الخميس، 29 يوليو 2021

..................

سليم محمد غضبان.

............




الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان.
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ٩ : تحوّلاتٌ فكريةٌ و سياسية
من الكُتّاب الذين برزوا في هذه الفترة، الكاتب و الشّاعر إيوالدس باوجروند Ewalds Baggrund (١٧٤٣-١٧٨١). وُلد في كوبنهاجن من أب كاهن من ممثلي حركة التّقوية الدّينية Pietisme. عام ١٧٦٣ أتمّ دراسة اللاهوت في جامعة كوبنهاجن. عاشَ قصّة حُبٍّ فاشلة، كتبَ بعدها <معبدُ الحظُّ> Lykkens Tempel . ثمّ كتبَ أيضًا دراما <آدم و حوّاء، أو الإختيار الفاشل> Adam og Eva eller den Ullykkelige proeve>. بعدها كتبَ مسرحيّةً نرويجيةً بعنوانRolf Krage . تدورُ المسرحيةُ حولَ موت وولفوف و مُقاتليه بعدَ خيانةِ أخته و زوجها له. بعكس <آدم و حوّاء…> ، فإنّ الموضوعَ هنا دُنيوي و ليس ديني. أمّا عن مسرحيةِ موت بالدر Balders Doed و التي كتبها عام١٧٧٣ ، فنرى أنّ دورَبالدر كانَ، وضعُ العِشق كقانون في حياة البشر. لكنّ العِشقَ أهلكهُ، بينما نفس القانون يُحيي شخصيّة لوثر. العِبرةُ أنّ نصف الإله بالدر، يسحب البساط من تحت أقدامِ الآلهة، و يُحرّر الإنسان كي يستطيعَ اتّباعَ قانون العِشق. هذه القصّةُ تُفيدنا أنّ الإله يُضحّي بنفسه لأجلِ الإنسان. في كِتابه < الأملُ و الذّكرى> Haab og Erindring ، نرى شعرًا فِكريًّا مُميّزًا،مليئًا بالخِطابةِ و الفخرِ و مُعبّرًا عن عدم الأمان الوُجودي. و تبقى أشهرُ أشعاره هي التي كتَبها بعنوان <نعيم رونج ستيد> وهي مكان إقامته. نُشرت عام ١٧٧٥. و يُذكر أنّ مكان إقامته هذا أصبحَ هو مكان إقامة كارين بليكسين Karen Blixen الكاتبة الدانماركية الشّهيرة. بين عام ١٧٧٠-١٧٧٣ ، السنواتُ المُهمّةُ و العصيبةُ، بدأ إوالد بتجرُبةِ الكتابةِ النّثريةِ، و التي تُعتبرُ أول انقطاعٍ عن النّثر الكلاسيكي. كتبَ حكايةَ < قصةُ السيّد بانثاكاك> Herr Panthakaks Historie . عام ١٧٧١ ، مجلة <الغُرباء> De Fremmede، ثمّ السيرةالذاتيّة < Levnet og Meeninger> من ١٧٧٤-١٧٧٨ . لم يتسنَّ إصدار بعض مُؤلفاته إِلَّا بعد وفاته. كانَ شعر إوالد يُمثّلُ اختراقًا فِكريًّا تزامنَ مع اختراقٍ سياسيٍ تمثّلَ في تحوّلاتٍ سياسيةٍ في أوروبا في السّبعينات من القرن الثامن عشر. من هذه التحولات ، الثورةُ الفرنسيةُ و نهضةُ القوميّاتِ التي أطلقتها حروب نابليون. كانت الدانمارك أولَ دولةٍ ذات حُكم استبدادي تقومُ بإلغاء الرّقابةِ و السّماحِ المُطلقِ بالطّباعةِ و النّشر. كما كانت أولَ دولةٍ على الإطلاق، تُصدرُ قانونًا للجنسيةِ، وتُعطي جنسيّتَها لمن يولدُ بها. و ظهرَ ما عُرفَ بأنّهُ أولُ إعلانٍ لحقوقِ الإنسانِ، ورَد في الرّوايةِ الرّسميّةِ التي كتبَها الشاعر ب، أف، سُهم P.F.Suhm و عنوانها إيوفرون Euphron ،١٧٧٤ . من خلالِ ٤٢ قاعدة حُكومية وردتْ بها، كانت مواضيعُها حُرية حقوق المُواطنين، و حُرّيةُ الدّيانةِ. من أوائلِ المُؤيدينَ و المُتحمسينَ لحُريّة الكتابةِ عام ١٧٧٠ كانَ المُؤرّخُ و الشّاعرُ بيتر فريدريك سُهم من ١٧٢٨-١٧٩٨، أحدَ أبرزِ الشّخصياتِ في عصره. فورَالإنقلابِ ضدّ ستروني، سارعَ سُهم لبعثِ رِسالةٍ شديدةِ اللّهجةِ للملكِ يحُثّهُ فيها على الحدّ من سُلطتهِ و الإعترافِ بقُدرةِ الله عليهِ، و أن يُراعيَ مصالحَ الشّعبِ باختيارِ الأشخاصِ المُناسبينَ للمناصِبِ، و أن لا يحكمَ على أحدٍ بطريقةٍ غيرِ قانونيّةٍ. طبعًا الملك لم يستجب تمامًا لسُهم، لكنّه لم يُؤذِه لكونِ سُهم على صِلةٍ بالأشراف. أثارت هذه الرّسالةُ صدًى واسِعًا، كما أنّها ترافقت مع تسليمِ سُهم مُبادرةً لشكلِ حُكمٍ جديد الى جولد بيرغ، الذي كانَ على علاقةِ صداقةٍ به. عام ١٧٧٠ بدأ سُهم في كتابةِ تاريخ الدانمارك في عملٍ ضخم.
… الى الفصل القادم
تمّ في ٣،٥،٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق