...............
محمد العويني
............
بطون خاوية
جاءت في ليلة ليلاء
تريد رغيفا
يطفئ لحن الأمعاء
فهي تنام كل ليلة
على معزوفة التعساء
تبرز يدا ترتعد
من شدة الجوع و البرد
مأساة غيبت ملامح الورد
وعينان ترفرفان بكل ود
جسمها هزيل عظم لف في جلد
آه يا زمن تموت فيك البراءة
و ينمو الجشع و يزهر البخل
مت من خجلي
وخجلت من بطني و من شبعي
وحرت في أمري
هل أنا من البشر؟
لأنعم بالخير
و يموت غيري من شدة الرمق
و أنا للتو قفلت من المسجد
هل ستشفع لي صلاتي
و صيامي و.... و كلامي
أمام هذا المشهد
أمام هذا البؤس و التشرد
وبأي وجه سنقابل
الرب السرمدي
و أنا أشهد و أوحد
وهو أوصانا بالفقراء خيرا
انتحرت بداخلي النخوة
وفقدت كل الكلمات
لم أعد أرغب في النوم
لم أعد أبحث عن الدفء
كل الطعام أصبح باسلا
ما دام يشتاقه الأطفال
مذا فعلت بي بنيتي؟
أدميتي قلبي
أدمعتي عيني
لمست كل القروح
دست على كل الجروح
مزقت كبدي
و رحى ضعفك لف برقبتي
أيقظتي فيا الإنسان
الذي لا أدري متى نام؟
رغم كل هذا الألم
هل يعلم؟ أظنه لا يعلم؟
أم مصيره يتعلم؟
عذرا بنيتي
ما كان غيرك يستحق الدفء و الرغيف
لو حل العدل بدل الظلم و الزيف
عذرا بنيتي و ألف !!!
محمد العويني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق