................
أمل شيخموس
..............
الآلام و الصمود في وجه السخافات التي غالباً ما تفوق طاقتي . مرَّ على وفاة والدتي ثلاث سنوات كنت حينها فتاةً بريئةً أتمتع بشيءٍ من الوعي و قد ساهمت هذه الظروف الشائكة في سرعة نضجي إذ غدوتُ كجنديةٍ مجندةٍ للحرب على يد " لولو " ، تنفست بعمقٍ أترجل عن الدرج و دلفتُ الحجرة و رحت أهرول بحركاتٍ رشيقة هادفةً إلى تفريغ شحنات غضبي و صرت أهرول واحد اثنان . . بدأت بالرقص و الالتواء مع ضربات الديسكو و الفرح و الجنون ، أحسست بطفل الخير داخلي ينبض ، تحمست للحياة البيضاء و تركت التنبؤات السوداء لأصحابها كي تخنقهم ببريق سعادتي و . . في اللحظة اجتاحتني موجةٌ كتابيةٌ عارمة فأمسكت يراعاً و شققت ورقةً من دفتر أختي لأفرغ ما اصطرع بداخلي سميتها صفحة " الحب " و دونتُ في أعلاها " 99 BOOOM " آخر صرعات الديسكو يا حبيبي ، و رحت أخربش بفوضويةٍ كعشوائية قلب حبيبي المجهول ، و في زاويةٍ أخرى طرزت حبيب الحياة الجميلة و في منتصف المساحة حبيب كل الآهات و الأماني . . حبيب اليقظة و الوحدة و الليالي
الصفحة - 75 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
أنت الذي تستحق طهري ، متأكدةٌ ستكون آخر فرصةٍ من الحياة البخيلة . . كانت صفحة الحب هذه تنبؤاً حقيقياَ و عظيماً ِلِمَا حدث لي فيما بعد من زلزالٍ عنيفٍ زلزلني زلزلةً لن أنساها حتى لو وُريتُ في التراب ، فبالحماس و الأمل تارةً و اليأس و الرتابة تارةً أخرى كانت أحداث حياتي تسرع إلى حتفها حيناً و إلى مولدها حيناً آخر . . رحت أضمدُ جراحي كي لا تقتلني أحسست أن قلبي تحجر في بعض الأحايين جراء . . و غالباً ما أنسج الأعذار للأفعال الشنيعة التي تُركزُ جُلَّ قواها لسحقنا و طمس عقولنا بمعاني الفشل ، إحساس كبير في أعماقي دائماً ينتصر على سلبية الشر لِذا أرغمُ على قطع حبال تساؤلات أخواتي التي تجرُ الكره من باطنهنَّ رغماً عنهنَّ و منها :
- لِمَ لا يعطف علينا أحد ؟
فشددتهنَّ على التمسك بالمبادئ المتسامحة و همسات أرواحهنَّ الرحيمة الدافئة . . مضى شهرٌ غصتُ فيه تموجاً بين متاعبي و القلق على جدتي إلى أن بلغنا خبرٌ
الصفحة - 76 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق