الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

 ...................

د. فالح نصيف الحجية الكيلاني

................






في( فــــن النـــقـــــــد الادبــــــــــــــي )
(الى روح الناقد الادبي العراقي حسين سرمك صديقي العزيز الذي اختطفته يد المنون في الاسبوع الماضي تغمده الله بالرحمة والرضوا ن )
,
بقلم : فالح الكيـــــلاني
.
( الادب هو الشعور والا لهام في المرء والكلمة المعبرة التي تنمو ضمن مفاصل الحياة ومن خلالها لتسجل عمقها ورؤيتها في خيال الاديب ثم تبرز من خلاله لتنبثق كحلم جميل تسعد اليه النفس وتسمو اليه الروح حتى في حالة شقائها فيهنئ لها الفؤاد وتقر بها الاعين و الهواجس . .
.
والشعر اذن هو معرفة انسانية تحمل معطيات الرؤية المحفزة للاحساس النابع من القلب وهذا الاحساس هو المصدر الوحيد – كما اراه - لمعرفة الاشياء في العالم وقد يكون تعبيراً عن العلاقات التي تخلفها اللغة لو تركت لذاتها بين الحد العيني والتجرد المادي والمثالي وبين المجالات المختلفة للحواس. او انه الإيحاء الاسمى بصور مثالية تتصاعد إلى الإعلى محلقة باجنحة شعرية منبثقة من روحية الشاعر الاريب وعواطفه المنبعثة من اعماقه وممتزجة بخوالجه المتدفقة منها و المشحونة بها .
.
. فالادب عندي جزء من إ صل الجمال وعندما ينتج الشاعر الجمال في شعره او الروائي في روايته الرسام في لوحته يكون قد اكتسب حالة فنية وانسانية من خلال النظرة الحساسة في سبر اغوار النفس الانسانية الشاعرة المرهفة من خلال الكلمة الجميلة لتنمو في مفاصل الحياة ومن خلالها و لتسجل اعمق بواطنها واعلى شواّفيها وتجمعها كعمل ادبي في بوتقة حلم جميل تسعد اليه الانفس وتسمو اليها الارواح والافئدة عما يجيش في خزائنها الثقافية ممتزجة بأقوى عناصر الجمال الشعري والشعوري و يتمثل في الموسيقى الكلامية المنبعثة من امكانية الشاعر في الايتاء بها من خلال تمازج او تزاوج الحروف اللغوية مع بعضها بحيث تعطي نغما او نسقا موسيقيا معينا تبعا لأمكانية الشاعر الفذة ومقدرته على الخلق والابداع لأنه يلتزم طريق السمو بالروح نحو مسارات عالية ذات نغمات تنبثق عن مشاعرها وعواطفها وامكاناتها التعبيرية والتي هي السبيل للإيحاء وللتعبير عما يعجز التعبير عنه الاخرون .
.
..
فالمادة الادبية شعر كانت او قصة او رواية او غيرها ليست بسطوحها وانما بما تمخضت عنه وما تراءت اليه هذه السطوح او الحالة المتسقة والمعبرة عما يخالج نفس الاديب وقدرته في التاثير في نفوس الاخرين . فروح الاديب او الشاعر بالاخص ينبعث منه نتاجه الادبي بما يوضحه هذا النتاج باسمى صورة ادبية كانما تتجوهر فيها الطقوس والتقاليد فيحدق فيها لتبحث في الحياة عما توضحه في صورة اجمل .
.
لذا تكون اهمية الاديب او الشاعر تبعا لما يحمله في نفسه من تعبير عن طويته الساكنة وموهبته الاصيلة و مقدرته المكتسبة من خلال تفحص ذاته الخفية وعبقريته الملهمة تلك التي يتجلى فيها حبه للاخرين بكل ما فيه من نور او نار او قبس من نور ينير في نفسه فيرى او يتلمس جراحاته .
.
ولعل الاديب او الشاعر أيما كان في بحثه عن الافضل او الاسمى يحاول ان يخلق إيقاعا متميزا ً يتوازن مع ما يعتمل في دواخل نفسه ويتحرك بمقدرته مع إيقاع بديع لهذا العالم المضطرب فلا ينساق خلفه لاهثا بل يواجهه بموهبته ويعيد بناءه بالهامه واحاسيسه بحيث تكون الترنيمة الإيقاعية الجديدة التي تتكون منها المادة الادبية معبرة عن ملامح العالم المحيط به في الظاهر وسبر اغواره من الداخل فيعاد ترتيبه من جديد وفقا لما يشعر به وفي صورة اجمل واسمى واحسن .
.
فكل نتاج أدبي – ربما - ينطوي على طاقة رمزية أو مجموعة من الأفكار الرمزية التي تتخفى خلف الكلمات خاصة في الادب الحديث او المعاصر تبعا لظروف التقدم والحاجة اليه لان كل نتاج أدبي يتضمن خطابا رمزيا . وبتعبير اخر جهد تعبيري تحتش فيه الدلالات الرمزية و التي ربما قد تتفاوت حيوية او فردية .
.
و قد يكون هذا النتاج في رواية درامية عالية او او قصة ربما تاتي باردة كالثلج اوربما تكون قصيدة عمودية او نثرية . فقصيدة النثر تمثل الحرية المطلقة للشاعر في انتقاء الكلمات او العبارات المتجانسة لقصيدته وهنا تصطدم حالة الانتظام المتوهج من قصيدة العمود او قصيدة الشعر الحر او بالايقاع فيها غير الموجود في قصيدة النثر .
.
والصورة الفنية هي اللمحة اوالحالة التي يسجلها الاديب وما يتمثل به من احساس وادراك للوصول الى ما تسمو اليه نفسه او يروم تسجيله بحالة انصع وافضل والصورة الشعرية قمة خيال الشاعر فهي بحر يسبح فيه ويبحر في مداه وسماء يعرج فيها الى مبتغاه وارض يتنزه عليها فالصورة الفنية نجدها واضحة جلية في جل الفنون الادبية التي يطرقها الشاعر او الكاتب مهما كانت فنونا شعرية او نثرية واغراضا مختلفة تعبر عما يخالج القلوب بحيث ترقى الى صوامع النفوس ومداخل الافكار .
.
( يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع )
,
امير البييـــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديــــالى - بلــــــــد روز
..
**********************************************
📷
📷
١١Um Ghaith، علي فرحان و٩ أشخاص آخرين
٣ تعليقات
أعجبني
تعليق
مشاركة
في ( فـــن النـــقـــــد الاد بـــــي )
.
القسم الثاني
.
بقلم : فالح نصيف الحجية الكيلاني
.
فالشعر اذن هو موهبة ومعرفة انسانية تحمل معطيات الرؤية المحفزة للاحساس النابع من القلب وهذا الاحساس هو المصدر الوحيد – كما اراه - لمعرفة الاشياء في العالم وقد يكون تعبيراً عن العلاقات التي تخلفها اللغة لو تركت لذاتها بين الحد العيني والتجرد المادي والمثالي وبين المعطيات او المجالات المختلفة للحواس. او انه الإيحاء الاسمى بصور مثالية تتصاعد إلى الإعلى محلقة باجنحة شعرية منبثقة من روحية الشاعر الاريب وعواطفه المنبعثة من اعماقه وممتزجة بخوالجه المتدفقة منها و المشحونة بها .
.
فالادب عندي جزء من إ صل الجمال وعندما ينتج الشاعر الجمال في شعره او الروائي في روايته او الرسام في لوحته يكون قد اكتسب حالة فنية وانسانية من خلال النظرة الحساسة في سبر اغوار النفس الانسانية الشاعرة المرهفة من خلال الكلمة الجميلة لتنمو في مفاصل الحياة ومن خلالها و لتسجل اعمق بواطنها واعلى شواّفيها وتجمعها كعمل ادبي في بوتقة حلم جميل تسعد اليه الانفس وتسمو اليها الارواح والافئدة عما يجيش في خزائنها الثقافية ممتزجة بأقوى عناصر الجمال الشعري والشعوري و يتمثل في الموسيقى الكلامية المنبعثة من امكانية الشاعر في ايحائه لها او الايتاء بها من خلال تمازج او تزاوج الحروف اللغوية مع بعضها بحيث تعطي نغما او نسقا موسيقيا معينا تبعا لأمكانية الشاعر الفذة ومقدرته على الخلق والابداع لأنه يلتزم طريق السمو بالروح نحو مسارات عالية ذات نغمات تنبثق عن مشاعرها وعواطفها وامكاناتها التعبيرية والتي هي السبيل للإيحاء وللتعبير عما يعجز التعبير عنه الاخرون .
.
فالمادة الادبية شعر كانت او قصة او رواية او غيرها ليست بسطوحها وانما بما تمخضت عنه وما تراءت اليه هذه السطوح او الحالات المتسقة والمعبرة عما يخالج نفس الاديب ومقدرته في التاثير في نفوس الاخرين . فروح الاديب او الشاعر بالاخص ينبعث منه نتاجه الادبي بما يوضحه هذا النتاج باسمى صورة ادبية كانما تتجوهر فيها الطقوس والتقاليد فيحدق فيها لتبعث الحياة عما توضحه في صورة اجمل .
..
لذا تكون اهمية الاديب او الشاعر تبعا لما يحمله في نفسه من تعبير عن طويته الساكنة وموهبته الاصيلة و مقدرته المكتسبة من خلال تفحص ذاته الخفية وعبقريته الملهمة تلك التي يتجلى فيها حبه للاخرين بكل ما فيه من نور او نار او قبس من نور ينير في نفسه فيرى او يتلمس جراحاته .
.
لعل الاديب او الشاعر أيما كان في بحثه عن الافضل او الاسمى يحاول ان الاتيان بما هو افضل واسمى و يخلق إيقاعا متميزا ً يتوازن مع ما يعتمل في دواخل نفسه ويتحرك بمقدرته مع إيقاع بديع لهذا العالم المضطرب فلا ينساق خلفه لاهثا بل يواجهه بموهبته ودرايته ويعيد بناء هيكلية له خاصة به بالهامه واحاسيسه بحيث تكون الترنيمة الإيقاعية الجديدة التي تتكون منها المادة الادبية معبرة عن ملامح العالم المحيط به في الظاهر وسبر اغواره من الداخل فيعاد ترتيبه من جديد وفقا لما يشعر به في صورة اجمل واسمى وابهى .
فالشعر ينطوي على طاقة رمزية أو مجموعة من الأفكار الرمزية التي تتخفى خلفها الكلمات خاصة في الشعر الحديث او المعاصر تبعا لظروف التقدم والحاجة اليه لان كل نتاج أدبي يتضمن خطابا رمزيا . وبتعبير اخر يحوي جهدا تعبيريا تجتمع فيه الدلالات الرمزية و التي ربما تتفاوت بطاقاتها الحيوية او النفسية .
.
فالشعر والاحساس به جزء من إ صل الجمال وعندما ينتج الجمال في شعره يكون قد اكتسب حالة فنية وانسانية من خلال نظرته الحساسة في سبر اغوار نفسيته الشاعرة المرهفة و من خلال الكلمة الجميلة المعبرة في قصيدته لتنمو في مفاصل الحياة ومن خلالها و لتسجل اعمق بواطنها واجمل ذكرياتها ويجمعه في بوتقة حلم جميل يقدمها لتسعد اليها الانفس وتسمو اليها الارواح والافئدة عما يجيش في نزعاته ممتزجة بأقوى عناصر الجمال الثقافي والشعوري التعبيرية وهو يخاطب حبيبته والتي هي السبيل للإيحاء وللتعبير عنده .
.
ومن خلال متابعتي للثقافة والادب بشطريه الشعر اوالنثر الفني ولتقاربهما في الوقت الحاضر من بعض وتزاوجهما انتج الادب قصيدة النثر فكانت مزيجا مزدوجا رائعا بين الشعرية والنثرية ثم لاحظت ان شاعر قصيدة النثر يميل غاليا الى كتابة الرواية او القصة فيجيدها اجادة تامة .
.
ومما لاحظته مقدراتها لتبحر من خلال هذه الرواية عبر مسارات النفس الشاعرة لتغدق علينا نبعا وفيضا وحد سا راقيا مواءمة الحرف والجملة في تعبير رائع ليشكل معينا اخر ورافدا جد يدا من خلال الفكر الراقي والذي لا ينضب معينه والهاما جميلا كان قد اكتسب – فيما اراه - حالة فنية وانسانية و بما يحقق توازنا واسعا بين سعة الحياة وما فيها من مفردات وتجارب وقدرات صياغتها بجمالية مفرطة ولفظة راقية مزدهرة ربما كتبت بانامل شاعرة اثر فيها الشعر قبل النثر فهي فيض من مشاعر وارهاصات ملهمة تنعكس على نفسية الشاعر لا يسعها القلب فتطفح رؤي وعواطف تتمثل في بعض مفردات القصيدة او الرواية , يتناغم مع تدفق الدم في شرايينها. كان القلم مجروح الذاكرة يدفعها ليحولها الشاعر قصائد طافحة بالمعنى الانساني فتاتي فيض نفس ازدحمت ا رهاصاتها حتى ضاقت عليها ثم فاضت فكانت قصيدة شعر فشعر بحد ذاته او نثر فني رائع يحمل في طياته الق الشعر وسمو ه تتوثب من بين سطورها روح الشاعر بين سطوره فهي اقرب للشعر منها للنثر او هي قصيدة نثر بحد ذاتها لم يستطع التخلص من شاعريته فيها فتكون اثرا لما يعتمل في هذه الروح من فيض ملهم وحب خالص ومجموعة من عواطف واحاسيس تصدر عن النفس والفؤاد فيضا زاخرا ومعبرا عن رؤى نفس انسانية يغمرها الحب والشوق حب الوطن .. و حب الطبيعة.. وحب الانسان .. وحب الحبيب ...
.
فهذه الامور وما بها من تأمّل ورؤية غامرة تصدر عن نفس الهمت الحب والوفاء فكانت نفس كانها في بوتقة لازاهير تصوغها صياغة العسجد وتحولها الى قلائد تزين النفوس وتسر الافئدة او كعبق ا ريج فاح عطره وشذاه و تعبّــق الندى بسناه و لتنثال اكماما من الورود تفتحت وازهرت فتكون بمثابة قصيدة رائعة جميلة .
.
امير البيــــــــــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــد روز
30-12-2020
*****************************
📷
٣Nisreen Saleh، سعد الكيلاني سعد الكيلاني وشخص آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق