..............
- عصام أبو شندي
.......

" ومع حلول ساعات المساء تحاملت على نفسي وخرجت على مهل إلى فناء البيت، وطفقت أحفر حفرة بما تيسر لي من بقايا أعواد الخشب في البيت .. حفرت وحفرت وروحي في حالة من الوهن والخوف والضعف، لا يعلم مداها إلا من عاش مثل ما أعيش الآن، إلى أن تمكنت من فجّ الأرض بمساحة يمكن أن تتسع لجسد، وكان عليّ في تلك اللحظة أن أبحث عن اتجاه القبلة، فتذكرت أن الإنسان إن تاه عن اتجاه القبلة، فعليه أن يقدّر الاتجاه الذي يرجح أنه الأقرب إليها، وأدرت جسم جبران وصليت عليه لوحدي صلاة الجنازة فرض كفاية عن الأمة العربية، ثم دحرجته في قاع الحفرة ورحت أهيل عليه التراب .
وعدت إلى حقيبتي وحقيبته فوجدت أن أولئك الرجال فتحوهما وفتشوهما، لكنهم لحسن الحظ تركوا الملابس ولما يأخذوها، واكتفوا بأن أخذوا المال الذي سرقناه من سجّاد بعد أن قتلناه مع ما أخذنا من حبوب المخدرات والمصاغ .. فبدلت ملابسي ولحسن الحظ كذلك أنه كان في جيبي مبلغ قريب من مائة يورو، تساعدني في الانتقال من هذا المكان وأن آكل بها شيئا من خشاش الأرض .. ولا أستطيع أن أبيت في هذا المنزل بالقرب من ضريح جبران، أبدا لا أستطيع لأن الخوف يتملكني وكأنه نمل يسرح في أرجاء جسدي المحطم من أعلاه إلى أسفله، ومن ثم تحاملت على نفسي ومضيت في طريقي، أتعثر في خطاي وأسير على ساق مجروحة ضاربا في الأرض باتجاه الشمال . "
- عصام أبو شندي
- مقطع من رواية : سائرون إلى هناك .
وعدت إلى حقيبتي وحقيبته فوجدت أن أولئك الرجال فتحوهما وفتشوهما، لكنهم لحسن الحظ تركوا الملابس ولما يأخذوها، واكتفوا بأن أخذوا المال الذي سرقناه من سجّاد بعد أن قتلناه مع ما أخذنا من حبوب المخدرات والمصاغ .. فبدلت ملابسي ولحسن الحظ كذلك أنه كان في جيبي مبلغ قريب من مائة يورو، تساعدني في الانتقال من هذا المكان وأن آكل بها شيئا من خشاش الأرض .. ولا أستطيع أن أبيت في هذا المنزل بالقرب من ضريح جبران، أبدا لا أستطيع لأن الخوف يتملكني وكأنه نمل يسرح في أرجاء جسدي المحطم من أعلاه إلى أسفله، ومن ثم تحاملت على نفسي ومضيت في طريقي، أتعثر في خطاي وأسير على ساق مجروحة ضاربا في الأرض باتجاه الشمال . "
- عصام أبو شندي
- مقطع من رواية : سائرون إلى هناك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق