الأحد، 23 يناير 2022

 .....................

محمد الدبلي الفاطمي

...............



أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ
أبى قلمي الرّضوخَ إلى الضّباعِ***وقرّرَ أن يظلّ من السّباعِ
تأبّط أحْرُفَ الإبْداع نــــــــظْماً***فأشرقَ بالبيانِ وبالشّعـاعِ
وأقْسمَ أنْ يُناضِلَ في بلادٍ***بها الإفسادُ عرْبدَ في الطّبــــاعِ
يلاحِقُهُ الذين طغوْا علينا***ويأبى الصّمْتَ في وجْهِ الرّعاعِ
فهلْ خُبِّرْتَ عنّي في عِنادي؟***أُنازِلُ كالفرزْدقِ باليـــراعِ
////
سأرْجمُ بالبيانِ المارقينا***ومن باعوا المـــــــبادئَ أجمعينا
سأكشفُ عوْرة الأوغاد كشفاً***يُبيّنُ خُبْثَهُمْ في العــــالمينا
فهمْ نهبوا بلادي واستبدّوا***وهمْ بِفسادهم نقَــــضوا اليمينا
ألم ترَ كيفَ أصبحنا قطيعاً***نُقادُ إلى النّوائبِ مُهْطِــــــعينا؟
يسيرُ بنا الكسادُ إلى مصيرٍ***به العدْوى ستُؤْذي المُسلمينا
////
قبيحٌ أنْ نعيشَ على الفسادِ***وذكرُ الله يأمرُ بالرّشـــــــــادِ
نُمارسُ في القذارةِ كلّ فعلٍ***ونُفــــسدُ بالكلامِ وبالأيادي
كأنّ ثقافة الإفْسادِ فينا***أغارتْ بالــــــــتّلاعبِ في بلادي
فحوّلتِ النّفوسَ إلى سرابٍ***وحوّلتِ العقولَ إلى جمـــــادِ
وهانَ فما أُبالي بالمآسي***لأنّي ما استفدتُ منِ اجْتهـــادي
////
أتوق إلى الشَّهادَةِ في نِضالي***وأطمحُ أن يُؤازرَني خيالي
فديْتُ برغْبتي مالي ونفْسي***لأفلحَ في مُواصلة الــــنّزالِ
وكنتُ مُتيّماً بغرامِ نظْـــــــمٍ***أُجالسُهُ النّــــهارَ مع اللّيالي
أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ***يشخّصُ منْطقي عند السّجالِ
بأرضٍ كلُّ ساكنها غريبٌ***تعيسُ الحظّ مُتّــــسخُ الفعالِ
////
ألا أبلغْ سماسرة المَلاهي***بأنّ الغدرَ يُنســـــــبُ للذّئابِ
وإنّي قد لقيتَ الخُبْثَ فينا***تفشّى في الضّمائرِ بِالخَرابِ
نبيعُ نفوسَنا بيعاً رخيصاً***ونكرهُ ما يدلُّ على الصّواب
وهذا في الحقيقة سوءُ حالٍ***وعيشٌ ساقطٌ مثل الكــلابِ
رمانا الدّهر بالأرْزاء حتّي***غرقْنا في المفاسدِ كالذّبابِ
////
يراعي في يدي قلمٌ مبينُ***ونظمه في الرّؤى نظمٌ متين
أبوحُ إليه بالنّجوى فيصحو***وإنّهُ في يدي قلمٌ أمــــــينُ
فصرت إذا أصابتني خطوبٌ***أتيتُ إليه يطْلبني الحنينُ
رحيقٌ مثلُ عطْر الزّهر فيه***وفي كفّي بأحــــرفه يلينُ
يراعٌ منهُ غيثُ الفكر يأتي***وحبرهُ بالمعارفِ يسْتبينُ
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق