ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

 ...................

عبد الغني يحيى اليحياوي

.............

( رأيتها)

تدفّقُ الشعر مني واستوى الطربُ

في ساحةٍ غاب فيها الحبُّ والأدبُ

من عتمة الليل قد زلخْتُ محبرتي

فصار حرفي من الظلماء يستكبُ

في وصف عصفورةٌ في الأرض قد خلقتْ

لمْ تنجبِ الروم مثلها ولا العربُ

يا قوم ليس لها في الأرض ذو شبهٍ

لا في الجمال ولا في ذلك الحسبُ

في كل يومٍ لها بستان تلْبسهُ

يلقى على شاشتي في صنفهِ العجبُ

دسّتْ عليّ جمال الصدر يقتلني

ماصار حتى غزاني الهمُّ والكربُ

لقد تهادت وبانت لي مفاتنها

تالله منها تكاد الروح تنتهبُ 

فالجسم قد أحسن الرحمان صنعتهُ

جسمٌ أنيقٌ طويلٌ ناعمٌ رطبُ

مثل البطاطة أنْ قشّرْتُ قشرتها

تاقتْ لها شهوات النفس تشْتهبُ

والوجهُ صافٍ كلون الماء واللبنِ

وشعرها مثلما الشلّال منسكبُ

والريق عذبٌ لذيذٌ مثلما العسلُ

فيهِ شفاءٌ لمن في جسمهِ جربُ

2

والأنف كالسيف والعينان كالعنبِ

نفسي تتوق لها والقلب يضطربُ

بيضاء ملساء منقوشٌ سواعدها

غزالةٌ من ذئاب الصيد ترْتقبُ

لكنَّهُ من رآها ظل في يدها

رهينةٌ عندها هيهات ينسحبُ

حاولتُ أنسى الهوى وما يخصّ بها

لكنَّ فيني خيال العقل يرتهبُ

فالصبر قد طال والحرمان يقلقني

ماعدتُ أحمل فوقي ذلك التعبُ

ياربُّ عدني بوعد النصر في حلُمي

كي ينطوي من حياتي الحزن والنكبُ

أو عافني ياإلهي من غوى الشعرا

أنت الذي لم يخبْ في عرشك الطلبُ

أو خذْ جمال النسا أخذاً إلى الأبدِ

كي يستوي للرجال العيش والطربُ

عبد الغني يحيى اليحياوي

اليمن /

 31//12///2020