.................
أحمد المقراني
...................
النملة والعظات والفساد وأهله والنهايات
يا أيها المدثر غطـاء الفســاد°°°°° أفي حلــــــــكة الظلم حلو الرقاد
ففي حشـــية النار غاب الهناء°°°°°وفي مضجع الشوك وخز القتاد
فساد الســــــريرة هم وغــــم°°°°°وخـــــتم النـــــهايات نوح الحداد
ألهاك التكـــــاثر يا ابن الأنام°°°°°نسيت حســـــــابه يــــوم التنادي
نهبت الأمــــوال تبغي الثراء°°°°°حجــــــزت الأراضي دون سداد
وهبت القريب مصانع كانت°°°°° نشـاط الجميــــــع ضــــد الكساد
الدنيــــا حلــــتْ لـك هيَّـــأتْ°°°°° ضروع من الوفــر نبــع الفساد
اليوم بك الأرض قد ضيقت °°°°°لكل المــــزايا مصيرا لــــــرماد
فلو أن نفسك تاقـــــت لخير°°°°°وكنت القنـــوع بـــــدرب الرشـاد
لأصبحت شهما أخاك الندى °°°°° كسبـت جديــرا قلــوب العبـــاد
لكنك أصبحت موعــــــــــظة°°°°° حكاها التـــــاريخ بخــط المداد
وفي قصــــة النملة واعظات°°°°° لتـــــــوقظ ساه غفـــا في سهـاد
عسل الجبل من أشهرما أنتج النحل البري، عسل طبيعي بما تجتنيه النحلة من النباتات دون أن يستعان بأنواع الأغذية الاصطناعية، وهو عندنا من أغلى ضروب العسل فيه شفاء وغذاء،وهوعماد قصتنا في ما يلي. من الحشرات المجدة العاملة في اتحاد تحت إمرة رشيدة. خلية النمل التي شرعت في العمل ليلا ونهارا مغتنمة فصل الصيف حيث تنضج أنواع الحبوب وتتساقط على الأرض تنتظر من يلتقطها ،وكانت هذه ضالة النمل.لكن الجديد المفاجئ أن نملتــين لاحظتا خلية النحل في أسفل جذع الشجرة،وبفعل الحرارة تدفق العسل ليكوّن بركة صافية أسفل الشهدات المترعات بالعسل، وهو ما أثار شهية النملتين ودعاهما للتقرب من نبع الشفاء وتذوق طعمه ومنه الشروع في لعق العسل بنهم.قالت إحدى النملتين وهي الأكبر :لقد أبطأنا ونخشى أن تفقدنا ملكتنا عندما لا نحضر ما كلفنا بجمعه فننال العقاب ،وهمت بالانصراف إلا أن النملة صاحبتها عادت مرة أخرى لترتشف رشفة تزيل بها جوعها وحرمانها فعادت، وتكررت المحاولات الذهاب ثم العودة ،وفي النهاية قررت النملة الصغرى أن تخوض غمار العسل وتدخل البركة، وتشبع نهمها وتشفي بذلك غليلها، إلا أن صاحبتها نهتها ونصحتها فلم تنتصح ولم تنته ،وارتمت بجنون في العسل وعبت ما شاءت إلا أنها لم تستطع الخروج ،العسل كبل قوائمها وشل حركتها وغمر جهاز تنفسها ، استنجدت بصاحبتها إلا أنها لم تستطع المغامرة وبقيت تنظر محتارة بالعين البصيرة واليد القصيرة ولم تلبث النملة الغريقة أن لفظت أنفاسها اختناقا.
البعض من بني البشر ممن هيأت لهم الظروف القرب من مصادر الغنى والثروة، التي تتمثل في شهد المقدرات الوطنية وثروة الوطن، والتي تعب في تنميتها وجمعها عموم المواطنين كل بقدر عمله وجهده ،هؤلاء الذين أئتمنهم المواطنون وسلموا لهم مفاتيح مصيرهم خانوا الأمانة وانتهجوا سبيل النملة الصغيرة ، وبدأوا أولا بقضم الثروة بلطف وخوف تمشيا مع المقولة : (اللي يعصر في العسل يلحس أصابعه). وكلما قضموا شيئا حلا لهم القضم وزادتهم عدم المحاسبة جرأة وتغولا ، إلى أن ارتموا في مستنقع الفساد والنهب الموحل دون أن يفكروا في العواقب لكن الأمر لم يطل ،كان الله لهم بالمرصاد أمهلهم ولم يهملهم. وكانت نتيجة غرقهم في الفساد والمحرمات أن قرنوا بأصفاد أعمالهم وسيقوا إلى جحور الذل والخزي لما لم يكتفوا بما وهبهم الله حلالا طيبا. رؤساء حكومات ووزراء وولاة وأصحاب المال والجاه وغيرهم نماذج في كل زمان ومكان سلكوا نفس السبيل فغرقوا وبقى الناس مشدوهين لم يصدقوا أن المثال :حاميها حراميها قد طبق في أرضهم وممن كانوا يعتبرونهم صفوتهم
يقول الحكماء: ما الدنيا إلا قطرة عسل كبيرة!
فمن أكتفى بارتشاف القليل من عسلها نجا ،
ومن غرق في بحر عسلها هلك...!!
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، واجعل الجنةعند الالتحاق بك هى دارنا ومستقرنا آمين.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق