..................
طارق منور
................
#للشيطان زميل الحلقة خمسة وعشرون
اما سيرتا فوحدتها في خلفية الكافيتيريا جعلتها تنبش في ثنايا حياتها و تراجع ما كتبت في أيامها لكنها تستوقف تفكيرها عند هبة هذا الشاب الجسور لانتشالها من العفن ...لكنه غريب !!! ليس من طائفتك ..لسانه غير لسانك ...بشرته سمراء دون بياضك ....فتبتسم و يصيح قلبها ...لكن نخوته علي و حميته الصارخة اوقدت شموعي...ايقظت وجداني....لا أدري ما فيه من سحر حتى تجذبني نظرته ....تخطفني كلماته ..رغم أني أسبه ...انعته بالعربي الوقح. ..بالضخم الأبله ...بل بأقبح الأوصاف لكنه يكسر كبريائي بليونته ...يلجم غروري بصمته يرد شتائمي بنظرته العفيفة النقية و كأنه جبل شامخ لا يهزه ريح و لا تزعزعه عاصفة
ماذا جرى لقلبي مع هذا الجزائري؟ ...المهم أني صرت لا أستطعم لحظاتي من دونه ربما إستبدلت إدمان خمرة الكأس و نشوتها فأقحمت هذا الشخص في مشاهدي وأضحى إدمانه حتمية في أنفاسي في نظراتي في تركيزي و تيهي....ربما ....أقول ربما هو الحب ؟!!! لالا لالا...انسي الموضوع ...انسيه وفكري في نفسك.
مرت يومين بعد النزال و بينما خلت الكافيتيريا من المرتادين الا قليلا و عم سكون نسبي مع حلول العشية ...كان عبدقا يغسل الفناجين فجاءه بيدرو مهرولا : عبدقا ...عبدقا ...مدربك مارسيلو قد جلس في الطاولة الثالثة ومعه رجل اسود البشرة انيق الهندام و هو يطلبك للجلوس معهم ....رفع عبدقا رأسه ليقع نظره على نظر مارسيلو فيشير هذا الأخير له بالمجيء ...مسح يديه و تقدم من طاولة الضيوف مسرعا وهو يبتسم : اهلا يا كوتش ...اهلا سيدي ..صافح الرجلين و جلس معهما ....نظر إليه مارسيلو وقال : لا أريد إطالة لأن ضيفنا له ارتباطات و يجب ان يرحل ....اقدم لك السيد جيمي سبارك فسلم عليه عبدقا : اهلا سيدي سررت بمعرفتك
مارسيلو : السيد جيمي سبارك يعمل لدى السيد بوبي شارلز منظم النزالات الامريكي ... انفتحت عيون عبدقا وامعن في الرجل و البهجة تلفه ..ثم تابع مارسيلو : لقد تابع جيمي منازلتك ضد جاك ويلباك و كان حاضرا في كامل النزال ....عبدقا : لكن النزال افضى بهزيمتي ...هزيمة نكراء !!! قال هذا وكله تعجب ...مارسيلو : اصبر على رزقك و دعنا نرى ما في جعبة الرجل ...فنطق السيد جيمي : لقد رأيت كل نزالك مع جاك ....لقد هشمك جاك ...لكن رأيت أن قبضتك اليسرى قدمت ضربات ...جواهر و قد انتقلت من امريكا لاجوب اوروبا بحثا عن ضربات و قبضات صلبة ....كي اوظفها في نزالاتي ...وانت تلزمني وتلزم رئيسي في العمل ......مبدئيا اذا كنت موافقا على عرضي ....تسافر معي الى امريكا نجري بعض المنازلات ليس للفوز بها لكن للوقوف على مستواك الحقيقي و اذا كنت مقنعا لرئيسي كما كنت لي في ليون سنمضي عقدا لجملة منازلات ....عبدقا : أتعني منازلات هناك في امريكا ؟؟؟ جيمي : ههههه بطبيعة الحال في امريكا وهناك انت و شطارتك فقد تكون خليفة محمد كلاي ...ثم نظر الرجل في ساعته و قف فجأة و قال : اسمحولي الٱن لدي عدة جولات لابد أن اكملها في صالات فرنسا ....تعجب عبدقا ورد : لكن كيف التنقل بمعيتكم الى امريكا يا سيدي !! جيمي : هههه لا تخش شيئا ...لقد رتبت كل شيء لكن لابد أن أتم كل مشاويري لالتقط أبطالا ٱخرين مثلك ...ثم خرج الرجل لتقله سيارة سوداء فخمة ....بسائق ضخم العضلات ذو بدلة سوداء.
أحس عبدقا بقمة السعادة كيف لا وها هي ابواب امريكا تشرع لأجله ...يريد أن يخرج للشوارع ينطلق و يصرخ عاليا و يقول بملء فيه : ساصل ...بإذن الله سأصل ....و بينما هو في الشارع يودع السيد جيمي ...لحق به نعوم الذي كان يتسوق وقد نزل من مركبته يصيح : إلي يا عبدقا ...تعال وساعدني فهرع إليه عبدقا وأراد أن يمازحه : سيدي لابد أن تبحث عن مساعد جديد ....فاوقف نعوم تفريغ السلع والتفت إليه : أظنك تمزح يا عبدقا !!! قالها وقد استغرب هذا الكلام عبدقا : هههه لا والله اتكلم بكل جدية !!!
نعوم : يا ويلتي وأين ستذهب يا ولدي ؟ نحن نحتاجك في حياتنا يا بني .....عبدقا : دعنا ندخل السلعة و سأشرح لك كل شيء....لكن نعوم إختلط حابله بنابله بل و تسمر في مدخل المحل و صاح : لا والله بل اريد تفسيرا حالا ...وهنا !!!
حينها وقف عبدقا و لف ذراعه على كتف نعوم : لقد اقترح علي جماعة من امريكا عقدا لجملة منازلات في امريكا و في الحقيقة ....ثم صمت وطأطأ رأسه ...فرد نعوم : في الحقيقة ماذا !!! استنفذت كل منافعك معنا و صار مقامنا لا يليق بسيادتك مادام الأمر يتعلق بأمريكا ...فقطب عبدقا حاجبيه غير راض عن هاته الكلمات : لا والله يا سيدي ...يعلم الله أني وضعتك في مكانة جدتي تركية و ابنتك تعز علي ....فقط اريد تحقيق حلمي في ان اصبح بطل ملاكمة ولا أظنك تمانع ذلك ...فتظاهر نعوم بالغضب و هو مكشرا....ثم فتح ذراعيه فارتمى عبدقا في حضنه عانقه نعوم و هو يرد : اعلم أن معدنك صافي يا ولدي لكن حرقة الفراق قتالة و أظنني قد ألفتها منذ فراق العزيزة ماتيلدا ...ها أنت سترحل بعد ان الفتك و حسبتك إبني...لكن عبدقا قابل هاته الحسرة بابتسامة ساخرة: لا تخف ...لن أفارقك ...انا متيقن من هذا !!! ثم حمل كراتين السلعة و ابقى محدثه نعوم واقفا حائرا في هاته الكلمات الغريبة عن شفتا عبدقا و ما هو المقصود من وراءها ..فدخل يلحق مساعده وامسكه من ذراعه وقال : ماذا تقصد انك لن تفارقني ؟؟ ... عبدقا : أريد أن افاتحك في موضوع مهم وارجو أن توافق .....يتبع
طارق منور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق