السبت، 30 يوليو 2022

 ...............

وفاء العنزي

.....................



كبرت ........بهدوء
على سبيل السعادة ،اليوم عيد ميلادي.
اجل ،سعادتي التي أريد أن أشعر بها،
وحزني الذي أ ريد أن ٱخذه كاملا.
ليس على أي أحد أن يأخذ حقا من حقوقي في هذا اليوم بالذات،
فقد عانقت سنة جديدة من عمري وحضنت سعادتي معها
فاجتاحتني الكثير من المشاعر،ترجمتها الى ابتسامات دائمة مع الصديق والعدو
ففي مثل هذا اليوم جئت الى الدنيا
غادرت رحم أمي الذي كان عالمي الصغير
وجئت لعالم أكبر،عالم صاخب مليء بكل شيء ،بالضحك بالبكاء بالفرج بالحزن بالخير والشر
على سبيل السعادة اليوم عيد ميلادي
سعادة من حقي ولو أني لم أحصل عليها كاملة،لكني لن أسمح لاحد أن يأخذ ولو جزء بسيط منها،أو يأخذها بالنيابة عني، اليوم يومي والسعادة سعادتي....
نعم أريد للسعادة أن تأتي طويلا،دافئة كثيفة،مهيبة صعبة،لا كسراب أطاردها،بل اتركوها تعيش معي طالما ملكيتي مكتوبة عليها،اتركوها طالما أنا صاحبتها اليوم...
أريد أن أشعر بها وتشعر بي وأستشعرها،أريد أن أحملها اليوم، مثل صديقة حميمة ونتجول سويا نمسك على أيدينا
أريد أن أهدهدها وأحضنها وألاعبها كدمية ،فهي لي،ولن أسمح لها أن تفلت من يدي اليوم
وقد وعدتني بلقاء قريب.....
على سبيل السعادة اليوم عيد ميلادي
مناسبة تسعدني لأنها تشغلني قليلا عن الالتفات إلى مشاكلي وهمومي،هو يوم تتجدد فيه أمنياتي بالرغم من تناقص عمري
لقد مضت السنوات كأنها ساعات بل قل نسمات لامست كف طفلة وضعت رأسها لتسريح قليلا من عناء الدنيا فتاهت في ممرات الحياة ودروبها
فسعيت جاهدة لأصادفها وأجلس معها ولو للحظة واحدة من الزمن
لأحكي لها أن التقدم في السن لم يناسبها، فقد أثقل كاهلها بالمسؤولية ووضع على عاتقها مصاعب الدنيا....
لم تنتبه الطفلة لعمرها الذي مر بهدوء ....
لتجد كل شيء تغير وتجد نفسها فجأة ابنة 53سنة،امرأة ناضجة ،كبرت بهدوء ....
ياه!!! كيف لسنين عمري التي مضت بحلوها ومرها،حاملة بين طياتها الكثير والكثير،صداقات جديدة نشأت وأخرى فقدت
مضت سنوات عمري كأنها أصغاث أحلام كأطياف زارتني في المنام
حاولت أن أعيد شريط ذكرياتي وماذا فعلت طوال تلك السنين...
فوجدت الشريط طويلا ومن الصعب التمعن فيه أو الكتابة عنه في أسطر معدودات،فحياتي قصة وقصتي حياة....
مواقف قوتني وأخرى هزمتني،
ظلمت وانظلمت...
جرحت وانجرحت...
حسدت وانحسدت.....
كسرت وانكسرت......
نممت واغتبت....رسمت ابتسامة على وجوه بريئة،ساعدت هذا وذاك
مبادئ كثيرة ترسخت وأخرى تغيرت
أناس كثر مازالوا بجانبي وٱخرين تغيرت مشاعري اتجاههم من مهمين إلى أهم والعكس للأسف
منهم من احترم أنوثتي وساعدني وأفسح المجال بالمرورً وقدرني وشد بيدي،وأنا أتلصص بصيص أمل على قارعة الظلام أسترق من خلجات روحي ابتسامة باردة،أحاول أن أدفئها بارتعادة قلم ولا أدري أي وجع سيسيل من مداده...
أوجع فراق أم نكسة غدر أم انطفاء روح أم فرحة لقاء ،أم سيهرع شوقا ويكتب على سبيل السعادة يوم عيد ميلادي...
مضى قطار عمري مسرعا كبرق خاطف ،كحلم يقظة،مارست فيه الكبرياء بكل اتقان بل تمسكت به وفي داخلي بركان شوق ،عجز البعد عن إزالته
وأنا اليوم في 53سنة أعلنها وبكل امتنان أقول أني وجدت معناي وسط سطور،بحث فيها لكلماتي عن فرصة الهروب من سجن الاكتئاب،ممتنة انا لقلمي
ممتنة أنا لسنوات عمري، ممتنة أنا للصداقات التي لم تكلفني مشقة التبرير ،تفهمت عمق الهاوية قد بداخلي ولم تطالبني بالثبات بل منحتني كتفا انهمر عليه وأتعافى به
ممتنة لكل شخص لاحق تفاصيلي الصغيرة عن حب واختبئت في صداقته دون أن يشفق علي واستمع معي إلى أغاني المفضلة ،حينمايلاحظ مزاجي المتعكر ينتشلني من نفسي قبل أن أغرق...
ممتنة لكل شخص ألهمني مكانا أدس فيه شقاوتي وشاركني مخاوفي وأحلامي وأحزاني وتفاهاتي وفضفضت معه همومي بأحاديثي المبعثرة فرتبها لي
ممتنة لكل سنواتي بل منتظرة كل مرحلة جديدة من عمري بشغف طفولي أحكي فيه عن أيامي الجميلة والمرة،أخطط لخريف عمري أو عفوا لربيع عمري وماتبقى لي من سنوات حياتي
كل عام هجري و خالقي يتولاني
كل عام وأنا قريبة من ربي يجملني بستره ولطفه ورحمته ويرزقني لذة العوض الجميل ويحرسني ويحرس عائلتي بعينه التي لا تنام وبعزه الذي لا يضام
كل عام وأنا كينونة أنثى،لا تنحني ليعقد الحزن على خاصرة الأيام بل ترقص بكل فرح وتلقائية وعفوية للحياة ،
كل عام هجري وكل سنة وأنتم بألف خير
اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق ربي وربكم الله.
مودتي ومحبتي بلا ضفاف وفاء العنزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق