......................
أ. حيدر حيدر
..................
من قصيدة بعنوان:
(صباحاً في الطريق إلى شميمس).
--1--
شميميس..
أيتها الغادة الحسناء..
نحو الشرق..
حيث ترقد..(سلمية)
واحةً..
مفروشةً تحت قدميك.
بردائها الأخضر الجميل..
عن وصفها..الشعراء
يعجزون..!!
عروساً..
كحمامة برية بيضاء
تسبح في أثير البلعاس
بلا... همّ ..أو شجن..!!
مطرّز شالها..
بسنابل القمح..والذرة..والعيطون..!!
مجدولة ضفائرها
من عرائش العنب
وأغصان الزيتون
حمرة وجنتاها..
بلحٌ شهي..
تقطّر عسلُه المكنون..!!
بلسم شفتاها
ممزوج..
بعطرالحبق.. والزيزفون..!!
ممشوقة قامتها
كعود رمان..
أوقصب مسنون..!!
هي ابنة الصحراء
وملاذ العشاق
منذ ليلى... والمجنون..!!
خمورها معتقة
خوابيها..
من كروم بلادي
من معاصر الزيتون..!!
عقدت فوق روابيها
سحابةٌ....
لم تنجب...
رغم المخاض...
وآلام السنين..!!
بها شعب صلبٌ..
أبداً.. لم... ولن يركع...لعدوّ..
شعبٌ أبيّ...
دوماً،مستعد
لردّ كيد المعتدين
--2--
شميميس...
ياقصيدة شعر ..
لم تنظم.. بعد..!!
ويا خاطرة نثر...
لم تكتب..بعد..!!
على حواف سياجك...
نبت الزعفران...
وتطاول العيصلان...
وعند أسوارك الحصينة ...
تقهقر الرومان...!!
وعبر شعابك ووديانك..
كم..؟؟وكم فاض طوفان؟!
كنت همزة وصل..
بين الشرق ..وبين الغرب..
وكنت موئلاً..وملاذاً
للمسافرين...للمتعبين..
--3--
شميميس..
هاهو ذا.. أبو الطيب المتنبي...
يقف على شرفات مدخلك...
يسجل اسمه..بين الزائرين..
في طريقه..
*بين حمص..و(قنسرين..)..!!
وذاك رهين المحبسين...
في طريق أوبته من بغداد..
يقف عند أسوارك..
يذرف دمعتين..!!
وتلك أقداح ديك الجن...
مصفوفة في ردهات حجراتك..
ملأى بخمر حبّك المعتق...!!
ملأى بخمر الأندرين..
فلنكن..معاً...
ـ ياعاشق شميميس
فلنكن ...
أوّل الثملين..!!
أ. حيدر حيدر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
**** شميميس : قلعة أثرية تقع شمال غرب سلمية لبضعة كيلو مترات.
***( قنسرين): بلد تقع بجانب حلب ذكرها المتنبي في قوله:
كَتَلِّ بِطريقٍ المَغرورِ ساكِنُها ==
********* بِأَنَّ دارَكَ قِنَّسرينُ وَالأَجَمُ
*** رهين المحبسين:(أبو العلاء المعري).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق