.........
عبد الرحمن جانم
.............
( أرثي أعرابا ...)
لـ عبد الرحمن جانم
اليمن 29/10/2019
أقول شعري وأرثي فيهِ أعرابا
ويعلم العرب أنّي لستُ كذّابا
سألتُ يوماً عن الأعراب ما صنعتْ
حتّى لقتْ في دروب العيش أتعابا ؟!
ما للعروبة قد ضاعتُ معالمها
ونجمها من سما الآفاق قد غابا؟!
هل صدفةً جاء هذا الفعل من عدمٍ؟!
أم أنّ للفعل آثاراً وأسبابا ؟!
أجابني الدهر واستوفى إجابتهُ
كلّ الأدلّة للإثبات قد جابا
قال : العروبة كانت في جهالتها
تحيا التعصّب جاهاتٍ وأحسابا
فأرسل الله نوراً في هدايتهم
فلمّ للشمل حتّى صاروا أحبابا
للنصر يمضون جمعاً تحت رايتهِ
كأنّهم أصبحوا أهلاً وأقرابا
لم يسلموا من وشايات اليهود فقد
لاقوا المكيدات تزييفاً وإرهابا
ظلّ اليهود بسعيٍ من خباثتهم
للعرب كي يجعلوا الأحباب أغرابا
ولّوا الخلافة بعد الراشدين غواً
بني أميّة مستخفين أذنابا
فحرّضوا ذا على هذا وما قعدوا
عن الوشايات تشويهاً وإعجابا
فكوّنوا الحرب بين المسلمين وما
اكتفوا بذلك بل زادوهُ شبّابا
صاروا رواةً لما قالوا وما فعلوا
للدين باتوا وللتاريخ كتّابا
لم يلبثوا إذْ أثاروا الحرب من كمدٍ
فأغضبوا من بني العبّاس إغضابا
فمكّنوهم لحكم المسلمين وما
دعوا لهم حكمهم طوعاً وإيهابا
بل ظلّوا من خلفهم يسعون في عجلٍ
كي يجعلوا الدين والإسلام إرهابا
في دولةٍ أصبحتْ فيها مناصبهم
في قادة الجيش أيضاً باتوا حجّابا
هدّوا قواها فصارتْ ترتجي عمداً
من بعد ما الضعف في أوساطها آبا
لم ينقذوها ولكن ظلّوا في عملٍ
بالسعي في الشعب عصياناً وإضرابا
من بعدها حرّضوا الأعداء فاقتحموا
لموطن العرب جنياً منهُ أكسابا
فمزّقوها فصارتْ كلّ منطقةٍ
على انفصالٍ تخاف الغزو إن لابا
من ثمّ جاؤوا مع العثمانيين مضوا
بالخدع والمكر إستاذاً وطلّابا
فصيّروها إلى حكمٍ وما لبثوا
أن أوصلوها بذاك الحكم أقطابا
من ثمّ جاؤوا على تفكيكها قدماً
في كلّ شيءٍ ولم يبقوا بها بابا
يهوديَّ الأصل والنصرانيَّ اجتمعوا
على سياسة ( فاتيكان، والبابا)
كي يمضوا في هدمها جمعاً يوافقهم
حتّى المجوس الذي قد حقدهم شابا
وحرّضوا الفرس ضمن الروس واصطنعوا
تحالف المكر والإجرام إجلابا
فحاصروها على كلّ الجهات ببعـ
ـدما أظلّوا على السلطان أعرابا
فجزّأوها لأجزاءٍ ممزّقةٍ
ولّوا لأجزائها بالحكم أذنابا
فقيّدوا كلّ جزءٍ في سياستهم
بالاقتصاد الذي قد بات إيهابا
صاغوا شروطاً على الأجزاء تتبعها
أكان طوعاً وإلاّ كان إغصابا
حتّى المناهج للتعليم قد وُضِعَتْ
وفقاً لما ينظر (القسّيس والبابا )
قضوا على أيّ جزءٍ بالفناء إذا
يوماً على طاعة ( القسّيس) قد عابا
فدمّروا العلم والتعليم واختلقوا
جيلاً بليداً يعيش الجهل إعجابا
جيلاً غبيّاً أضاع الدين مكتسباً
ثقافة الغرب..فيهِ الظنّ قد خابا
فالابن ما عاد يدعوا الأبّ :(يا أبتي)
بل صار يدعوهُ بالتثقيف :(يا بابا)
جيلاً إذا قلتَ :(هذا شأن أمّتنا
أمسى بها الضعف..) خال القول إطنابا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاؤوا العروبة كي ينهوا معالمها
فجرّدوا من على الأعضاء أعصابا
فأصبحتْ دون إحساسٍ تعيش بهِ
بل أصبحتْ ترتضي بالعيش إسهابا
صارتْ جماعاتها تمضي إلى قفصٍ
مملوئ حزنٍ يغطّي الدمع أهدابا
قد أصبحوا اليوم في حالٍ منكّدةٍ
من بعد أن كوّنوا الأغراب أحبابا
يحيون تيهاً ويعتاشون في وجعٍ
من بعد ما الدين من أخلاقهم غابا
عابوا على الله باتوا في حماقتهم
فأغلق الله في وجهٍ لهم بابا
للغرب والشرق بين الارتهان مضوا
فأصبحوا يرتضون العيش أذنابا
هذا ابن (إيران) قد أمسى يقدّسها
وذا ارتضى جعل (اسرائيل)محرابا
هذا لدى الروس قد أمستْ علاقتهُ
عهداً ووثّق أعرافاً وأنسابا
وذا لدى الغرب في امريكا نحسبهُ
من نسلها جاء تخليفاً وإنجابا
تذوق آهاً وتشقى في معيشتها
وتشرب المرّ والويلات أنخابا
قوافل الموت تمضى في تتابعها
إلى المقابر أجماعاً وأسرابا
إن كان هذا الذي أمسى بهم أفلا
نقرأْ عليهم آياتٍ وأحزابا ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقلتُ : يا دهرُ ماذا لو هنا وقفتْ
تلك المآسي ..صار العرب أحبابا ؟
كيف السبيل إلى تجميع فرقتهم
إن كان قد أصبحوا في الضعف أترابا ؟!
أجابني قال : يكفي يا فتىً.. فبكى
وأذرف الدمع من عينيهِ أسرابا
أُحْزِنْتُ من حالةٍ نحيا بها شجناً
والغيض يعصف بين القلب أغلابا
فقلتُ : إن كان هذا وضع أمّتنا
على الحقيقة كان الوقت غلّابا
إن كان لا بدّ من حالٍ نعيش بها
في الذلّ فلنمضِ بين الجدّ إرهابا
سحقاً لمن يرتضي بالذلّ عيشتهُ
تعساً وتبّاً ..لهُ تسعون أتبابا
........يتبع
لـ عبد الرحمن جانم
اليمن-- 29/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق