السبت، 1 أكتوبر 2022

 ......................

مدحت رحال

...................




رسالة إلى الشيخ الغزالي
__________________
يقول الشيخ الغزالي :
(استدعاني فضيلة الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري إلى بيته وقال لي :
أريد أن ألقاك في أمر مهم فذهبت إليه،
وعندما جلست على المقعد القريب مني ،
إذا بالشيخ الباقوري يجلسني على مقعد آخر ,
اعتذرت له أولاً عن غيابي عنه لأنه كان مريضاً ,
وكان الشلل ينال منه .
فبادرني بالسؤال الآتي :
ما الذي بينك وبين عمرو بن العاص؟!
استغربت السؤال وقلت:
بيني وبين عمرو بن العاص !!
لا شيء، أنا خطيب في مسجده ..
قال الشيخ الباقوري :
لا ، هناك شيء .
فشعرت بالدهشة وقلت : أي شيء ؟!
قال : أنا أحكي لك ما رأيت وأنت تفسر .
قلت له : ماذا رأيت ؟؟
قال : بينما أنا نائم شعرت بطارق يقرع الباب ويقول :
الوالي قادم .
قلت :
من القادم ؟ ومن الوالي ؟
قال : عمرو بن العاص .
قال الشيخ الباقوري : فتهيأت للقاء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعرت بخفة في بدني .
- رغم الشلل الذي كان يعاني منه –
ودخل عمرو بن العاص وجلس في مكانك هذا،
رجل قصير القامة، لكن في عينيه عمقاً فكأنهما محيطان .
قال لي – أي عمرو بن العاص - :
أبلغ الشيخ الغزالي أنني غفرت له تطاوله عليّ لأنه أحيا مسجدي .
( وهذا المسجد هو رابع مسجد في الإسلام ) ,
( هو المسجد الذي اجتمع فيه الفاتحون الذين هزموا الرومان في مصر وأدخلوا الإسلام إليها ).
قال الشيخ الباقوري : وشعرت بشيء من الرهبة ,
وإذا بعمرو بن العاص ينصرف،
وأنا استيقظ على صوت المؤذن للفجر،
وصليت الفجر وعدت إلى النوم ،
وتكررت الرؤيا،
وأنا استدعيتك لأعرف كيف تطاولت على عمرو ـ
ولِمَ غفر لك ؟! .
قال الشيخ الغزالي معلقاً على الرؤيا :
الحقيقة عندما سمعت الرؤيا أخذتني رعدة،
وشعرت بالميل للبكاء،
قلت : أنا ذهبت إلى مسجد عمرو كارهاً،
وبدرت مني كلمات ضد عمرو بن العاص ,
لأني كنت أكره الذين حاربوا علي بن أبي طالب،
ولكني الآن وبعد أن سمعت هذه الرؤيا، أتوب إلى الله من ذكر أحد الصحابة بما لا يليق ..
وعمرو له مكانته،
ولولاه والمؤمنون معه ما دخل الإسلام مصر،
وما اعتنقت أنا الإسلام.
قال الشيخ الباقوري : على كل حال ، الرجل تجاوز عنك ،
ونوّه بأنك أحييت المسجد بعد أن كان المسجد ميتاً .
قال الغزالي : فقلت له : يغفر الله لي ما كان،
وأنا على العهد،
لا أبسط لساني إلا بالخير لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً).........
📒
من كتاب الداعية الشهيد الشيخ محمد الغزالي نشأته وسيرته الذاتية، وطرف من أمجاده في مسيرة حياته. لعبدالله المصري.
وقد ذكر القصة ورواها عن الشيخ الغزالي د. عبد الصبور شاهين في خطبة من خطبه في جامع عمرو بن العاص
تعقيب
إلى كل من يذكر الصحابة بسوء
اتقوا الله في أنفسكم
مدحت رحال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق