......................
مصطفى مزريب.أبوبسام
....................
* حاتم الأصم *
{الجزء الرابع }
تمهيد؛
كما أسلفنا من قبل بأنه من كبار رجالات الإسلام وخيار السلف الصالح في القرن الثالث الهجري،قضى أكثر من ثلاثين سنة من عمره وهو يتلقى العلم بلا كلل أو ملل على يد كبير علماء عصره الشيخ العالم بالله شفيق البلخي.
خطبته الثانية؛
لنرى عظيم إيمانه، ورفعة علمه وأناقته، وألق فصاحته وهو بلخي (وهي الآن قرية في أفغانستان ) ليس من أصول عربية ؛
{الحمدلله على إحسانه، والشكر لله على توفيقه، وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله تعظيما" لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد. ..الخ...
*** ***
كلام لابنته الواثقة بالله إيماناً واحتساباً؛
من أجمل ماقرأت. .كلمات لؤلؤيات دافئات زكيات لابنته الصالحة قالتها لأمها؛ (والدنا ليس هو الرزاق، وإنما الرزاق الذي يرزقنا هو الله تعالى فلندع والدنا يخرج إلى الحج. .)
قصة حج حاتم الأصم؛
قال تعالى (على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً )
لفقر حاتم الأصم ليس عليه حجة. .لكن شوقه للأماكن المقدسة وحنانه للحج وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم جعله في حال لايحسد عليه كعالم عظيم الإيمان وعظيم الشوق لمكة والمدينة. .
لاحظت ابنته حزنه وعجزه عن الحج. ..والدموع تغمر مقلتيه. .
فقالت له البنت الصالحة؛ (مايبكيك ياأبتاه؟ )..قال لها؛ (الحج أقبل )!!
قالت له؛ (وما لك لاتحج )؟....فقال لها؛ ( النفقة )!!
قالت له بعقل متفتح وإيمان غامر :(يرزقك الله )...قال في حيرة وعجب :(ونفقتكم )؟؟...قالت؛ (يرزقنا الله )...
تركهم. .ولم يترك لهم نفقة تكفيهم إلا لثلاثة أيام. .ورحلته تستغرق ذهابا"وإيابا " ثلاثة أشهر وقد تزيد. ..
***
سوء حالة العائلة :
ازداد الوضع سوءاً. ..وفقرا"..مع مرور الأيام، تعرضت البنت الصالحة للشتم من قبل أخوتها وأخواتها. .ولم توفر لها أمها شتما"..وتقريعا"(أنت السبب فيما نحن فيه من فقر وحاجة )..
ردة فعل البنت؛
ردة فعلها تظهر من قول أمها :
(كيف تضحكين ونحن نتضاوى جوعاً )...هدتنا شدة الجوع. ..
فأجابت أمها؛ (ذهب آكل الرزق. وبقي الرزاق )..
-ماوجدت إيماناً أعظم من إيمانها، إنها البنت التقية الواثقة بالله الرزاق واهب الحياة والنعم.
***
عجب أمر البنت؛ بنت حاتم الأصم
-جهزت إناء"نظيفا" وملأته ماءٌ عذبا"...وانتظرت فرجا من الله. .وكان لها ماأرادت ؛
أمير بلدة بلخ :
كان الأمير في رحلة صيد مع حاشيته ووزرائه. .فانقطع عنهم الماء،فأصاب الأمير ظمأ شديد، فأرسل وزيره إلى أقرب بيت طلبا"لماء الشرب -للسقية - وكان بيت حاتم أقرب البيوت إليه. ..وحصل منه على الماء العذب الذي أعدته البنت الصالحة مسبقاً ...
فلما شرب منه الأمير حيث (حس بطعم الماء وعذوبته )وعليه برودة لطيفة، سأل الوزراء :
من صاحب البيت؟ قالوا :(بيت حاتم الأصم )
فقال الأمير متسائلاً؛ (الرجل الصالح ).؟؟
قالوا؛ نعم.
***
يتبع الجزء الخامس والأخير بقلم؛ مصطفى مزريب.أبوبسام
جبلة.سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق