الاثنين، 20 ديسمبر 2021

 .................

طارق منور

.................



#للشيطان زميل الحلقة ستة وعشرون
.
كان كلمات عبدقا لنعوم بلا هوية و لم يفهم مدلولها لكن مساعده الجزائري اجلسه في طاولة معزولة و قابله ثم ابتسم وقال : ربما سيكون ما سأقوله غريب عليك بعض الشيء يا عمي نعوم ...لكن تأكد أنه نابع من القلب و سأقوله بعد تفكير طويل مع نفسي ...نعوم : ماذا هناك يا ولدي لقد حيرتني ببسماتك المبهمة و ألغازك الغريبة !!! لكن عبدقا قطع حبل الحيرة : عمي نعوم أنا أطلب يد إبنتك سيرتا على سنة الله و رسوله فماذا تقول ....فور سماع هذا الطلب إنفجر نعوم بالضحك و علت قهقهات هستيرية التفت لها بيدرو و زوار الكافيتيريا مستغربين ...احمر وجه عبدقا و حاول ان يبدد حرجه ونهض وقال للجميع ....لقد اسمعته نكتة على البلجيكيين فضحك ....نكتة جديدة يا جماعة ...ثم جلس و امام هذا الشيخ الذي مازالت ضحكته مستمرة ..وبعد طول انتظار و توقف الضحكة رد نعوم : يبدو انها نكتة كما أعلمتهم !!! فقاطعه عبدقا : لماذا يا سيدي ؟؟ لم أقل شيئا معيوبا ...نعوم : هههه صحيح لم تقل قولا معيوبا ...لكن كيف لمسلم أن يقترن بيهودية ؟؟
عبدقا بدات تنال منه النرفزة من ردة فعل نعوم فرد : دعنا من هذا الامر الٱن ...اريد موافقتك أنت و بعدها لكل حادث حديث ...لكن نعوم سارع و قال : لا يا بني ليست موافقتي هي المفتاح بل وجب عليك أخذ موافقة من ستتزوجك أليس هذا في دينكم ؟ عبدقا : بلى....كلامك عين الصواب و هذا الأمر يحسم بينكما لكن أردت فقط تقديم نفسي حتى أضعك في الصورة يا عمي نعوم ....نعوم : و هل غبت عني حتى أجهلك يا ولدي ...عبدقا : كلا لابد أن ترى كل صفحات كتابي يا عمي ...أنا إنسان على باب الله لا أملك شيئا لكني سامنح ابنتك الحب و الأمان خبزتي حلال و ليس لي في العربدة و الحرام .....يبقى شرطي الوحيد لكم إن وافقت كريمتكم هو أن تدخل الإسلام ....لقد سألت الشيخ سليم إمام مسجدنا و قال لابد أن تكون مسلمة كي يصح الزواج ...نعوم كان يسمع بانتباه ثم رد : لكني لن اجبر بنتي على شيء قد ترفضه في الأساس ...سأعرض عليها الأمر ونرى بعدها ...عبدقا : لكن انت ما رأيك ؟ ..نعوم : والله إني لن أجد شابا خلوقا و طيبا مثلك ..انت تعلم أن المال و المنصب ليست شروطي ...ومتيقن انا من معدنك لكن كما قلت لك رأيي لن يقدم و لن يؤخر ...امهلني بعض الوقت لافاتحها في الموضوع ...عبدقا لك ذلك ..لكن ....ثم نهض مشى خطوتين ثم أدار الى نعوم ..نعوم : لكن ماذا يا عبدقا ...حك عبدقا ذقنه وكان مترددا ثم قال : كنت سأقترح أمرا ولسيرتا القرار ...نعوم : هيا هات ما عندك ...يبدو أننا لن نشتغل مع اقتراحاتك التي هوت علينا اليوم هههه ...عبدقا : حالة سيرتا الفترة الأخيرة تتطلب بعض السكينة فلم لا تغادر إلى مكان آخر لتفك عزلتها و تستنشق هواءا عليلا ...نعوم : مادمت قلت هواءا عليلا فانت تقصد الريف ...ارسلتها الى احبابنا من الجالية اليهودية في ريف بلجيكا لكنها لم تستطعم التجربة ...فأين تقترح الرحلة يا كولومبوس ؟ عبدقا : ليس بالبعيد عن مارسيليا إلى منطقة تسمى les Caillols ...هناك عجوز جزائرية اسمها لويزة تعرفت عليها عندما قدمت في الأيام الأولى تبيع حليب مزرعتها هنا في مارسيليا .... بيتها والمزرعة في هاته المنطقة الخلابة ....تعيش مع ابنتها و ابنها الصغير بعد وفاة زوجها مضيافة و قلبها يشع بالطيبة ...نعوم : لكن ...ما الغرض من ذهاب سيرتا هناك ؟!! عبدقا : نحن في الجزائر نقول ان القرارات المهمة يحضر لها في العزلة ...نعوم : هااااه فهمت هههه ...عبدقا : ضف إلى ذلك انها ستتعرف على أناس جدد و تجد بيئة مغايرة لصخب المدينة و نفاقها ....نعوم : أحس أنني اسمع لمرشد سياحي محترف ههههه ..اسمع انا لن أعدك بشيء الٱن لكن ثق في شيء ...مهما كان قرارها فأنا في صفك يا ولدي.
مفاتحة نعوم في موضوع الارتباط ببنته لم يكن سهلا البتة على عبدقا فقد سبقه مد و جزر من التفكير و التمحيص ضف إلى ذلك هذا الشاب ليس له في المواعدة و تفاهة الرعاع فقد اوصته تركية دوما بقولها : يا عبدقا قس على الناس قبل أن تقيس على نفسك و إياك أن تتلوى في مشيتك بل كن الرجل القويم ...الذي يدخل من الباب لا من يتسلل من النوافذ .....قيمة غالية اكتسبها عبدقا و كذلك من سيخطب ابنته كان صاحب فضل عليه سلمه رزقه و فتح له قلبه فلا و لن يعض يد امتدت له بالجود والكرم .
كل هاته الحسابات افضت لهذا القرار لكن خشيته ان ترفضه سيرتا جعلته يعض اصابعه و هو ينتظر ردها.
دخل نعوم الى ابنته في الخلفية بعدما اغلقت الكافيتيريا وغادر بيدرو و عبدقا فوجدها تطالع كتابا نثرت في وجهه بسمة مشعة و قد أبان محياها نظارة الملاك ...فبادلها ابوها بسمة اخرى ثم انحنى و طبع على جبهتها قبلة ....جلس يعانقها و يقول : هاه كيف حالك اليوم يا قرة عيني ؟ ...ابتسمت سيرتا وردت : أحسن يا أبي..أحسن منذ أن أقلعت عن تناول تلك الحبوب المنومة صرت أنام و ازدادت شهيتي ....فعانقها مرة أخرى و عيناه تضيء فرحا لحال ايقونته : لدي لك خبر هام ..سيرتا : خبر لي ؟!! لا تقل أن صاحب البار ذاك اللعين قد أتصل بك مرة أخرى ...لقد دفعت له كل دينه ....نعوم : اعلم ذلك ....ثم اردف مباشرة:.عبدقا طلب يدك مني !!!! حملقت سيرتا في عيني أبيها برهة من الزمن ثم اطلقت ضحكة هستيرية : ماذا !!!! عبدقا يريد خطبتي ؟!!!
ترى ماذا تخفي تلك الضحكة الهستيرية ؟؟ هل باطنها سخرية واستخفاف بمشاعر مهاجر وضيع أراد أن يتسلق برجا عاليا و نسي أن أهل السفوح لا تليق بهم القمم ؟؟
أم ضحكة خباياها نشوة عاشقة كان الشوق ينهش حناياها لتعرف مكنون معجب أهو عاشق راحل أم حبيب متيم ؟؟؟؟ ...يتبع
طارق منور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق