..................
محمدتوفيق
...........
عازف الربابة
قصة قصيرة بقلم / محمدتوفيق
*********
عاش عمرا طويلاً في هذا الحي،يعزف على الته الجهنمية والتى ترافقه ليل نهار.
والتى لا تمتلك إلا وتر وحيد ولكن يستطيع أن يعزف عليها أجمل الألحان
مما جعل اطفال الحي يلتفون حوله لكي يستمعن فى طرب وسعادة إلى تلك الآلة السحرية والتى لا تملك الا وتر وحيد ومع ذلك تخرج اشجى الألحان. .واستمر كذلك لحين من الزمن فخورا بنفسه، بل يعتبر أيقونة الحي.
واستمر الحال كذلك إلى أن جاء هذا الساكن الجديد والذي يمتلك صندوق خشبي مجوف يعلو تجويفه 78 وتر ومفتاح ويطلقون عليه اسم (القانون) .
جلس صاحب القانون على المقهى المجاور ووضع الته الغريبة بأوتاره العجيبة على المنضدة وانا انظر إليه في دهشة وأتسأل ؟!
كيف سيتعامل هذا المخبول مع كل تلك الأوتار والمفاتيح؟ !
ثم عدت إلى الآلة التى أعشقها ويعشقها كل سكان الحي، وعزفت بأروع واجمل الأغاني والمعروفة لكل سكان واطفال الحي وأهداف إلى التجويد للإمتاع والاستمتاع واختيار كل ما هو جديد من أغاني المهرجانات وما يطلبه دائماً شباب واطفال الحي.
وأنا انظر فى زهو وكبرياء لهذا الساكن الجديد وهو يخرج من جيبه كستبانان فضيان ويرتدي كلا منهما واحداً فى سبابة اليد اليمنى والثانية فى سبابة اليد اليسرى
ثم رأيته يحرك المفاتيح يميناً ويسارا
وضرب على الأوتار فتخرج أصوات متداخلة ومختلفة وغير متناسقة
فضحكت عالياً لمحاولاته الفاشلة
بينما الشباب والأطفال يحيطون بي يتراقصون على انغام ربابتي.
فعدت إليهم كي استمتع وامتعهم بهذا العزف المنفرد على آلة الربابة.
وفجأة
سمعنا أصوات تصدر من المقهى المجاور تحمل السحر والجمال كأنها أصوات نابعة من جنة فردوس أو عالم الخيال
وصاحبها يحرك كلتا يديه على مختلف الأوتار فى مهارة فائقة فتخترق انغامه شغاف القلب والوجدان.
فوجدت الشباب والأطفال وسكان الحي ينفضون من حولى متوجهون إلى حيث مصدر الصوت
فالتفت يميناً ويسارا فلم أجد إلا أنا وربابتي.
**********************
بقلم /محمدتوفيق
مصر_بورسعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق