الاثنين، 3 مايو 2021

 ...................

محمد العبودي

.....................



ذات حلم..
في إحدى ليالي الشتاء الباردة بينما كانت حبات الثلج تتساقط رويدً رويداً، كان كل شيء يميل إلى الهدوء،
حتى ذلك الصوت المصحوب بريحٍ شتائية، كأنّهُ موسيقى
"بيتهوفن" أو "ديبوسي" أجل كأنها ذات الموسيقى التي تعبر بنا إلى اللاوعي وهي ترتشف أرواحنا لحنًا يعانق الجمال والسحر، عالم من الخيال يأخذك نحو اللاحدود،
أضواء خافتة لفوانيس زيتية عتيقةٍ تحكي ملامحها آثار ماضٍ ليس بالقريب، لم أشعر بخوفٍ أو غربةٍ بل شعرت بأنّ
الحاضر عاد إلى ماضي العقود القديمة فكل شيء يوحي بذلك، أعمدة الخيزران وأوراق السعف وفوانيس الزيت وذلك الكرسي الهرم أمام مدفأة تزينها الأخشاب الحمراء المتوقدة جمرًا، حتى حبات الثلج تميل لذلك الثلج القديم الذي قرأنا عنه في الروايات الخرافية، ولا أنسى ذلك المعطف المزين بفراء الثعلب وإبريق الشاي ذات الرائحة الطبيعية الناتجة من ورق الشاي كل شيء يبدو ماضيًا، سحر من الخيال، فلا أصوات قنابلٍ ولا ضوضاء مركباتٍ ولا صياح باعةٍ ولا صراخ
بطون جائعات، إختفى عالمي اللاجميل المشحون بالحرب والإقتتال والكراهية والأحقاد، إختفت تلك الأصوات النشاز المفعمة بالطائفية والمذهبية والعنصرية، اختفت مناظر الدماء وصور الموت وأخبار المؤامرات اختفت الأضواء الكاذبة والمباني الفارهه المملؤة بقصص الخداع والغدر،
حتى تلك الأنهار التي تلونت بدماء الأبرياء إختفت رغم إنّ عارها لم يمحَ أبدًا،
صوت الموسيقى يطغي على صوت اللارجال وهم يسوقون الموت لأبناء جلدتهم يذبحونهم ويقطعون منهم الأوصال...!
لا لشيء إلّا لأنهم أبرياء، أجل إختفى كل السواد المقيت وتلون ليلي بتلك اليواقيت التي اضفت عليه لمسة الجمال وهي تحاكيه حبًا ووئام،
بدأ المذياع العجوز بذلك الصوت الملائكي يعلن عن ولادة يومٍ جديدٍ فيه ولادة أطفالٍ وبراعم أشجارٍ وتفتح الأزهار،
ولم يذكر وفيات إطلاقًا إنّها معجزة...!
ولم تمضِ إلّا سويعاتٍ من الجمال حتى رن هاتفي وأيقنت أنها مجرد أحلام.............!
محمد العبودي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق