الخميس، 31 أكتوبر 2019

.................



الصالحي رضوان /المغرب
............

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

(إلى من انخذعت في شخصيتهم) مابالي أحس وكأني غريب أعيش لوحدي وأنا بينكم، وكأن حال لساني يقول أنكم الدار وأنا المنفى، العش وأنا الدخيل، الوطن وأنا المهجر المغترب، ولعلي أجد نفسي بينكم كالتائه الحزين، أو كطفل بائس يتيم يبحث عن الحلوى فلا يجدها،أو كأم أرملة شاحذة تغلي حجرا في الماء وهي تراود أطفالها وتوهمهم على أنه أرز...!!
أي كفر هذا،وأي عبوس بعد هذا الجحد والتنفير حيالكم،وما ظني بكم إلا كما يهتف الشريد في جزيرة موحشة نائية مليئة بالثعابين والعقارب والحيات، وينادي ويصرخ بأعلى صوته عن منقذ فلا يجيبه سوى صدى صوته المنكسر، ولا تستقبله إلا حفيف الأفاعي المخيفة الماردة...!!
الدنيا مزيفة،وأسعد الناس فيها من إذا وافته النعمة تنكر لها، ونظر إليها نظرة المستريب بها، وترقب كل يوم زوالها وفناءها، حتى إذا ذهبت لاتذهب نفسه سدى وحسرة وراءها، وبذلك يكون قد أعد لها من العدة ما لا يعد ولا يحصى ،فلا يفنيه فناؤها أنها نالت من الخيبة بأصحابها أكثر مما ناله هو بفقدانها..!!
الدنيا إمرأة عجوز طاعنة في السن، تحكي لنا حكايات غريبة الأطوار،حكايات حلوة نستكين بها ونستأنس بوجودها، لكن ماتلبث أن تنفض الغبار الملقى على كاهلها، وتظهر على حقيقتها البشعة..!!
نعم ،وكأنني أحس أني انتهيت، وفي أبديتي الصامتة زرعت حبي الجامد، لأني حقيقة لم أجد من هو أهلا له،بيد أن قلبي لم يعد يحن إلا إلى مالايستطيع أن يتصوره، وأنا لن أرسل بعد روحي إلا إلى عالم مجهول لا يقطن في الذاكرة، ولو كان بيدي لأطلقت قدمي في الحقول التي لم تطأها قدم إنسان، فبربك، لا تذكرنى بماض فارغ قد مضى وانتحب عهده، ولا تطلب لي تعزية بأحلامك أو أحلامي،ولو بوسعك،لا تمر بعد بجانبي،لأن كل مافات،وكل مافي،وكل مافي الأرض،وكل ماسيكون في الوجود،لا يستقدر أن يستهوي نفسي..!!
أود لو أستطيع أن أجرد نفسي عن غايتها،لأعيش الحياة بلا لهف ولا شغف ولا دموع ولا جنون،ياليت لي أن أحترق وأمضي من ذاكرة الزمان،إلى فراغ الأزمان الغابرة..!!
نعم ،أنا الذي تحولت عصفورتي إلى أفعى، فأصبح حبي نارا تحرقني، وجمرا رماده الجحيم..!!
نعم، أنا الذي تمخض له الشوك وردا، والسم عطرا،فأضحت الخيانة شرفا، والمكر مجدا..!!
بقلم الكاتب الصالحي رضوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق