الاثنين، 4 يناير 2021

 ..................

حسام صايل البزور

................




خواطر: من عواصف الوجدان.
ما أشبهَ ( البارحةَ) باليومِ....!!
*- لقد تعودنا على هذا القول ( المَثَل) ،لكن بتقديم اليوم على البارحة!!
فاللغة العربية لغة الفصاحة .....ولعل في التقديم والتأخير هنا
فصاحة!!!.
وأيُّ فصاحة نبتغي في زمان المقلوب؟؟.
بل وأيُّ سامع ٍ أتوقعُ منه التفاتةً؟ ....أو تأثُّراً بكلامٍ يُقال؟.
*- في عام اثنين وتسعين من الهجرة، وقف المسلمون يفتحون أبواب الأندلس!!.......حملوا الدين والدنيا إليها!!
بنوا فأعلوا البنيان......سطّر َ الفلاسفة ُ والعلماءُ والفقهاءُ ،
بأحرفٍ من ذهب أمجادَ حضارة الإسلام.....!!
وبسطوا الدروب وردا ً أمام علماء أوروبة....
صدح الشعراء والموسيقيون أعذب ألحانهم.....
وعبد الرحمن الغافقي .....قضى شهيداً.....يقاتل....!!
ثمانيةُ قرون ......ضيَّعَها حكّامُ الطوائف .....
فما أشبهَ البارحةَ....... باليوم ِ....!!.
*- حمَلنا للأوروبيين علمَنا......فأهدونا القنابل....!!
بنينا بأرضهم القصورَ ......فجاءونا.....إلى عُقر دارِنا....
لم يكتفوا بهدم دُورِنا....!!!...واقتلعونا من أوطاننا ...
وزرعوا الشوكَ في أرض السنابل....!!.
*- وعلى من الّلومُ.....؟.....يا قومُ؟
(فالأذفونشُ ) .....لا يُلامُ لو هدمَ غِرناطة!!......!!!
ولا يُلامُ (ِبلفور ُ )......على زرع الشوك في بلدي
وتجميع شعبي في مخيمات اليرموك ......وصبرا....
أو بلاطة.....!!!.
*- سَلوا ملوكَ الطوائف وما جنَوْا علينا .....!! وما زالوا
يرتكبون من .....حماقة!!!
سلوا شاتيلا......ودير ياسين.....وقانا ....والعامريةَ ..... وبغدادَ
سلوا حلبَ...... وصنعاء َ....وبنغازي.....
سلوا عذارةَ العروبة......
ستجدون آثارَ اغتصابها.....وهتك حرمتها.....جواباً ..
صريعاً على بلاطة...!!
*- بالأمس تصارع ملوك الطوائف.....وتسابقوا على التحالف
مع ( الاذفونش) ....و ( التطبيع) .....!!
سقطوا .....وسقطت الأندلسُ.....وبكوا مُلكاً مُضاعاً....كالنساء
لبسنا العقال الأسود حداداً....!!
وبكى أبو البقاء الرُّنديُّ.....شعراً.....وكان الدمعُ مِداداً!!!
*- وضعنا العِقالَ الأسودَ بالأمس فوق هاماتِنا.....حزناً...
وما زال بعضنا يُكلّلُ به رأسَهُ.....!!
واليوم وقد نرى ضياع الكرامة والنخوة ....وحَمِيّةَ الرّجال..
وماءَ الوجه.....وعِرقَ الحَياءِ....وبقايا الدين والضمير...!!
فأينَ سيَضَعُ....- بسببنا- جيلُ الغد رأسَه....وعقالَه؟
وأختم بقول الرُّنديّ:
يا غافِلاً...... وله ُ في الدّهرِ موعظةٌ
إن كنت َ.....في سِنَة ٍ فالدّهرُ يقظانُ
@-عصارة تجاربي في مدرسة الحياة.....وبنات أفكاري
......وخلاصة آرائي.......وأشجانُ نفسي.....
وحشرجات الروح.
الإثنين 20 أيلول 1999م
كلمة صباحية ألقيتُها في الإذاعة المدرسية
مدرسة ذكور أبو ديس الثانوية
ضواحي القدس الشريف.
حسام صايل البزور
رابا / جنين / فلسطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق