الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

 ................

                                                                     صلاح زقزوق

...............



عندما وصلت المرأة إلى قمة السلطة في وظيفتها الحكومية قالت:(وتذكرت أنى أنثى )
****************
مقال طويل لأديبة كبيرة فى إحدى الصحف اليومية تتحدث فيه عن حياتها وتجربتها الشخصية فى الحياة..
ألخصه لحضراتكم..تقول فيه..
أنا فى الأصل من أسرة بسيطة جدا من مدينة كبيرة والحمد لله أنا على درجة من الجمال ..فى بداية حياتى حصلت على شهادة جامعية وفى نفس العام اللتحقت بإحدى الوظائف الحكومية وكنت أذهب للعمل وأعود منه بالمواصلات العامة وفى الطريق كنت أسمع تعليقات جميلة ورقيقة من الرجال وخاصة الشباب فيها مدح وثناء على جمالى وحسنى وسحرى بألفاظ جميلة وكنت لا أعطيهم أى إهتمام ولكن حقيقة كان قلبى سعيد جدا وكانت روحى ترقص طربا لهذا الكلام الجميل الذى يذكرنى بما منحنى الله من جمال الأنوثة الساحرة الفاتنة .ولم ينقضى عام حتى تزوجنى رجل ميسور الحال ماديا هو زميلى فى العمل ويكبرنى بحوالى عشرة سنوات ..اشترى لى سيارة خاصة تريحنى من عناء وشقاء المواصلات العامة.وتمر السنين ولقد إنصهرت فى بوتقة الأسرة الزوجة و الأبناء ومشاكلهم ثم العمل ومعاناته ..وتمر السنين ..تنقضى العشرينيات ثم الثلاثينيات ثم الأربعينيات وعلى مشارف الخمسينيات من عمرى ..أحسست بالأمراض تزحف على جسدى الجميل والأحزان تتسرب إلى قلبى وروحى..فجأة توقفت وتسألت. .ماذا حدث..أين أنا..؟!! الحزن واليأس يطبقان على من كل ناحية..أين السعادة ؟!!
رجعت إلى بداية حياتى وبحثت عن السعادة الحقيقية فعلا ..ووجداتها فعلا..وجدتها بين الناس وليس فى البعد والإبتعاد عنهم أو حتى التكبر والكبرياء عليهم ..إذن السعادة مع الناس وفى وسط الناس..فقررت العودة إليهم..
أولا..أذهب إلى العمل بالمواصلات العامة وترك السيارة ..فى أول يوم استيقظت مبكرة صباحا ونزلت إلى الشارع أسير بين الناس حيث محطة الأوتوبيس وقابلنى رجلا يدفع بيده عربة فول ..وفى مواجهتى قال:يجعل صباحك جميل زى وشك الجميل ياست هانم.وبلاتفكير ولا تردد قلت له:يارب يامعلم ..وأحسست أن هذا الرجل أعطانى كوبا من السعادة سرت فى روحى ..إحساس افتقدته من زمان ..ثم ركبت الأوتوبيس وكانت المفاجأة الثانية إذ برجل يوسع لى الطريق .. (وسع ياابنى وسع ياعم انت وهو للست. .اتفضلى ياهانم ) ثم قال لفتى جالس (قوم ياابنى قعد الست الهانم .. ) قام الشاب وأجلسنى ..كل هذا ونظرات الناس تتجه لى ..ولا استطيع وصف تفاصيل مشاعر وأحاسيس السعادة التى كانت تغمرنى فى هذه اللحظة .
فى نهاية اليوم وجدتنى شخص أخر وإنسان ثانى غير الذى كان بالأمس.. سعادة..فرح. .سرور....
إنبساط.
والشيئ الغريب الملفت لنظرى أن كل الناس فى الشارع الأوتوبيس والمترو ممسكون بالموبايل ينظرون فيه ويتكلمون ويكتبون ..كلهم على السواء ..الرجال والنساء ..كبار وصغار..ظاهرة دفعتنى أسأل سيدة كانت جالسة بجوارى فى المترو..(هما بيقولوا إيه فى التليفونات ) ردت السيدة بسخرية (بيتنيلوا ..بيحبو يأختى )نظرت لها ولذت بالصمت ..وسرحت.. أولادى وبناتى لا يفعلون هذا أمامى ..لكننى تذكرت أنهم لا يجلسون معى كثيرا ويلذون بالجلوس كل فى حجرته .
تحدثت مع صديقة لى فى موضوع التليفون والنت والفيس بوك..وكأننى كنت أعيش فى مجتمع أخر ..
فقررت أن تكون لى صفحة على الفيس وأعيش حياة الناس وبدون الدخول فى التفاصيل ..صار لى معجبون من الأصدقاء على العام والخاص وكانت تأتينى رسأل تحمل عبارات معظمها تحمل لى ترياق وبلسم ودواء لأمراض الحزن واليأس والكئابة ..التى كادت تقتلنى ..وتذكرت أنى أنثى. .
وأخلص فى مقالى هذا إلى نتيجتين أو نصيحتين. .أولاهم للنساء..
سيدتى لاتنسى أنك إمرأة أنثى خلقك الله هكذا ولابد أن تعيشى هكذا..أنثى لك مشاعر وأحاسيس أنثى ..ولابد أن تتعاملى مع نفسك ومع غيرك فى جميع دوائر المجتمع المحيطة بك على أنك إمرأة أنثى..ولا تحبسى مشاعر الأنوثة فى سجن مظلم حصين الأسوار بأفكار تخالف طبيعة خلق الله وصنعه وتخالف كل الأديان .
النصحيةالثانية ..للرجال المتزوجون ..لابد أن تتذكر أن زوجتك أنثى لها مشاعر وأحاسيس خاصة بها وهى فى حاجة إلى أن تسمع منك شخصيا كل عبرات المدح والثناء على جمالها وحسنها من حين لأخر وفى كل المناسبات وتتعامل معها كما كنت فى فترة الخطوبة وقبيل وبعد الزواج ..ولا تتركها لأن تلجأ للغير لسماع كل مايذكرها بانوثتها وجمالها وحتى لا تتركها لليأس والحزن والكآبة يقتلون فيها كل جمال الأنثى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق