الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

 .................

محمد يوسف

.....................



روايتي فارس الشجرة Lord of the tree الفصل الحادي عشر الجزء الحادى والأربعين. ..... حتى لاحت تباشير الفجر فاستيقظ الفارس البيرت من نومه كعادته بفعل بوصلة عقله الطبيعيه ثم أستخدم ما استبقاه من مياه من ليلته السابقه لكي لا يوقظ الجندي ايفار أو يزعجه واغتسل وتوضا ثم دخل في صلاته ودعا ربه وطلب منه العون وقال أمسينا واصبحنا في ملك الله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك توفني مسلما والحقني بالصالحين وانصرني علي أعدائي يا رب العالمين ولما فرغ من دعاءه ومن صلاته خرج البيرت من خيمته والليل ما يزال يلملم بقايا خيوطه ثم سار بين خيام المعسكر الذي يلفه ويخيم عليه الهدوء إلا من حركة أفراد الخدمه والحراسه الذين أخذوا يحيونه كلما مر علي أحدهم هنا أو هناك ثم أكمل سيره بينهم بالخطوه النشطه و أخذ يسرع بها تدريجيا حتى وصل إلي حدود المعسكر ثم ذاد من سرعته حتى خرج منه إلي الجبال والوديان والسهول المحيطه وأخذ يجري تدريباته الصباحيه الشاقه التى تحافظ على لياقته ومهارته واستعداده البدني وأيضا تنمي استعداده وتركيزه الذهني ولما أنتهي منها جلس على إحدى التباب الصغيره بين المروج الخضراء وقطرات الندي التي تعتليها وكأنها حبات اللؤلؤ البيضاء وأخذ البيرت يتأمل شروق الشمس واشعتها ذات الخيوط الذهبيه الصفراء وهي تلون بها كل ما تلمسه من الأغراض ألتي تملاء المكان من حوله فى منظر بديع خلاب تتجلى فيه قدرة وعظمة الخالق وكرمه في البزل والعطاء ولما تملك البيرت جمال ما رآه نظر إلي السماء وأخذ يقول ما شاء الله سبحان الله الخالق المبدع رب العرش العظيم باسط الأرض رافع السماء عالم الغيب والشهاده الأول قبل الوجود الآخر بعد الفناء واستمر في تامله حتى وصل بتفكيره إلي ما يشغل باله مما كلفهم به ملكهم فانشغل به عن تامله وأخذ يفكر ويفكر ويستعرض المعطيات والمحازير ثم يضع الاحتمالات مقدما الأولويات ولما لا ترضيه النتائج يعيد ترتيب الجميع من جديد واستمر هكذا حتى لمعت له الفكره فتوقف عندها وأخذ يقلبها في عقله علي كل أوجهها وما اصعبها من فكره وما اخطرها من مغامره واستمر في تقليبها في ذهنه يمينا ويسارا ولاسفل ولاعلي حتى استوت لديه وقد كانت الأقرب إليه من كل ما أشار له به عقله فقام من فوره لما قرر أن يكتبها ويسجلها وكأنه كان يخشي أن تطير من بين يديه وجرى مسرعا إلي المعسكر غير منتبه لكل من حياه أو حتى أشار إليه ولما وصل إلى خيمته أشار إلى الجندي ايفار بالقدوم إليه ولما حضر ايفار طلب منه البيرت قلما وقرطاسا فقال له ايفار يبدو أن سيدي قد توصل إلي ما طلب جلالة الملك التفكير فيه فاوما له البيرت برأسه إيجابا قبل أن يقول له أظن أن ألله قد الهمني بفكره قد تنجح في حقن دماء الكثير من أهلنا الطيبين البسطاء المغلوبين على أمرهم هناك فادعو الله معي يا صديقي أن تكلل بالنجاح فظهر الوجوم على وجه ايفار قبل أن يقول له ولكنى أخشى يا سيدي أن يقع عبء تنفيذ هذه الفكره على عاتقك لوحدك كما حدث عندنا في قريتنا فابتسم له البيرت قبل أن يقول له وماذا في ذلك يا صديقي فحدق فيه ايفار قبل ان يقول له ولكن هذه المره يا سيدي أظن أن الأمر سيكون مختلفا فانتبه له البيرت محدقا فيه قبل أن يكمل ايفار قوله لأنك هذه المره يا سيدي ستواجه قائد محترف مدرب مثلك وسط حاميته وبين رعيته ألتي خدعها بأنكم إنما جئتم إليهم لكى تقتلوهم فاوما له البيرت برأسه إيجابا قبل أن يقول له اما عن أمر ذلك القائد الخبيث الخائن ومرتزقته فلا خوف منه أو منهم ولكن الخطوره الحقيقيه تكمن كما قلت أنت أخيرا في مواجهة من خدعهم هذا الخبيث من أهلنا البسطاء الطيبين هناك ولكم دعوة ألله تعالي أن يساعدني في تجنيبهم و تجنبهم وألا تضطرني الظروف لمواجهة أي واحد منهم وأنا بينهم هناك وقد الهمني تبارك وتعالى بفكره أتمني أن تنجح في ذلك فحدق فيه ايفار قبل ان يقول له إذن فقد صدق حدثي وستذهب إلي هناك بمفردك يا سيدي فابتسم له البيرت قبل أن يقول له كنت أعرف أنك تستدرجني في الكلام ولكني أيضا أردت أن تكون أول من يعلم بما أفكر فيه أولا لثقتي العاليه فيك وثانيا لامانه أريد أن احملك إياها إن قدر ألله لي اجلي وأنا هناك فسرت قشعريره فى عروق ايفار وجاهد نفسه لمنع دموعه من الهطول علي وجهه دون جدوى قبل أن يحدق في البيرت ويقول له لماذا تقول لي هذا الكلام يا سيدي أرجوك لا تكمل فسيدي البيرت الفارس الشجاع لا يهزم أبدا فابتسم له البيرت وربت على كتفه قبل أن يقول له اهدا يا صديقي وجفف دموعك فحاول ايفار أن يظهر تماسكه أمام البيرت بعد أن مسح دموعه ثم إنتبه على صوته يقول له اطمأن يا صديقي فقاءدك بإذن الله لا يهزم بسهوله ثم نظر البيرت إلي خارج الخيمه قبل أن يطلق من صدره تنهيده حولت برودة الجو داخلها إلى سخونه ثم عاود النظر إلي ايفار وقال له ولكنى هذه المره أخشى كما قلت لك منذ قليل أن تكون المواجهه مع من لا أود هزيمتهم أو حتي مواجهتهم من أهلنا هناك فانشغل بتفاديهم للدرجه التي تعطى الفرصه لعدوي ثم صمت البيرت لبرهه لما وجد أن حالة ايفار لن تسمح له بتحمل آخر ما كان سيقوله و أبتسم له مجددا قبل أن يقول له ولكن أعلم يا صديقي أن الأمور كلها تجري باقدار الله وأن كتب ألله لي السلامه فلن تستطيع أي قوه على وجه الأرض أن تغير ذلك فلا تقلق ودعني أكمل ما كنت ساقوله لك فجاهد ايفار نفسه ليتماسك مجددا قبل أن يحدق في البيرت ويقول له قبل أن تقول لي أي شيء يا سيدي ارجوك ان تسمح لي بأن أذهب معك إلى هناك ارجوك يا سيدى لا تتركني هنا لوحدى لأن قيمة حياتي كلها صارت في أن أظل إلي جوارك كي أتعلم منك ولكي أساعدك في ما تفعله لمساعدة الآخرين فابتسم له البيرت وربت على كتفه مجددا قبل أن يقول له أولا انت لن تكون هنا لوحدك فأنت الآن جندي متطوع فى جيش جلالة الملك حتي أن جلالته يعرفك شخصيا وكذا الفارس باول والقائد جاري وحتى سيدي قائد الفرسان القائد بيتر فكيف تقول أنك ستكون لوحدك فقال له ايفار إن كل ذلك بفضلك أنت يا سيدي فحدق فيه البيرت قبل أن يقول له صدقني يا عزيزي أنا لا فضل لي في شيء لأن الفضل كله إنما هو لله في كل شيء وثانيا لأني أريد منك أن تعتني بالسيده ماجي السيده ألتي تولت تربيتي منذ طفولتي وكرست كل حياتها وما تملكه من صحه ووقت وجهد من أجل رعايتي بعد وفاة والدي واطمأن فلن ترهقك بأي أعباء لأن سيدي القائد بيتر يتولى كل ذلك فقط إن سمحت ظروفك أن تطل عليها من وقت لآخر فغلبت ايفار مجددا دمعه وشقت طريقها علي وجهه قبل أن يمسحها ثم نظر الي البيرت وقال له اطمأن يا سيدي وتأكد من أنها ستكون مثل والدتي تماما فابتسم له البيرت قبل أن يقول الحمد لله وأنا متأكد من اخلاصك ووفاءك يا صديقي والان أستطيع أن أكمل تفكيري فيما كلفنا به جلالة الملك وانا مرتاح البال أما أنت فهيا اليا بما طلبته منك في بداية حديثنا القلم والقرطاس لكي اصيغ فكرتي واسجلها قبل أن تهرب من رأسي فاوما له ايفار برأسه إيجابا قبل أن يقول له أمرك يا سيدى ولكن اوعدني أولا أن تعود إلينا سالما فحدق فيه البيرت قبل أن يقول له بإذن الله إن قدر الله لي ذلك فلن يكون إلا ما قدره الله هيا أذهب ولا تؤخرني أكثر من ذلك حتي لا تهرب الفكره من رأسي فقال له ايفار حالا يا سيدي وانصرف مسرعا إلى خارج الخيمه لتنفيذ واحضار ما طلب منه ...... مع أطيب تحياتي العقيد محمد يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق