الأحد، 30 مايو 2021

 ..................

ربيع دهام

..................



( ســـيمــفــونـــيـــة الــــريـــــح )
حملتُ متاعي وسافرتُ
في الكوكبِ الأزرقِ الفسيحْ
لا مكاناً أهتدي إليه
ولا غصناً على وسادتِهِ أستريحْ
نثرتُ عبيرَ الورودِ
ذرّاتَ الغبارِ
ومراسي ضلوعي
بعبقِ المحبّينَ تفيحْ
إن همستُ
دغدغتُ شعيراتَ الخدودِ
وإن عصفتُ
قالوا عن هَيَجاني قبيحْ
لا كلامٌ في الأرضِ
يزلزلُ صبرَ عزيمتي
ولا ذمُّ أو شتمٌ
أو مديح
هذه قصتي
من أول التكوينِ
ترقصُ على عزفيَ الأشياءُ
وتقرأني الطيورُ كلما
عن لثام وجهي أشيحْ
أنا المتنقّلُ بين تلةٍ ووادي
أسافر إلى أينما شاءت أجنحتي
دون جوازٍ
أو بطاقةِ أو تصريحْ
وتسمعني الحصى حين أنادي
وتبتلع الأفاعي بقربي
حتى الفحيحْ
كم مرةٍ
دجّنتُ البحارَ بتعقّلي
و أشعلتها لــُججاً
لو مرّةً بها أصيحْ
أجيالُ الزهرِ تعرفُ
سرَّ عاطفتي
بترحالي صنعتُ معجزةَ التلقيحْ
أنصتوا إلى همسي جيداً
تسمعونَ صليل سيوفهم
حين تلتحمُ
وصهيل خيولِهم
وتحشرج صوتِ
كلّ فارسٍ جريحْ
تسمعونُ صرخات اسكندر
حين ينادي
وطرق المسامير بيدِ المسيحْ
حملتُ تاريخ الشعوبِ بأحشائي
ونثرتها على كلِّ بيتٍ وضريحْ
الأرضُ مسبحةٌ تهزّها أصابعي
وثغري يقيمُ عليها
صلاةَ التسبيحْ
إسألوا البحر والبحّارَ
إسألوا الأمطارَ
إسألوا الجبالَ
كيف الماءِ عن الأرضِ أرفعُ
والرمل عن الرملِ أزيحْ
وأحمل متاعي في الدجى وأسافر
وأطير في هذا الكوكبِ الفسيحْ
لا مكاناً أهتدي إليه
ولا غصناً على وسادته أستريحْ
أنا الفاعلُ المنسيُّ
أنا العامل الأبديُّ
وأنا الشاعرُ الدؤوبُ
والكاتب الشهيرُ
ناثر الأنغامِ
في كل زقاقٍ ضيِّقٍ
وشارعٍ واسعٍ أريحْ
أنا بيتهوفنُ الطبيعةِ
لكل عازفٍ في فرقتي
صولو العزفِ أتيحْ
امتدِحوني كيفما شئتم
أو أشتموتي
غداً ستذكرونني
بأجمل سيمفونية
وأعظم سيمفونية
وأطول سيمفونية
أسميتُها :
"سمفونية الريحْ "
( بقلم ربيع دهام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق