.....................
السيد العبد
....................
مولاتي
كم سامرَ الشوقُ أوتاري وداعبَها
وأودعَ السرَّ في صمتِي ودمعاتي
أصبحتُ بينَ جميعِ الناسِ منكسِرًا
أُرثي شبابِي وأحلامي وأبياتي
لا تترِكيني وحيدًا أبتغِي أملًا
وأستجيرُ ـ جزُوعًا ـ مِنْ نهاياتي
كمِ الْتقيْنا ، وهذِي الأرضُ شاهدةٌ
ـ واللهِ ـ أنّكِ مَنْ أطلقْتِ ضِحْكاتي
نسيتِ كلَّ حكاياتي ، فهلْ وتـرٌ
مِنْ عِندِ قصرِكِ يُحيِي لِي حكاياتي ؟
كابدتُ في الحبِّ شوقًا لا حدودَ لهُ
أمَا سمعْتِ ـ أيَا ليلَى ـ نِداءاتي ؟
لا أحسَبُ العشقَ إلَّا تاركِي ولِهًا
ألقَى مصيرِيَ وحدي فِي متاهاتي
هل شرْبةٌ لمُحبٍّ لا يُفارقُهُ
هواكِ إلّا ظَمِيَّ الروحِ ، مولاتي ؟
أتذكُرينَ رسالاتي ، وقد قُرِئِتْ
علَى الغديرِ فلمْ ينسَ المودَّاتِ
أليسَ ينتفضُ العُصفورُ مِنْ حَزَنٍ
فيملأُ الأرضَ أنغامًا حـزِيناتِ
لا شيءَ أثقلُ مِنْ خُذلانِ صاحبةٍ
كانتْ ربيعِي وأنهاري وجنّاتِي
لا شيءَ أثقلُ مِنْ نِسيانِها وتَري
وعَهدَ عِشقي ، وأصداءَ ابْتهالاتِي
كانتْ إذا ابْتسمتْ غنَّيْتُ ، يا فرَحي
ووجهُها قارئٌ كلَّ ابْتساماتي
الآنَ تُوشِكُ أوجاعي تُحَـرِّقُني
وتذبحُ الشِعرَ مدَّاحَ الفراشاتِ
ما مِنْ رفيقٍ يواسِيني سوَى قلمٍ
أراهُ مُستسلِمًا مِثْلي لآهاتِـي
أسكنتُها القلبَ حتَّى قلتُ : أعشقُها
وإنْ تكنْ أخذتْ نايِي ومِشكاتي
بقلم الشاعر السيد العبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق