الخميس، 31 أكتوبر 2019

............
الاسير الفلسطيني كميل ابو حنيش
سجن ريمون الصهيوني
..................
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

""مملكة الخراب""
قصيدة جديدة من داخل سجون الاحتلال للاسير
الفلسطيني كميل أبو حنيش
هذا يشوعُ وجندهُ
من جوقة الدجل الجديد وأهله
هبطوا الينا من عمود النار
والتمسوا التمثل في حكايات الضفادع والذباب
قدموا الينا من بعيد
ليوقفوا شمس الأصيل ويكملوا خوض الحروب
ويذبحوا الأشجار في قممِ الجبالِ
ويزرعوا راياتهم فوق التراب
لم يعبروا الصحراء من جهة التلال
على ضفاف النهر
بل عبروا البحار على بوارج حربهم
من أرض روما لا هدهدٌ يأتي إليهم هادياً
ودليلهم في غزوهم ظلُ الغراب
يتداخل "الوعد الإلهيّ" الأسير
بوعد بلفور الصغير
ويمزج الوعد "المُقدس" بالمُدنس
باحثين بفتحهم عن وكرِ عاهرةٍ
تقوم مقام عاهرةِ القديمِ "رحاب"
كانوا برابرةً "جنودُ الرب"
في صولاتهم مُذ قلدوا سفر الخروجِ
تمثلوا سفر المذابح في "كتاب"
فمكيدة التاريخ أن يتمثلوا هذي النصوص
والرب يُعلن حربه مُتجلياً من وسط أعمدة السحاب
وقد برتها كلُ أدخنةِ القنابل
داعياً أتباعهُ أن يمعنوا في القتل والتدمير
ويزرعوا في الأرض أصناف العذاب
ها هم جنودُ الرب لم يأتوا إلينا
وحاملُ الرايات في جيش "المسيح"
وإنما جُندٌ صغارْ.. في جيش روما.. مُعلنين بأنهم جاءوا لكي يرعون ماعزهم على هذه الهضاب
وسيرقص أثناء نشوة سُكرهم مُتفائلين:
هل نحنُ "شعبُ الله" أتباعُ الجماعة من سُلالة بابل؟!ٍ
أم نحنُ من نسل الخطيئة والسراب؟!
جاءوا إذن.. جاءوا جنود الرب
كي يتلمسوا أرض الوُعود الخُضر في نص الخرافة
جاءوا لكي يتمثلوا وهم الإياب

*****
لا صوت للعُقلاء في هذا المكانِ
فإنهم قد يزعجون مُهندسي الجغرافيا
ممن يقيسون المكان بحذاء جندي
مُدججة بالبنادق والحراب
لا وقت للشعراء في هذا الزمان فإنهم
قد يشعلوا غضب المؤرخ والدجاجلة الكبار
ممن يقيسون الزمان بحسبة المرات
في هدم الهياكل وشتات "شعب الله"
عن أرض الغزالة والشِعاب
لا حظ للفقراء في هذا المكان وذا الزمان
فإنهم قد يقلقون الأثرياء
ممن يقيسون الحياة بمعجم الطبقات أو شكل الثياب
فجنودُ "يهوه" الفاتحين يواصلون قتالهم حتى
يُقيموا هيكل الذهب العظيم على الجماجم والرقاب

*****
وعلى ثرى أرض الغزالة واليمام
يتناسلُ القتلى سريعاً فيما جنود "يشوعُ" ينتظرون
حضور مسيحهم للأرض من رحم الغياب
ليدوس أكوام الجماجمِ ويُقيم دولته "المجيدة"
فوق أرضٍ من يباب
وسيبتسم رب الجنود ويعودُ منتشياً إلى عيائه في "الميركافا"
وتقومُ مملكة الخراب

الاسير الفلسطيني كميل ابو حنيش
سجن ريمون الصهيوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق