الأحد، 30 أكتوبر 2022

 .....................

د.صالح العطوان الحيالي

...................



الدولة
------- د.صالح العطوان الحيالي
ان الدولة تعني النظام الذي بموجبه يتساوى الناس والتي تنص على أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق بينهم . ويتولى المسؤولية فيها الأكفأ.
ويعد العراق ليس دولة بكل المقاييس وليس له شبيه .وقد شبهها د.صالح افظل تشبيه وهي كسوق الهرج ولعبة الحية ودرج. وأكفأ الناس فيها هم اللصوص ومن لاضمير لهم . وهذا هو واقع العراق الان .ولذلك ستجف فيها الانهار بسبب اعتداءات دول الجوار ....
تدام اي دولة بالنظام وتؤدي الوظائف بقانون وسياق وينتظم المجتمع بالتزامه بالقانون والسياقات وينظم الالتزام بقانون والقانون قوة جزاء فيه العقاب والثواب والدولة لم ولن تبنى بالفوضى وباللعب الكارتونية والدولة التي تعيش الفوضى يمكن تشبهها بسوق هرج حيث اللا نظام والدولة التي يستلم المسؤول مسؤلية بلا سياق يمكن أن أشبهها بلعبة الحية والدرج حيث تعتزم على النرد ( الزار) ..
لفظة هرج لفظة فارسية تركية تعني الفوضى وعدم الانتظام ولمن لا يعرف سوق هرج ف (سوق هرج)، سوق بغدادي للبيع والشراء،.. حيث كل شيء معروض فيه للبيع من النفيس والأثري إلى الرخيص والمبتذل،.. سوق يعج بالناس من كل الطبقات،.. تدخله بحمى الشراء أو البيع أو الإطلاع أو الفضول،.. ترى الناس فيه حلقات متحلّقة حول بضاعة، حوار وجدال وصراع ومراوغة.. الكل يتكلم والكل يسمع والجميع يعرض ما لديه أو يطلب ما في يد الآخرين... والغلبة فيه للأشطر والأكثر استعراضاً، وأحياناً للأكثر غشاً وقدرة على الخداع... ليس فيه متحكم أو منظّم أو سياق، والفوضى سيدة الموقف،.. والهدف هو الغنيمة، غنيمة بيع أو غنيمة شراء. و(الحيّة والدرج) لعبة (الصدفة) التي لا سياق فيها أيضاً،.. لعبة لا تعتمد الكفاءة والذكاء والسياق بالفوز أو الخسارة، هي (صدفة النرد) التي تضعك أمام السلّم ليرفعك مربعاً أو يخفضك مربعات،.. رسالة هذه اللعبة تقول: أنَّ سلُّم صعودك أو نزولك في (زمن النرد) هو (رهن الصدفة)، زمن يرفعك أو يخفضك دونما اعتبار لكفاءتك أو التزاماتك أو معاييرك. وأخال أنَّ الدولة التي تعيش الفوضى واللا نظام هي في حقيقتها (سوق هرج)،.. وأخال أنَّ المسؤول الذي يتسنم المسؤولية في زمن صدفة النرد هو نتاج لعبة (الحيّة والدرج).
الدولة يا سادة: كيان يتألف من قوانين وممتلكات و مؤسسات وهرم سياقات، عمادها النظام وجامعها الإلتزام، تنتظم بالمسؤولية وتقوم بالإلزام،.. ومتى ما افترستها الفوضى وابتعلها اللا نظام وساد فيها التحلل فستكون كـ (سوق هرج) لا ضابط لها ولا ناظم فيها،.. عندها يتسيد المشهد حُمّى الهرج والمرج وأبطال البيع والشراء!!..
والدولة بعد، مواقع مسؤولية، هي مراكز خدمة وفق سُلّم المسؤوليات لإدارة فعل الدولة ووظائفها،.. وكل منصب فيها خاضع لمسطرة وسياق، يتسنمها المؤهل واللائق والكفوء،.. فالدولة سلطات، والسلطات مناصب، والمناصب مسؤوليات، والمسؤوليات مواصفات، والمواصفات مسطرة، والمسطرة قياس لا تقبل الغش والزُلفى والإدعاء،.. وكل شيء خارج مسطرة القياس هو ضربة نرد بلعبة صدفة على رقعة (الحيّة والدرج).
لا تكون الدولة (مسمّى دولة) عندما يسودها الهرج ويعمّها المرج،.. الدولة (سياقات) نظام عادل، ومواقعها (مسطرة) مسؤوليات لإدارة سياقاتها، والهدف هو حل الخلافات وتحقيق المصالح للأمّة (المجتمع ) وفق سياقات الدولة (المؤسسة الناظمة)،.. وليس خارج سياقات الدولة الضابطة والناظِمة للمجتمع إلاّ الفوضى وعلاقات الغاب التي يتسيد بها الأقوى والأكثر غشاً ومراوغة وادعاءً وفسادا.
الدولة التي مثل (سوق هرج)، والمسؤوليات التي مثل نتاج لعبة (الحيّة والدرج)،.. حالها كحال العديد من دولنا العربية التي يسودها الهرج ولعبة الحية الدرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق