..................
نور الدّين الحسيني
..................
نحتاج إلى تشريح جراحنا عساها تندمل
نهاية سنة أرهقتنا
نسأل الله أن يكون القادم أفضل
ما الّذي يبقيك حيّا بيننا؟
نحن، لا نستأهل منك ابتسامة
اِمض، حيث الله يرسلك غمامة
فعسى أن تهميَ يوما
وعسى أن تُبعث في أمّة العُرْب
بقيّة من بقايات كرامة
ربّما، غارت بعمق وسْط كثبان الرّمال
بين نجد وتهامة
أيّها الطّفل البهيّ
رشقاتُ الدّمع من عينيك
وذبولُ، وردِ الخدِّ
تطلقها سهاما
أيّها الطّفل المدجّج بابتسامات الحزانى
وبضوع الزّهر في فصل الرّبيع
بعبير الورد ،ضوعات الخزامى
أيّها الضّوء الشّريد
أيّها الماضي الّذي كان لنا
أيّها الآتي الّذي
باد قبل ان يأتيَ
بين أنّات اليتامى
حشرجاتُ الموت في الصّدر الصّغير
بوحُ عصفور نديّ
وعلاماتُ قيامة
نحن، لا نستأهل منك ابتسامة
ماذا ترجو من ضمير مات ؟
ما ترجو ،من شعوب تأكل خبز القمامة؟
من شعوب تلعن الحكاّم
لكن تقبع خانعة
تتبادل اللّعناتِ
وتدسّ الرّأس في الرّمل
من الخوف، كنعامة
أيّها الطّفل الّذي كالخنجر المسموم في الخاصرةِ
وكقربان على النُّصُب الخاويةِ
أيّها المُعرض عنّا مثيل حنظلة
لا يبالي بالجثامين التي قد أُترعت
هاماتها قرفا ومذلة وسِقاما
أيّها الطفل الشّجيّ
نحن ،لا نستأهل منك ابتسامة
قادةُ الأمّهْ
مضَوْا يستحمون زُرافاتٍ
من غبارِ سفرٍ ما طال في ردّ الكرامة
نكّسوا الرّاياتِ
أخرسوا صوت المدافع
وأزيز الطّائراتِ
وشرَوْا أمّ المدائن
ومروج الزّهر والقمح
وزيتونا ثوى في عمقنا
وشرَوْا كراسيَّ لهم
ينبتون فيها ما ظلّوا
وقالوا إنّنا نرجوا السّلاما
أيّها الطّفل النّقيّ
ماذا ترجو من سلاطينِ الجواري
الرّاقصات فوق هامة
ربض الذلّ عليها
أنبت الحمقى جِمالا
تتبع الرّاعي الّذي شدّ الخطاما
أيّها الطّفل النّقيّ
عد إلى الله وأخبره أنّنا
قد أضعنا بذرة المجد التّليد
وغدونا نسأل بالذلّ العنيد
قائدا فذّا إماما
نور الدّين الحسيني 31ديسمبر2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق