الثلاثاء، 24 أغسطس 2021

 .................

أنور مغنية

................



في وجهك
بقلمي أنور مغنية
في وجهكِ شيء لا أعرفهُ
في وجهكِ شيءٌ قابلٌ للإحتراق
في وجهك شيء لا أعرفه
أشتاق فيه بسمة الغائبين
هم يعرفون متى يرجعون
ويعرفون مواعيد فرحي وموتي
غائبون سيأتون لأتباهى بهم
كما تباهت بابل بحدائقها المعلَّقة
أحبُّ اتساع المدى في عينيك
كأني طفلٌ لم يكبر بعد
من زوايا الشوارع في الأزقَّةِ
يرمي كلَّ الحب والغزل لجارته
التي نصبت أرجوحتها
إلى جذع الزيتونة
وتلعب بطائرتها الورَقَة
في وجهك شيء لا أعرفه
في وجهكِ شيء يتحدث عن الضياع
وعن أيامٍ آتيةٍ ستمضي
ويحكي عن ليالي الفراق
في وجهك شمس
وفي وجهي احتراق ..
أحاول ترجمة شفتيك
وكيف عيناك تتسعان لهذا الكون
وكيف ولَّت أيام العناق
ألتفُّ حول نفسي أحتضنها
فأنجب منِّي ليلاً
ومنك نهار
وجهي تناسلت منه عيوني
وجسدي أذبله الإشتياق
وكان وجهك حيث كان
يبان من تحت البحر
وعلى خد السماء
يتجلى زهراً وربيعاً
تناغماً واتّساقاً
كل شيء أراه بدمي
يتسلق مع الشوق أعالي الجبال
وينام على خرير الجداول
همس السواقي وموج البحار
كلّ شيء أراه بيدي نسيما بارداً
وأغنية تشدو وتصرخ
بغير موعد صراخ
دموع ولا دموع
في ليلٍ ليس كالليل
ونهار ليس كالنهار
تلمسني الريحُ
فينبت برعمّ الدم في حنجرتي
ويأتيني على غير موعد صباح
حين يشرقُ في عيني الضياء
فأغنِّيكِ وتغنيني
موعداً وموطناً للجراح
في وجهك شيء لا أعرفه
أرى وجهي الذي ضاع
مع الأغنية منذ زمن
وكنت غناءه الوحيد ، وصمته الوحيد
وكنت مجده الوحيد ، والمحبُّ الوحيد
في وجهك شيء أعرفه
أرى يباس روحي
وتساقط أيامي كأوراق الخريف
أحاول أن أجمعها والريح تبعثرها
أحاول أن أقف مع شجرة الزيتون
تتكسَّرّ الأغصان أو لا تتكسَّر
المسألة عندي
أن تبقي حاضرة أمامي
تبقى الأماني
ويبقى وجهك يتكرر
أنور مغنية 24 08 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق