.....................
.................
....الاختلاف رحمة ....
ما ساوى الله بين البشر ولو شاء لفعل سبحانه قادر على كل شيء ولكن جعلنا درجات متفاوتين بالذكاء وبالغنى وبالجمال والصحة والدراسة والمهنة والهمة وحتى البيئة والعائلة ليتخذ بعضنا بعضاً سخريّاً أي مسخّرين لخدمة بعض لنتكامل وبالحسنى نتعامل ليحنو الكبير على الصغير ويعطي الغني الفقير ويسوس السائس الحمير ويقود الرعية الأمير ويشور بحكمته وعقله الوزير وهكذا الحياة عجلتها تسير لا لنتحارب ونتناحر ونتباغض ونتحاسد ونقسو على بعض ولانسيء على الله الأدب بالحسد فمن يحسد غيره لم يرض بما ربه وهب لا له ولا لغيره وتغافل عن مقولة لكل حجرة أجرة فدخل أغلى حجرة ويريد أن يدفع أبخس أجرة ونسي أنه الملام لماذا اختار ما لايملك دفع أجرته ولماذا يريد كسر الغالي ومقارنته بالثمن البخس لحجرة مواصفاتها غير وظروفها غير وتعطيك راحة ونعيماً غير والله عزوجل قال : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )فكيف بمن يبخس الناس أنفسهم ؟! وكان هناك خيارات كثيرة بالحياة والله لم يفرض علينا شيئاً بالإكراه حتى الدين ولكن حسابنا بالآخرة بعدين فإن اخترنا الدين القويم فزنا بالدارين وكذلك لابد من اختيار الأشخاص الصالحين الطيبين لتفز بصحبتهم بالدارين وتذكر أنك ستصادف أناساً كثيرين عنك مختلفين حتى أولادك لن يكونوا نسخة عنك وزمانهم ليس كزمانك فلا تقاااارن وتقبل الاختلاف بصدر رحب وحافظ على ثوابت الدين أما الأعراف والعادات تختلف من جيل لجيل وتتقدم التكنولوجيا فتتفاوت الناس أكثر ويختلفون بحسب ماهم به منعمون وماهم عليه متربون والله جعلنا درجات بالدنيا وبالآخرة ثوابنا أو عقابنا أيضاً درجات أو دركات بحسب الدرجات التي تفاوتنا فيها بنعم ربنا علينا او ابتلائه لنا وعمرنا وعملنا وصبرنا وشكرنا وعبادتنا بالدنيا وماكان الاختلاف يوماً سوى اختبار وإقرار منا بعبوديتنا لله فقهرنا بالاختلاف وقهرنا بالابتلاء وقهرنا برؤية الفساد بالأرض والظلم والقتل وقهرنا أخيراً بالموت لنعلم أننا عباد له لانملك من أمرنا شيئاً سوى أن نعمل ما أمرنا به ونترك الخلاف ونرضى بالاختلاف ونقر بعبوديتنا ونفرح بما أعطانا ولا نمدنّ أعيننا لما متّع به غيرنا فلكل شيء حكمة ولكل إنسان منزلة بالدنيا وبالآخرة نحن مختلفين حتى ببيوتنا بالجنة وبالنعيم بحسب ماوصلنا إليه من تسليم وطاعة ولم نجعل من الاختلاف شماعة لنرمي الآخرين بسهام الحقد والحسد ونكثر ونطيل عليهم العتب ونقارنهم بفلان وعلان وبنا ونريدهم نسخة عنا والله جعلنا مختلفين حتى بدخول أبواب الجنة لأن همة كل منا قد تكون لطاعة معينة أكثر من أخرى فاختلافنا رحمة حتى بالدين نفسه هناك اختلاف بالمذاهب لكيلا نضيق على أنفسنا و لا نعيب على غيرنا اختلافه عنا ..فالله خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف ثم حدد الأفضلية من بيننا إنّ أفضلكم عند الله أتقاكم ..وليس أغناكم ولا أعلاكم شهادة ولا أكثركم جمالاً وغنى ..فمعيار التفاضل القلب موضع نظر الرب فالتقوى هاهنا وأشار إلى قلبه
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم المبعوث رحمة للعالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق