......................
د. محمد الإدريسي
........................
الوُضوءُ بِماءِ المَذَلَّةِ
لَيْسَ لِكُلِّ السُّجونِ البِنايَةُ العَلْياء
فَكَمْ مَنْ أَوْثَقَ الذُّلُّ نَفْسَ الطُّلَقاء
أمّا قِيمَةُ الكَرامَةِ لا يَعْرِفُها الأذِلاَّء
الحُرِّيَةُ عِزَّةُ النَّفْسِ فَمِنَ الله الحِباء
جَبانٌ قَدْ يُخِيفُكَ بِجَحْفَل الأُمَراء
لِتَنْبَطِحَ داخِلَ الزَّرِيبَة مَعَ الأحِبّاء
لِيَرْضُوا عَنْكَ لِتَكُونَ مِن السُّعداء
تَعيشُ تَحْتَ حِذاءِ سُلْطَةِ الرُّؤساء
لا يَقْبَلُ بِدَوام الظُّلْمِ إلاَّ الأغْبِياء
مَوْتٌ بِكَرامَةٍ أفْضَلُ مِن ثَرَى الأحْياء
الرِّضا بالهَوان أجْداثٌ تَحْتَ الأضْواء
قُبولُ الضَّيْم عَجْزُ ضَرِعٍ يَخافُ البَلاء
المُدْمِنُ عَلى الخُضوع لَيْسَ لَهُ الدَّواء
أضاعَ فِطْرَتَهُ عَلى فُتَات مائِدَةِ العُمَلاء
عاشَ دَهْرًا دُونَ أَنْ يَذُوقَ هِمَّةَ الأعِزَّاء
عاشَ مُقَصِّرًا في اِنْتِظار إرْشَادَ السُّفَهَاء
يا عاشِق الخُنوعِ إنِّي أراكَ تَصونُ الدَّاء
تَتْبَعُ ما أمَرَ بِه الشَّيْطانُ تُحْسِنُ الأدَاء
تُؤَلِّهُ بَشَرًا مِثْلَكَ تَتَناسَى رَبَّ السَّماء
إنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ عِزَّةُ لا فائِدَةَ في البَقاء
لا تَظُنَّنَ تَحْتَ أحْذِيَةٍ قَدْ تَطولُ النَّعْماء
لا تَشْرَبْ مِن غَدِيرٍ إلاَّ بَعْدَ صَفاءِ الماءَ
صِيانَةُ كَرامَةِ المَبادِئِ تُكَلِّفُ الحُرَّ العَناء
في حَرِّ ضَنْكِ الحَياةِ قَلَّ عَدَدُ الأصْدِقاء
بالخَوْف يَتَخَلَّى عَنْكَ كَثيرٌ مِنَ الزُّمَلاء
إنَّ طَريقَ الذُّلِّ لا تَهْواها نَفْسُ الأجِلاَّء
كَما الوَضِيعُ يَرى نَفْسَهُ في عِزّ الأثْرِياء
و ما أنْتَ إلاَّ ضائِعٌ بَيْنَ الألِفِ و اليَاء
الوُضُوءُ بِماء الذُّلِّ يُبْطِلُ صَلاَةَ الرَّجاء
ما كُنَّا لِنَرِثَ كُلَّ هذَا الضُّعْف عَنِ الآباء
و ما كُنّا لِنَعِيشَ عَلى أمْواجِ بَحْرِ الرِّياء
مِنْ أيْنَ أتَيْتُمْ مَنْ عَلَّمَكُم سُنَنَ العَراء؟
مَنْ قَتَلَ مَنْ جَفَّفَ داخِلَكُمْ دَمَ الحَياء
أنْتُمْ لِأنْفُسِكُم ولِلْمُسْتَقبَلِ شَرُّ الضَّرَاء
جُبْنٌ شِيمَتُكَ تَتَّجِهُ نَحْوَ قِبْلَةِ الأعْداء
لَنْ تَجِدَ في قِبْلَتِهِمِ سِوَى رِيحَ الخَواء
لَنْ يَطْلَعَ العُشْبُ الرَّطْبُ في الخَلاء
لَنْ يَنْجُوَ الظَّالِمُون مِنْ سِهام الدُّعاء
في ساحَةِ الحُرِّيَةِ سَيَكُونُ يَوْمُ اللِّقاء
مارينا بتش – MARINA BEACH
25/08/2022
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق