...............
مدحت رحال ،،،
.........
فيض الغدير من
الكتاب المنير
----------
أمسكت اليراع لأكتب ، فسبقني هذا العنوان ولم أكن قد فكرت فيه ،
تأملته ،
فإذا هو فعلا فيض من نور القرآن الكريم ،
وما علينا إلا أن نقتبس منه ما يضيء قلوبنا ويشرح صدورنا قبل أن ينير لنا الطريق ،
يصفها العلماء ب : ( سورة التفاؤل )
وأقول : يصفها وليس : يسميها
فسور القرآن الكريم أسماؤها توقيفية ،
نزلت السورة واسمها معها ،
فلا يجوز أن نسميها بغير أسمائها ،
ولكن يجوز أن نصفها بصفات هي من ذاتها ،
فنقول : عروس القرآن لسورة الرحمن
المنجية لسورة تبارك
الكاشفة أو الفاضحة لسورة التوبة
ونقول : سورة ( التفاؤل )
لسورة ( الطلاق ) التي نحن
بصدد الحديث عنها .
وهناك من يقول بأن العلماء هم من وضع أسماء السُوَر القرآنية حسب موضوعها أو ذكر شيء محدد فيها ،
والدليل على أن أسماء السور توقيفية أن كثيرا من السور وخاصة الطويلة منها لم تنزل كاملة ،
وإنما أُنزِلت متفرقة حسب أسباب النزول ،
فيقول جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم ضع هذه الآية في سورة كذا ،
ولو كانت أسماء السور غير معروفة بداية ،
فكيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يضع كل آية في سورتها ؟
سورة ( الطلاق ) التي تتحدث عن فك العقد الذي أُبرِم باسم الله , وبكلمة الله ، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
توصف بسورة التفاؤل ،
فعلى الرغم من عِظم فك ارتباط شرعهُ الله ،
وبقدر ما تحمل النفس من ضيق لهذه الكلمة ،
فقد ضمنها الله سبحانه العالِم بخلقه ، كثيرا من البشارات التي تريح النفس وتزيل عنها الكآبة ،
لنسرع إلى هذه البشارات لتزيل عنا كآبة لفظ / الطلاق :
_ لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
وكلمة (لعل) من الله تعني حتمية الأمر ،
فلا يصدر عن الله إلا الخير ، كل الخير .
_ ومن يتق الله يجعل له مخرجا
_ ويرزقه من حيث لا يحتسب
_ ومن يتوكل على الله فهو حسبه
_ إن الله بالغُ أمرِه ،
فما قُدِر كان حسب ما قدره الله ، وفي الوقت المقدر له ،
فلا تبتئس
_ قد جعل الله لكل شيء قدرا
فكل شيء محسوب وبقدر ،
فلا تأس على ما فات ، ولا تقلق لما هو آت
_ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
_ ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا
لا يمحو السيئات فقط ،
بل ويضاعف الأجر قدرَ ما يشاء
_ سيجعل الله بعد عسر يسرا
لا تقنط أيها المعسر ، فاليسر آت
هكذا وعد الكريم ،
هذه بشائر الدنيا ،
وفي الآخرة الجزاء الأوفى :
( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، قد أحسن الله له رزقا )
هذا وعد الله ،
ولن يخلف الله وعده
مدحت رحال ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق