الاثنين، 1 فبراير 2021

 .................

عطر محمد لطفي
.............



المتشابهات
في منتصف الطريق وقفت أنظر إلى الأفق لا يزال بعيدا ولي فرصة التغيير، فقلت في نفسي لا أعرف ما تبقى لي لكني أود تصحيح اخطائي والرجوع إلى المسار.
نظرت خلفي لعلي استرد قليلا من النقاط التي تؤهلني بالفوز برضى الله وجدت الكثير من الأرقام بعضها لونه أبيض والبعض الآخر أسود و ذلك الرقم الذي يحمل اللون الرمادي يفصل بينهما فتارة يكون قريبا من اللون الابيض وتارة قريب من اللون الأسود، احترت أين أضعه، أمع هذا أم ذاك، فهو الأكبر أرقاما ما يجعلني أضعف وتتلاشى قوتي ويغلبني الوسواس الخناس رغم أني كنت اعتقد أنني على صواب في فعلي وسآخذ الثواب لكن أجده خطأ فتكثر سيآتي وتقل حسناتي وهنا الثقل يزداد على كاهلي وأصاب بفشل وتعب وشقاء فيختلط عليا الأمر .
تذكرت حديثا عن أبي عبدِ اللهِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:
{إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ} رواه البخاريُّ ومسلمٌ.
تلك المتشابهات هي اللون الرمادي وهو ما قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي حينما نخلط بين أفعالنا الخيرة( الأبيض) والشريرة(الأسود ) وندخل في أمور لا نعرف حلالها من حرامها، فيختلط علينا الأمر ونجد أن الإجتهاد في تفسيرها صعب فندخل في دوامة التجربة والاختبار(الرمادي)، رغم أنه يمكننا أن نتركه ونذهب للون الابيض لكن الفضول لمعرفة ما يحتويه ذلك اللون لنحل العقدة يدخلنا في الشبهات، فتارة يكون الاشتباه في الحكم، وتارة يكون في محل الحكم.
الحيرة والقلق ينتابني والخوف من العقوبة يؤرقني فلا أزال أتخبط بينهما ولا سبيل للخروج سوى باجتهاد علماء الدين على هذه الأمور المتشابهات وإيضاح الصحيح منها وتبيان الخطأ وعدم السكوت على كل أمر مهما بدى انه تافه، فأدنى الأمور يرمينا إلى التهلكة .
بقلم الأديبة
عطر محمد لطفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق