية والعطل الرسمية
وبعد ان حصل على الشهادة الاعدادية تابع دراسته في الثانوية الوحيدة في المدينة ونظرا للوضع المادي لوالده فكان يذهب مع عمال معمل الغزل الذي يمر حوالي الساعة السادسة صباحا على الطريق العام مما يضطره للمشي من القرية حوالي ٢ كم تقريبا ويعود في الثالثة عصرا. استطاع خلف ان يحصل على الدرجة الاولى في محافظته بمعدل عالي مكنه من الحصول على منحة للدراسة خارج القطر الى فرنسا لدراسة الهندسة الزراعية لصالح وزارة الزراعة .
وبعد ان انتهى خلف من اعداد الثبوتيات اللازمة للسفر
واثناء سهرة الوداع اصطدم خلف بتوصيات لم يعرفها او يسمع بها فقد اكد له والده بأنه ذاهب الى بلد الكفر وعليه الالتزام بمبادىء وقيم مجتمعه وعدم الاختلاط معهم او الاكل او الشرب معهم وانه سيغضب عليه ليوم الدين ان خالف ذلك. اما امام المسجد فقد قال له : اعلم ياخلف بأنك سوف تسافر غدا الى بلاد العهر والكفر وعليك سماع كلام ووصية والدك والابتعاد عن نساؤهم وعدم الاختلاط بهن . و اعلم ان الانسان اذا احب قوما حشره الله معهم يوم القيامة الى حهنم وبئس المصير. اما مختار القرية فقال له يا خلف لا اريد ان اطيل عليك لان والدك والشيخ ابو عبدالله قال ما فيه الكفاية وانا احب ان اضيف واقول لك ياخلف : اذا خالفت كلامهم وتوصياتهم سوف تتخلى عنك العشيرة وتصبح انسان منبوذا بلا اصل ولا فصل . في الصباح توجه خلف الى المدينة ليسافر بأحدى البولمانات الى دمشق . قضى سبع ساعات من السفر في التفكير المتناقض في متابعة السفر او العودة الى القرية حتى لا يخالف كلام والده . لكنه في النهاية قرر السفر بعدما سأل في دار الافتاء واكدوا له ان ما سمعه بالقرية هي عبارة عن ترهات لا علاقة لها بالدين الحنيف . في السنة الثالثة من دراسته تعرف على فتاة فرنسية اسمها سولينا وتزوج منها دون علم اهله وكان دائما ينقل لها الجانب الايجابي من حياة مجتمعه من ناحية الكرم والولائم التي تقام في المناسبات والافراح وكان يعرض لهاالصور الخاصة بذلك . وبعد التخرج عاد خلف مع زوجته سولينا الى القرية ليصطدم مع والده واهل قريته فرفضوا استقباله و حتى السلام عليه . فطلب منهم ان يعطوه مهلة اسبوع واحد فقط ليسافر الى دمشق لتسوية وضعه ومن ثم يقوم بتسفيرها الى بلدها.
بعد سفر خلف الى دمشق نظرت سولينا الى والد زوجها ابو خلف فوجدت لباسه رث وقديم ووسخ والى ابناء وبنات القرية والى لباسهم فطلبت من ابو خلف ان يذهب معها الى السوق لتشتري له ثياب جديدة وعباءة جديدة من الجوخ الممتاز واشترت ثياب واحذية للفقراء في القرية واعطت مبلغا لابي خلف لشراء عدد من الخراف لذبحها واقامة وليمة تشبه الولائم التي كان يعرضها لها خلف في فرنسا والاطلاع عليها بشكل واقعي . وبعد ان عاد خلف من دمشق تفاحأ بزوحته سولينا هي تلبس لباس القرية وتذهب مع بنات القرية راكبة على الحمار لجلب الماء من النهر وبعدها تقوم بتحضير الشاي لوالده وتجلس معه ومع ابناء القرية .
فقال لوالده كيف تجلس وتشرب الشاي مع هذه الكافرة
فقال له: ان الكافرة واللي ما تخاف الله هي امك واللي راح تدخل النار بسبب سوء معاملتي هي امك هذي المرأة اعز من بناتي اما امام المسجد فقال هذه المرأة هي من اهل الذمة واهل الكتاب وان اخلاقها وتعاملها لا تختلف عن اخلاق ومبادىء ديننا الحنيف .
اما مختار القرية فقال هذي بنت حمولة وبنت اصول وطيب وكرم حاتمي. فاستغرب خلف ووقع في تناقض ودخل احدى غرف البيت واغلق الباب وكأنه لم يصدق ماسمعه من اهل قريته . وبعد قليل دخل الغرفة معلم المدرسة ابو علي وسأل خلف قائلا : ما بك يا خلف ارى وضعك مضطرب فأجابه خلف متحدثا له ماجرى معه قبل السفر و ما جرى بعد السفر وانهى كلامه قائلا وبكلام حاد: والله هالشعب لو يجي شارون محتلا ويعطيهم مصاري بالدين ويقيم لهم وليمة لكان قالوا صحيح هذا الرجل دينه ليس من ديننا لكنه انسان محترم و ابن حلال . فرد عليه المعلم ابو علي هذه حقيقة واضحة يعرفها الحميع لذا نجد ان الحهات المعنية تتعامل مع هكذا شريحة معاملة خاصة تختلف عن بقية الشرائح الاخرى في جميع نواحي الحياة المختلفة .
////////// انتهت //////////
بقلم : مرشد سعيد الاحمد / ابو سالي
ملاحظة : ارجو المعذرة واريد ان اوضح اني لا اقصد شريحة معينة في منطقة معينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق