...................
ناصر عتيق
.................
هذه القصيدة الى مدينة القدس الفلسطينية
استيقظ داخل نومِكِ
استيقظ داخلَ حجارتِكِ
عشبةً بريةً
تَكْسرُ الشِّمس الغربيةَ
يا قدسُ وحنين
وحنين بالضوء يَكْسرنا
يَقْطُفُنا من صرّةِ النّهر
من عتمة السرِّ
من رعشةٍ طافت على البلّور
استقيظ باكراً جداً
استقيظ قبلَ ان انام
وانتظرُ الوقتَ العصيّ
غالباً ما يأتي الوقتُ متاخراً
كالسلامِ على روحِ السلام
كضحكة الجيرانِ الوحيدة يومْ الرحيل
كيدي الَمنفيّة عني وَعَنها
كالحب بَعْدَ الموت كالموت قبل الحب
كالقطارات السائبة في ضواحي ساعدي
كشمس الشمال وريح الجنوب
كعودتي لامي ملكاً بطَعناتي
كعودتي بقلبي بعد غيوم الجسدْ
كضحكتي الأخيرة داخل نومك
كطيرانِ الوسائِدِ من شدةِ الحُلم.
احبك خارج الفصول استرحالا
كانَّ عمري ورقة خريف
على نافذة صدرك الثكلى
لاتفتحيها !بل افتحيها !
احبّك
اُحبك في صباح بلادي الفقير
كان الزمان فرسٌ صغيرٌ رسى على بابك
وبابي رحيل الدروب عن بيتي
وبيتي ريحٌ تُسابقُ ولا تهيبّ
فاسرجي جرحي أعلى من السهر
لاقطفَ رمّان خوفك
من غناء الدوري الاخير.
ماكبرنا حبيبتي خارجَ القمر
ماكبرنا خارج الروح في المطر
او لكي نتذكّر اسمائنا في حقائب الحبر
او لكي نتساوى مع السّفر
مطرٌ اخيرٌ حبيبتي
وامضي غريقاً بجسدي
مطرٌ اخيرٌ
واعود الى عمري الاول
كما تعودُ الريشةُ الثّكلى
الى جناح طائرها القتيل
مطرٌ اخيرٌ حبيبتي
واعود الى قلبي كعادتي
وحيداً غائماً
مطفئاً مبعثراً ومنسياً
كنافذة اُمي على سطح الحرب
وَشرفةِ السلام .
ناصر عتيق شاعر وقاص من فلسطين يقيم في مدينه برمنغهام بريطانيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق