.....................
Naser Ahmad
...............
إلى والدي المجاهد احمد عتيق ابوالعبد رحمه الله
(١)
أبي
بعد أربعين غريبة
ونيف إلتقينا
في ورقة خريف
كان عمري
قد تجعد
في دمي
فشده بحرير
من أحرف القرآن
وغسله بخرير
من رحيق الاذان
هل نحن في حضرة
الشام يا أبي ؟
في آخر العمر
أتاني من البحر
ماشيا على قلبه المكسر
امسكني من ظلالي
كي لا يجرح غيابي
غأمرع فيه
عشب الغرباء
على حجارة
(القدس )
(٢)
كيف لي يا أبي
أن استبدل يدي
بأسباب إنتحار
والطحين مازال
يدي الآخرى
أعود إليك
فكرة مهملة
على غبار الممر
واعود الي
خلسة
قطا رضيعا
يكتشف أمه
ألف مرة
في ميلة
كل ظل
وينسى أباه
في زاهر العمر
(٣)
منذ أربعين سنة
أتدثر بالرحيل
بنز من يديه
دوائر قهر
ومثلثات إنفعال
فامسح القصيدة
واتعثر
بكل الحدود
منذ أربعين سنة
وانا أتوشح
بالطرقات القلقة
بين ساعديه
منذ أن غرقت في دمه
يحتجب بكسرة
عالقة
في روحه
و لا تراه
(٤)
منذ آن
وهو يلحن
غبار الذكريات
ويحترف التيمم
والصلاة
من أن
صار اميا عالما
بالبيان
لم تعد
خطيئتي تكفي
يا أبي
فاعدني
إلى دمعة أمي
إلى جرة نارها
إلى غيمة تبوح
على قبرها
حبيبي كم تأخر المطر
(٥)
وما زال لقلبي
رجفة في يديها
أتلمس صوتها
الرحمن
في ظلام
البراري
ولا أجد
ليدي سببا
وما زلت حصانا
يا أبي
كأنك مازلت
أبي
حين صرخت بالعرش
ولك!
فخرت ملوك
وتلعثم الفلك
(٦)
التقية
مستترا كعادته
بأوراق روحه
ينام واقفا
في كلام الله
يصلي حتى
نحضر عظمه
وتتنزل البلاد
ومن دمع الزيتون
على خبز الطابون
إنه البحر
قال لي
فاخلع عليه
هشاشتك
من رجفة في يديك
أسقط
على اورق الزبد
وأمضي غريبا
في يدي
(٧)
وحيدا في حصاري
امضي
وحيدا في مرضي
اجلس
قبل أن يطرق قلبي
باب الأبد
هكذا
أعود لأمي
غريقا في دمي
دون أن أترك
ظلا
على شباك
أحد
(٨)
إخلع عليه هشاشتك !
إنه البحر
قشة
غريقة
في دمنا
وردة عذراء
مامسها ليل
ولا قمر يسير
فاقطفهما !
إن شئت
يا ابني
أو خلها
كصوفي
تذبل
على أمها
ناصر احمد عتيق شاعر وقاص من فلسطين يقيم في مدينه برمنغهام بريطانيا.
اهداء خاص لروح أبي رحمه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق