الاثنين، 31 يناير 2022

 ...................

أبو نضال نعيم كمو

...............



رد على صديقتي بخصوص الوعي وليد المادة
لقد آثرتُ أن أبدل الإتجاه وأعكس السير باتجاه العلوم . رغبتي أن نتناول مواضيع شتى ليس الرومنسية فقط إنما للكون مجال واسع والبحث فيه ضروري, وقد تختلف الآراء بين المجتهدين في الأبحاث حول الكينونة والصيرورة كيف نشأتا ,
وهذا البحث ضروري
ومن يبدي رأيه في هذا المجال سلباً كان أم أيجاباً لا يجب علينا تخوين أصحاب الآراء . لأن ما زال هناك فجوة واسعة بين الرأيين وسيبقى الفارق واسعاً لأن هذا الوجود الغريب والعجيب يحير العقول . أصحاب رأي الميتا فيزيا عندما يعجزون عن تفسير ظواهر الكون يلجأون إلى الإكتفاء بأيجاز الرد أن هناك قوة خارقة تجاوزت العقول أنتجت هذا الكون .
قديماً كانت البشريه غارقة في الجهل
منهم من ادعى أن من يُسّيّرُ هذا الكون هو أنثى نظراً لدور الأنثى في العمل والإنتاج والحمل والرضاعة وتقارب دورة الطمث عند المرأة دورة القمر حول الأرض 28 يوماً
, لأن الذكر لم يكن له دوراً سوى التلقيح , وعندما دخل الذكر في مرحلة الإنتاج المادي بقيت الأنثى محصورة في المنزل فقط فتغيرت فكرة أنوثة الإله وتحولت إلى ذكورة. ومنذ حوالي 3000 آلاف عام برزت فكرة توحيد الآله واتفقوا على أن هناك قوة واحدة هي صانعة هذا الكون . وتبدلت المعتقدات من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الحالي
وقد أجمعت كل آراء الأديان أنهم لم يشاهدوه لكن عرفوه بالعقل وهذه الفكرة تدل على أن الناس هم من يغير الفكر الخلقي للكون بين فترة وأخرى حسب معطيات العلوم والتطور في الدراسات .ولو التزمنا بهذه الفكره أن الناس توصلوا بإدراكهم لوجود خالق واحد , لتبين لنا ان هذا الخالق لم يكن له دور إلا عندما أسند له من تعرفوا له هذا الدور .
ثم إذا كانت هذه الفكرة حقيقة ثابتة لماذا الإنقسامات بين الدين الواحد إلى تجمعات تناحرية تؤدي كما نرى الآن إلى مجازر لإثبات صحة رأي كل منهم , واستمرار هذه الأفكار جعل التناحر بين العلماء ورجال الدين حيث دحضت الكنيسة فكرة كاليليو حول دوران الأرض حول الشمس وأرادوا إعدامه .ويوما بعد يومٍ تظهر الإستنتاجات العلمية حول صحة النظريه العلمية حول الخلق . قديماً كان رجال الدين يتخذون في معالجة الأمراض عن طريق الشعوذه بضرب المريض بالسياط لإخراج الشيطان منه , بينما كانوا يعتبرون أن أي تدخل في حكمة الخالق بالخلق هو كفر وإلحاد . والآن مع تطور العلوم المعرفية بدأ رجال الدين عندما يمرضون يلجأون لأهل العلم طلباً للشفاء ,لكن حتى العلوم مازالت بعيدة عن إثبات فكرة الخلق أللاإرادي . إقناع البشر بالفكرة لأن الكون وُجدُ منذ أكثر من 16مليون من السنين
رأي لنترك الجواب للزمن لإثبات صحة القول من الجهتين , ولا داعي للإقتتال بين البشر لإثبات صحة رأيهم فاليؤمن كل منا بما يعتقد وتبقى العلاقة الإنسانية تربطنا وتبقى فكرة الوطن الواحد تجمعنا بمعزل عن التباين في الرأي وبرأي أن الحكام من صالحهم إذكاء نار النزاعات الدينية ليبقوا مستأثرين بالسلطة
أقول لكِ أنني سُررتُ جداً بردكِ ولو كان عكس ما أفكر لكن أثبتي جدارة بالحوار ومن الضروري أن نتحاور حول أية قضية وبروح من الحرية والإحترام ولا يجب أن تعزلنا أفكارنا عن علاقتنا بالوطن والحياة . والزمن كفيل بإثبات صحة الآراء
جزيل الشكر لكِ وأحترم رأيكِ
لكِ كل التقدير والمحبة
أثلجتِ صدري بردكِ
أبو نضال نعيم كمو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق