...................
أيمن دراوشة
....................
مسرحية الأطفال
اليوم الأول في المدرسة
تأليف / أيمن دراوشة
شخوص المسرحية:
1- منى (الشخصية الرئيسة في المسرحية ، تلميذة تعاني من عقدة الخوف من المدرسة كونها تلميذة جديدة تدخل المدرسة لأول مرة ، وعمرها أكبر من عمرها الافتراضي)
2- المعلمة لمياء ( مُدَرِّسة منى في المدرسة ، وتساعد التلميذة الجديدة على حل مشكلتها)
3- زهرة ( صديقة منى في المدرسة ).
4- مديرة المدرسة.
5- والدة منى.
6- آذنة المدرسة.
7- السيدة ( والدة التلميذة زهرة ).
8- تلميذات الفصل.
مُلخَّص المسرحية
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين ــ محمد صلى الله عليه وسلم ــ وبعد :
تتناول هذه المسرحية حكاية التلميذة منى ، وهي طفلة تدخل المدرسة لأول مرة ، وتعاني من عقدة الخوف من المدرسة ، ولكن بفضل مدرستها لمياء وصديقتها المخلصة زهرة تتمكن منى من التغلب على مشكلتها ، حتى تصادفها مشكلة أخرى فتكره المدرسة إلا أنَّ مدرستها لمياء تستطيع التغلب على المشكلة التي صادفت هذه التلميذة الجديدة وتقنعها في النهاية أنَّ العلم ضروري للإنسان كالطعام والشراب ، وعلى الإنسان ألا يهزم من أول مشكلة تصادفه ، فتقتنع منى وتعود إلى مدرستها
وقد حاولت في هذه المسرحية أنْ أبتعد قَدْر الإمكان عن الصعوبة والتعقيد حتى يكتسب التلميذ دقة الملاحظة وتذوق لغته الجميلة ، إضافة إلى الصمود أمام الصعوبات التي تواجهنا في حياتنا ، والقدرة على التغلب عليها ، وهذا ما هدفنا إليه في هذه المسرحية ، والله من وراء القصد.
- تقع المسرحية في فصل ٍ واحد ٍ ومشهدين.
الفصل الأول
المشهد الأول
( غرفة الإدارة في مدرسة أطفال ، منى طفلة يبدو عليها التوتر والقلق ، تجلس إلى جانب أمها ، والمديرة تجلس إلى مكتبها ، تتحدث بالهاتف.
منى تقترب من أمها وتهمس في أذنها )
منى ( هامسة) : ماما ... أريد الذهاب من هنا! مَنْ هذه المرأة ؟ هل تعرفينها يا ماما ؟
الأم ( هامسة ) : كفي عن الأسئلة يا منى وانتظري قليلاً الآن ستعرفين كل شيء.
منى : لا ، أريد الذهاب من هنا يا ماما ، أنا خائفة.
الأم : قلت لك اهدئي ، ألا تسمعين كلام أمك.
منى : حاضر يا ماما.
منى : ماما ، هل تعرف هذه السيدة اسمي.
الأم ( بغضب ) : هذه هي المديرة ، فهمت الآن ، اصمتي قليلاً وستعرفين كل شيء.
منى : المديرة ! ماما.. قولي لماذا لم تأت ِ أختي حصة معنا ؟ أرجوك يا ماما أريد الذهاب إلى المنزل، أنا لا أعرف هذه المرأة.
المديرة : ( تُنهي المكالمة الهاتفية وتلتفت إلى منى )
أهلاً بضيوفنا الأعزاء .. ما اسمك أيتها الصغيرة الجميلة ؟
( منى لا تجيب ... تنظر الأم إلى ابنتها مشجعة )
الأم : أجيبي يا بنيتي ، ولا تخافي.
منى : اسمي منى
المديرة : هل أعجبتكِ المدرسة يا منى ؟
منى : لا ، أنا أريد الذهاب إلى المنزل ، لا أريد البقاء هنا.
المديرة : لماذا يا صغيرتي ألا تحبين أنْ تصبحي معلمة أو مهندسة...
منى : أحب ذلك لكنني لا أرى أحداً هنا ، ولا يوجد مَنْ هم في مثل عمري.
المديرة : لا يا حبيبتي هناك الكثير من الصغيرات في مثل عمرك ، وكلهن يرغبنَ بالدراسة واللعب معك.
منى : أنا لا أرى أحداً.
( المديرة تضغط على جرس إلى جانبها ، وتدخل آذنة المدرسة )
الآذنة : السلام عليكم.
المديرة : وعليكم السلام ، من فضلك أريد المعلمة لمياء لو سمحت ِ .
الآذنة: حاضر ، سأناديها في الحال.
( تذهب الآذنة ثم تدخل سيدة ومعها طفلة من عمر منى )
السيدة : السلام عليكم.
( المديرة والأم معاً ) : وعليكم السلام.
المديرة : تفضلي.
( تجلس السيدة وطفلتها فيما منى تنظر إلى الطفلة باهتمام شديد ، الطفلة تبتسم لها وتأتي لتجلس إلى جانبها. ، أمَّا المديرة فتنشغل بالحديث إلى أم منى )
الطفلة ( موجَّهة كلامها إلى منى ) : ما اسمك ؟
منى : أنا اسمي منى ، وأنت ِ ما اسمك ؟
الطفلة : أنا اسمي زهرة في الصف الأول.
منى : ما معنى الصف الأول يا زهرة.
زهرة : الصف الأول يعني الصف الذي يأتي بعد الروضة ، أنا كنت في الروضة ، ومعلمتي اسمها ريم هل تعرفينها يا منى ؟
منى : لا..لا أعرفها .. أنا ليس لي معلمة !
زهرة : وصديقاتك ِ .
(منى تتذكر )
منى : بنت خالي ...بنت الجيران و...
(تدخل المعلمة لمياء التي يبدو عليها التعب وتحاول الابتسام )
المعلمة : السلام عليكم .
الجميع : وعليكم السلام .
المديرة : الصغيرتان في الصف الأول في شعبتك أرجو أن تأخذيهما وتقومي باللازم .
المعلمة لمياء : في شعبتي أنا ! حاضر.
منى (تهمس لزهرة ) : لماذا هي غاضبة ؟ أنا لا أريد الذهاب معها .
زهرة : إنها المعلمة !
منى : وهل تضرب؟
زهرة : لا أظن ذلك .
(تقترب المعلمة لمياء من الطفلتين )
المعلمة لمياء : هيا معي أيتها الصغيرتان ..هل تخبراني عن أسمائكما ؟
زهرة : أنا اسمي زهرة .
(تنظر منى إلى المعلمة بخوف ولا تتكلم )
المعلمة لمياء : وأنت يا صغيرة ما اسمك؟
(منى لا تجيب وبدا عليها الخوف والوجوم )
زهرة : اسمها منى .
المعلمة لمياء : لماذا أنت خائفة يا منى ؟ أنا هنا لكي أعلمك الحروف العربية الجميلة وسوف تحبيني كثيراً.
زهرة : لقد قالت لي أنك غاضبة .وهي خائفة وتريد الذهاب إلى البيت .
(تبتسم المعلمة )
المعلمة لمياء : أنا لست غاضبة يا عزيزتي لكني مرهقة فقط.
هيا يا منى نذهب سوياً لنتعرف على مرافق المدرسة ، والصديقات الجديدات ، ونلعبُ قبل العودة إلى البيت ، وسوف نقضي معاً وقتاً ممتعاً.
زهرة : وستكون منى أول صديقة جديدة لي.
زهرة : المدرسة جميلة يا منى هيا بنا نذهبُ مع ست لمياء.
منى (تحاول أن تبتسم ): أنا آسفة يا معلمتي ولكن....
المعلمة لمياء (مقاطعة ): فهمت ..فهمت يا منى ..المدرسة مكان جميل وسوف تحبينها ..وأنت يا زهرة فتاة رائعة وتلميذة جيدة..هيا نذهب الآن .
(تبتسم المديرة وكل من والدة منى وزهرة )
المعلمة لمياء (توجه كلامها للسيدات): أنا دائماً أتعلم من الأطفال لأن لديهم الكثير مما لا ندرك نحن الكبار أحياناً.
**********************************
ستار
المشهد الثاني
(غرفة صفية حيث تجلس منى مع عدد ٍ من زميلاتها في الصف الأول )
( تدخل المعلمة لمياء إلى غرفة الصف )
المعلمة لمياء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التلميذات ( بصوت ٍ واحد ) : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المعلمة لمياء : كيف حالكم يا صغيرات ؟ هل أنتن مسرورات ؟.
التلميذات : نعم يا معلمتنا العزيزة.
المعلمة لمياء : وكيف وجدتم اليوم الأول في المدرسة ؟
التلميذات ( بصوت ٍ واحد ) : كان يوماً رائعاً يا ست لمياء.
منى : أمّا أنا فأريد الذهاب إلى المنزل.
المعلمة لمياء : لماذا يا منى ألم تعجبك المدرسة ؟
منى : بلى يا معلمتي لقد أعجبتني كثيرا ً ، لكنني اشتقت إلى عائلتي.
المعلمة لمياء : هذا شيء طبيعي يا منى ؛ لأنك لم تعتادي بعد على الدوام بشكل ٍ يومي ، لكن عندما تعتادين على ذلك فسوف تجدين الأمر طبيعي جداً.
زهرة : متى سنذهب إلى بيوتنا يا ست لمياء.
المعلمة لمياء : بعد الحصة الرابعة بمشيئة الله ، الكل سيغادر إلى عائلته ، وستروون لوالديكم عن سعادتكم بالمدرسة. والآن ما رأيكم بأن نأخذ هذا النشيد الجميل.
التلميذات ( بصوت واحد ) : بالطبع يا ست لمياء فنحن نحب الأناشيد كثيراً.
المعلمة لمياء : بارك الله فيكن.
( تكتب المعلمة لمياء على السبورة بخط واضح وجميل
ــ نشيد ماما وبابا ــ ثمَّ تقرأ الأبيات مغناة بعد وضع لحن ٍ مناسب ٍ لها )
ماما وبابا
بابـــا مامــــا لكُما شُكْـري
مِلْءَ الدنيــــا أبَدَ الدَّهــــــر ِ
حُبي لَكًمـــــا مِلْءُ الصَّــدْر ِ
وَعَلـى ثَغْري نَعَمٌ يجـــــري
بكِما أحيــــــا أحلى عُمــري
لَكُمــــــا مني كُلَّ الشُّـــــــكْر ِ
( تقرأ التلميذات هذه الأبيات مغناة مع المعلمة لمياء ، وبعد الانتهاء من القراءة يقرع الجرس إيذاناً بانتهاء الحصة الثالثة وبداية الفسحة )
( تخرج التلميذات بهدوء فيما ترافق منى صديقتها زهرة )
منى : هيا يا زهرة فأنا جائعة جدًّا ، أعطتني ماما نقوداً كي أشتريَ من المقصف.
زهرة : سأدلك على المقصف يا منى.
منى : وأنت ِ يا زهرة ، هل ستشتري معي.
زهرة : لا ، فقد وضعت ماما فطيرة في حقيبتي ، وأعتقد أنها تكفيني.
منى : لا بأس ، لكن أين المقصف.
زهرة : هيا أدلك عليه.
منى : شكراً لك ِ يا زهرة ، فأنت ِ والله نِعْمَ الصديقة الوفية.
زهرة : شكراً لهذا الإطراء الجميل.
( ترشد زهرة صديقتها منى إلى المقصف وتذهب للعب مع زميلاتها ، أمَّا منى فتدخل وسط زحام ٍ كبير للوصول إلى بائعة الفطائر ، وبسبب الزحام ، وتدافع التلميذات تسقط منى أرضاً ، وتفقد نقودها ، وتشرع بالبكاء حتى تلقى صديقتها زهرة )
زهرة ( باستغراب ): ما بك ِ يا منى ؟ هل ضربك أحد ؟
منى ( تحاول التقاط أنفاسها ) : لقد دفعتني الطالبات عندما أردت ُ الشراء ، وسقطتُ أرضاً ، إنَّهنَّ أكبر مني حجماً ، ولم أستطع المزاحمة ، وفقدتُ نقودي أيضاً ، ماذا سأقول لماما ، لن أعود لهذه المدرسة مرةً أخرى.
زهرة : لا يا منى ، يجب أن تكوني قوية ، ولا تستسلمي لأول مشكلة تواجهك ، فنحن هنا لنتعلم كي نعرفَ القراءة والكتابة والعلوم المختلفة ، ولا بُدَّ أن تصادفَنا بعض العقبات.
منى : أنا أريد العودة للبيت ، ولن أعود لهذا المكان أبداً.
زهرة : أنت ِ ضعيفة يا منى ، لماذا لا تكوني مثلي ، فأنا لا أخافُ المدرسة ، بل أحبها.
منى : ألم تضربك الطالبات يوماً.
زهرة : كلا ، لم يضربني أحد ، وإنْ حَدَثَ ذلك ، أشكو مّنْ يضربني لمديرة المدرسة وهي مَنْ تعاقب ذا السلوك السيئ.
منى : وماذا تفسرين ما حَصَلَ معي ؟
زهرة : إنَّهُ سوء تنظيم ، لكن بعد انتظام الطالبات في المدرسة فسيكون هناك ترتيباً آخر.
منى : وَمَنْ سيضمن ألا يضربوني ثانية ، غداً لن أعودَ إلى المدرسة.
زهرة : لقد فشلتُ في إقناعك بالعدول عن فكرة عدم العودة ، أنا ذاهبة يا منى لكن فكري بما قلته لك ِ.
( تذهب زهرة إلى غرفة المدرسات ، وتبحث عن المعلمة لمياء حتى تجدها )
المعلمة لمياء : ما بك ِ يا زهرة حزينة ؟ هل هناك شيء أزعجك ِ ؟
زهرة : صديقتي منى يا ست لمياء.
المعلمة لمياء : منى تلميذة لطيفة ، لا أصدق أنها أزعجتك ِ.
زهرة : لا يا ست لمياء ، منى لم تزعجني.
المعلمة لمياء : ما بها إذن.
زهرة : لقد ذَهَبَتْ منى إلى المقصف كي تشتريَ فطيرة ، إلا أنَّه ...
المعلمة لمياء : إلا أنَّه ماذا ؟ أكملي حديثك يا زهرة.
زهرة : لقد سقطتْ على الأرض بسبب تدافع الطالبات ، وأضاعت نقودها.
المعلمة لمياء : وأين هي الآن ؟
زهرة : إنها تبكي بحرارة في الساحة ، وقالت لي إنها لن تعود إلى المدرسة مرةً أخرى.
المعلمة لمياء : غير معقول ، هذا ليس سبباً كافياً لتركها المدرسة من أول يوم.
زهرة : لقد حاولت إقناعها بالعدول عن فكرتها لكنها أبت يا معلمتي العزيزة.
المعلمة لمياء : وهل أصيبت بأذى جرَّاء السقوط.
زهرة : خدوش بسيطة فقط.
المعلمة لمياء : حمداً لله ، هيا نذهبُ إليها نقنعها بالعودة إلى مدرستها.
زهرة : هيا يا معلمتي.
( تسير زهرة برفقة المعلمة لمياء بحثاً عن منى فيجدانها مستندة على جدار السور باكية )
المعلمة لمياء ( تقترب من منى ) : هيا يا صغيرتي من هنا ، أنا عرفت كل شيء من صديقتك زهرة ، هيا نذهب إلى الممرضة كي نعالج الخدوش التي في وجهك ، ثم نتحدث.
( تأخذ المعلمة لمياء منى إلى الممرضة وتعالج الخدوش التي في وجهها ، ثمَّ تُحضِر لها فطيرة كي تأكل )
المعلمة لمياء ( بعد أن هدأت منى ) : هل ما زلت ِ ترغبين بعدم العودة يا منى ؟
منى : لا يا معلمتي ، سأبقى هنا كي أتعلمَ ، فأنت ِ معلمة طيبة ومحبوبة من كل الطالبات.
المعلمة لمياء : بارك الله فيك يا منى ، فأنت ِ فتاة مجتهدة وأتوقع لك مستقبلاً عظيماً إنْ شاء الله ، وغداً ستشتري فطيرتك بكل سهولة لأنني سأكلم إدارة المدرسة بتنظيم الشراء أثناء الفسحة.
منى : أتمنى أنْ تكون مدرستي مدرسةٌ رائعة ، ومثالاً يُحْتذى به على مر الأجيال.
زهرة : ومدرستنا كذلك يا منى.
المعلمة لمياء : أحسنتم يا صغيرات ، فبكما ينهض الوطن ويزدهر ، وبالعلم والتفوق نتغلب على أعدائنا ، وننال رضى الله سبحانه وتعالى.
زهرة : وبالعلم والاجتهاد نرفع راية بلادنا خَفَّاقة ، وننال تقدير البلدان الأخرى.
منى : وبالعلم والاجتهاد نصبح أيدي عاملة نفيد وطننا الذي لم يبخل علينا ، ونساعد في بنائه حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة.
المعلمة لمياء : أحسنتم قولاً وعملاً.
( يقرع الجرس إيذاناً بانتهاء الفسحة ، فيما الطالبات يدخلن إلى صفوفهن بانتظام ).
**************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق