...............
زكية لعروسي
..................
عشق بين أبراج الصمت
هل تعلمينَ ، امّي متى ينعتق لساني من قيودِ اللّيل
ليبوح لي باسرارِ كلماتيَ المستكنة
هي منّي وبي وفيَّ
ومن آهاتِ جراحاتي
شتاءٌ روحي
هل تعلمينَ متى استرجعُ زمني البائدَ
الملاكَ الذي كانَ في احداق السماء
ديمومةَ صباي
نفسيَ المنحوتةَ بحروفِ الضّادِ
فما انا من الامواتِ امّي
دلّيني عنِ الصّحاري المبللةِ بنهرِ النّيل
لترسي سفينةُ كلماتي
فما عادتْ شموسُ الإغريقِ ...الرّومانِ
تُكحّلُ عيوني بالنّورِ
ولا العطورُ الباريسيةُ تبللُ دمعيَ الحجري
مدِّيني امّي بمسكٍ وعنبرِ "الغالية"
الزجاجةُ المعتمة
زنابقُ الماءِ المزخرفة
ريحُ روحٍ شرقيّةٍ
تدفئني حينَ ينحدرُ جسدي
نحو الضّعفِ والهونِ
اوتدري انّي حين استشعرُ قارورةَ
مسككِ الأبنوسي اللّون...الرائحة
تعطِّرُ دموعَ حروفي
استعيدُ فصاحتي المفقودة
اسطورةَ الحوارِ
نكهةَ عشقي الاخرسِ الضائعِ بينَ
اجنحةِ أبراجِ الصّمتِ
الزّمانُ الجديدُ في قوافي شعري
غصنُكِ امي الذّهبي
ردائُكِ القمرزي
الذي راحَ منّي حين صودرتْ
جلالةُ طفولتي...كبريائي
قبعةُ قصيدتي التي اُهديَتْ لزّهادٍ غابوا
فعطري ثقبَ جلديَ امي..!
تقطّري مسكاً ابنوسياً بمحبرتي..!
لتتعطرَ القوافي بالحسنِ والعذوبة
ولا ترحلَ احلامُ خيالي
فلا لشحوبِ التراب !
جروحُ الوردةِ الحمراء !
الفجيعةُ والرّماد!
فعطرُك الابنوسي ..امّي كلّما جفَّ
داع طيبُ فتيتهِ من ريشتي
سكنَ نيروزُه روحَ قصيدتي
لتلتهبَ النارُ من تحتِ الرّماد
و يختنقَ صوتُ الصُّراخ
يسري الجنونُ فوقَ ماءِ البحورِ
تتمزَّقُ ستائرُ ضلوعِ الامواج
ويفتنُ الخيالُ بروائحِ المستحيلِ البعيدْ
فاسترجعُ كبريائيَ امي و رداءَك القمرزي
نكهةَ عشقيَ التي فترت بالهجرِ
فما عادَ يرضيني امّي عشقٌ بينَ "ابراجِ الصمت"
زكية لعروسي بباريس يوم 29/12/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق