..................
د. عز الدين حسين أبو صفية
......................
العلاقة الإنسانية والصداقة الألكترونية ::
مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي وسهولة استخدامها مما جعل العالم كقرية صغيرة يجوب أركانها ودروبها المختلفة أيّ شخص دون الحاجة للسفر أو حتى الخروج من غرفته ، فهو بالضغط على أزرار جهازه يمكنه الاطلاع على أيّ حدث في أيّ مكان في العالم كما يمكنه الحصول على معلومات ومنشورات من كُتب ونشرات في مختلف العلوم والمجالات العلمية منها والأدبية والسياسية والإجتماعية والفكرية والفنية و الرياضية وغيرها.
هذا وقد أدت وسائل التواصل الاجتماعي تلك الي توسيع دائرة التواصل مع الغير والتعارف والاطلاع على وجهات نظر كل منهم وبالتالي بناء الصداقات ؛ وفى كثير من الحالات كانت تتطور تلك الصداقات إلى علاقات عاطفية ينتج عنها علاقة زواج التي قد تكون ناجحة لمن يُحسنون استخدام تلك الوسائل لتحقيق أهداف نزيهة ؛ وقد تكون بعض تلك العلاقات و الزيجات فاشلة إن لم تكن الأهداف نزيهة أو يكون الغرض منها ابتزازي وغير شريف .
وأما بالنسبة للصداقة الألكترونية فهي صداقة افتراضية تختلف كثيراً عن الصداقة الفعلية ؛ حيث تفتقر للتفاعلات الحسية والنفسية وتفتقر للإحساس والشعور بالصديق من خلال اللقاآت والحديث وتبادل الآراء و المفاهيم والتفاعل عبر تعابير الوجه والأحاسيس التي تساعد على فهم شخصية الصديق وتحديد مدى مصداقية العلاقة معه مما يؤدي إلى تقوية وتوطيد علاقة الصداقة بينهما .
ولكن الصداقة الألكترونية مهما كانت ومهما تمتعت بقوة معينة إلا أن هذه القوة قد تكون كزبد البحر تتأثر سلباً بأيّ اختلافات في الرأي والمواقف لأنها تفتقر للإحساس الكامل بمفهوم الصداقة وتلك الصداقة دائماً ما تخلو من القناعة بها لدى أصدقاء تلك الفئات لأنه لا رابط نفسي بينهم ولا رابط حسي أو حتى عاطفي ، مما يؤدي ذلك إلى فقدان الرغبة لديهم باستمرار تلك الصداقة والتي تنتج عن تلاشى التواصل تدريجياً مما يؤدي فيما بعد إلى ضعف الجاذبية لمتابعة معرفة أخبار بعضهم البعض الأمر الذي يؤدي إلى عدم الأهتمام باستمرار تلك الصداقات لفقدانها أهم روابطها وهو الإحساس والاشتياق للصديق الافتراضي..
د. عز الدين حسين أبو صفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق