الخميس، 31 ديسمبر 2020

 .................

على غالب الترهوني

...............



صفاء القمر
________
كنت صغير عندما رأيت القمر أول مره .سحبتني ذاكرة بريئه ذكرتني بالخاله. كوكا .حين تصف ابنتها صفاء بالقمر لذا عندما وقع بصري عليه وهو خلف السحاب يغطيه أحيانا ويكشف عن وجهه البراق أحيانا أخرى .قلت ..كم هي جميله صفاء إبنة الخضراء كيف لم ينتبه لجمالها أحد .صرت أرتاد التبة المجاوره وأجلس هناك من بعد الغروب حتى منتصف الليل في بعض الأوقات أراقب إشراقتها وهي تتماوج خلف الحجب وتقشع على سحابات تشكلت على هيئة موكب زاخر يقوده جمل عظيم تثبت على ذروته هودج من المخمل وستائر من الحرير يحمل عروسا إلى المجاهيل كدت أبكي وأنا اطارد ببصري صبيه أشقياء يتراكظون يمينا وشمالا ليسترقوا النظر إلى العروس التى بدت هادئه مستسلمه وفي كل مره تحدث فتحة بين الستائر لترى دربها إلى أين. ..بكيت وحدي عندما تجاوز الركب سحابات بيضاء كانت تنتظر على بعد أميال قليله تشكلت هي الأخرى على هيئة مدينة مهجوره يحرسها بضع رجال يرتدون قبعات تحجب عنهم لون الارض .توارى الموكب خلف الغمام وأنا لا حاجة لي ان أنام. .قررت الركظ على الارض .وصرت احث نفسي قائلا. .اجري ..اجري ...اجري. .إجتزت أودية وسهولا ومرتفعات لكن لم أستطع اللحاق بالموكب لقد إبتلعه الجمال. ...
ذات مساء سمعت جدي يقول لرهط جاؤا من بعيد ...أنظروا إلى القمر .أترون ثمن الخيانه ..أترون المرأة المعلقة على سطحه وسط الهالة العظيم لتكون عبره لمن اعتبر وليراها كل البشر...
-- من أثدائها قال رجل في مقتبل العمر ..وهو يضحك ..
كنت أقف بالجوار أردت الدفاع عنها وأقول لهم أنا حضرت مراسم عرسها في السماء .لقد كانت بريئه. . سلام على صفاء أينما كانت على الأرض أم في السماء ...
________
على غالب الترهوني
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق