الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

 ................

رافت ابو طالب

..............




المفتاح :

كل إنسان يحاول جاهدا الحفاظ على ممتلكاته

لذلك فهو يضع مفتاحا لباب خزينته ولباب بيته ويسعى جاهدا الا يكون لذلك المفتاح تكرارا وأن يكون صلدا قويا

و الإنسان العربي صار يجمع كنوزه وثرواته ويضعها خلف تلك الابواب المصفحة

ولكن للاسف مع بحثه الجيد وشراءه لافضل المفاتيح التي تحفظ ثرواته

إلا أنه لم يفكر في جعل المفتاح لجوهر نفسه مفتاحا صلدا قويا له من المنعة ما يمنع استبداله بغيره فيتم نهب كنوزه وثرواته

والحقيقة فإن عدو العرب ذكيا

فبدلا من ان يشغل نفسه بمفاتيح البيوت والتي لن ينتهي عددها

قام اولا بتعطيل مفتاح النفس العربية والذي كان يحميها من الغزو والتفكك فجعل يعلوه الصدأ ثم قام بتصنيع مفتاح غيره هو من وضع شفرته 

فصار يدخل إلى الطفل ويسرق منه اسلامه وعربيته 

وصار يدخل إلى المراة العربية ويسرق منها اصولها وعزتها

وصار يدخل إلى الشباب والرجال ويسرق منهم تاريخهم وعلوهم ونزع منهم صفات رجولتهم

ووضع بداخل تلك الأنفس أهدافه التي جعلت العرب يحملون كنوزهم من الثروات إليه سعداء فرحين

وهو هناك على عرشه

لنجد إن هذا هو أعلى الاساليب في كيفية التحكم بالنفس البشرية

 لنرى العرب كأنهم صاروا  نوعا جديدا من المخلوقات 

وصار العرب مع بعضهم البعض في بخل فيرى العربي أخيه في ضيق من العيش فلا يكترث لموته او شقاء ابناءه

وذلك نتيجة مهارة العدو في صنع المفتاح الذي يفتح ويغلق النفس العربية

فراينا كيف يقتل الاخ العربي اخية دون ان يعلم لماذا قتله

حتى ان القتيل لا يعلم لماذا تم قتله

وراينا كيف تم هدم الاوطان العربية وتشريد أهلها وتجريدهم من كل صفات العزة التي كانوا يحيونها تاركين كنوزهم التي اغلقوا عليها الابواب للعدو يجمعها

وللاسف البقية الباقية من العرب ذاهبة إلى نفس النتجة فنفس المفتاح هو الذي يفتح ويغلق نفوسهم

وما نراه من الاحداث ما هي إلا خديعة لتقوية مفتاح هدمه وتجريده من كل اواصر الترابط و الرحمة عند فتح بيوتهم وهدمها وتشريدهم

تلك هي الصورة كاملة يا قوم

فالحذر الحذر يا قوم 

 فالشيطان قد عشش بالقلوب وصار في اتصال مباشر مع العدو

وصار يجتمع معهم  بدار الندوة لهذا الزمان

فقد مهد لهم القلوب وصار يتحكم في الاهواء  والجوارح 

وصار يحبب إليكم سفك دماءكم وتشريد أهليكم

وصار يقنعكم بأن العزة مع مراد العدو

افيقوا يا قوم وعودوا إلى رشدكم 

فقد خسرتم صفات العرب في جاهليتهم من عزة الشرف والحفاظ على اللغة العربية التي جمعتهم وصاروا قياسا لغيرهم

افيقوا يا قوم فرسالة العزة بين ايديكم غضة طرية

فالعزة صفة مخصوصة لا يملكها إلا العزيز 

وهي صفة له سبحانه يجعلها لمن عمل بمراده ببيان رسوله صلى الله عليه وسلم

ترابطوا على مراده يجمع شملكم ويمكر لكم  

اجعلوا علو الاخلاق بمراده عنوانا لكم

اجعلوا وحدتكم معا تليق بكونكم تعبدون الواحد

اجعلوا ثرواتكم تدور بينكم كالدماء بالجسد الواحد

عندها سيكون مفتاح ابواب نفوسكم هو الإسلام له من التفرد في عدم التكرار وعدم التقليد ما يليق بكونه مفتاح عالم الغيب والشهادة رب العالمين

فلا يُفتح الباب إلا بإذن منكم

فتصبح الثروات بينكم جنة ظاهرية بعد ان صار الإسلام هو جنتكم الفعلية 

فيكون سعادتكم في سعادة بعضكم بعضا

فلا يشقى بينكم فقير

ولا يضيع بينكم يتيم

إذ صار الإسلام والذي هو علم الله ما ينمي ثرواتكم فيضاعفها لكم اضعافا 

فتملكون الارض بعلو صفات ربوبيتكم لكونكم اطعتم رب العالمين

فلا يجد منكم العالم إلا ما هو خير من علو صفاتكم 

عندها ستصبح مفاتيح الانفس للبشرية بين أيديكم

تسقونها بعلو صفاتكم

فيلفظون اهل الشر من اوطانهم بعد ان سكنتم قلوبهم وعمرتموها بحسن اسلامكم

فهل من أذان صاغية

وقلوب صافية

وإرادة نافذة

تملك الارض كخليفة طيب من مالك الملك

وإلا فلا عزاء للحمقى والاغبياء 

فاللهم سلم سلم

اللهم ثبت قلوبنا ووحد صفوفنا واجمعنا على علمك  سبحانك نقيمه ببننا فنفوز بعلو صفاتك سبحانك

بقلم رافت ابو طالب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق