الاثنين، 1 فبراير 2021

 ...............

إدريس بندار

.............



هذيان...
°°°°°°°°
كان صمتها يوحي بألف احتمال... وصمتي كان بوحا صارخا في وجه الفراغ ... كنت أكتب عنها دون أن تدرك ذلك ، أصفها بكل دقة وكأنها أمامي ... وفي اليوم المشهود كان (الانفجار الأعظم ..) تلاقت نظراتنا وكانت البداية...
- كأنني أعرفك منذ الأزل ... بادرتها.
لم تَرُدْ، كان صمتها مُعَبِّرا بما فيه الكفاية ، انفرجت أسارير وجهها وكأنها كانت في أسر ،تحرر لسانها بطريقة غريبة :
- وأنا كذلك ، أين كنت طول هذه السنوات ؟
ألجمني سؤالها ... ماذا تقصدين ؟
- أنا يا سيدي هي أنثاك التي كنت تتسلق هذيانها المدهش في طفولتك ، أنا التي كنت تحبو بين تفاصيل الحكايات كي تصل الى عقدتها ، انا مريمك العذراء التي سافرك فيك دون أن تشعرك ،فوجدتها تحتلك بكل صخب ... أنا الهادية المضللة المشاغبة المدنسة المقدسة المتوجسة من المجهول فيك ... الواقفة النازفة من دمك قصائد من بلور .. ابنة الصمت المنفجر عنفا فيك ...
لم أحر جوابا ، كانت تتحدث كامرأة أتت من زمن آخر ،
كعرافة تسبح في الكهنوت تتنبأ بوقائع حصلت في الماضي ... ، وأنا مثل طفل مندهش أتابع حركات شفاهها في نوع من الذهول ، فجأة قامت وسحبتني من ذراعي وسرنا دون هدى ، قلت إلى أين ؟
- اليكَ ...
- كيف وأنا معك ؟
- إلى ماضيك، سنسافر نحو سنوات خلت حيث عرفتني وعرفتك ،حيث مزقت ورقي الأبيض بمداد من حبك ،حيث قبلتني أمام ذكرياتي الأليمة فأنبتت حقولا من الجمال .
وكانت البداية مرة ثانية ...
إدريس بندار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق