.................
عطر محمد لطفي
.................
شجرة الزيتون
بعدما كان كل شيء هادئ واعتاد الكل على الحياة الجديدة في خضم تغلغل فايروس كورونا المجنون بين النفوس فابعدهم أكثر وأكثر، وأصبح كل واحد يجلس في بيته لا يسأل عن أحد ولا أحد يسأل عنه وحينما تحاول أن تخرج إلى الشارع تجد الأماكن العامة سادها الصمت وذلك بسبب الحظر الواقع على الكل.
وفي لحظة ازدادت درجة الحرارة وامتلأت السماء دخان فاستغرب كل من رآها من أين يأتي هذا الدخان وما سببه، لم يفكر أحد أن غابة الزيتون تحترق التي عانى الكل من سنين لكي تكبر وتعطي ثمارها أصبحت رماد، ماذا تقول؟ احترقت!!! من أحرقها كنا ننتظر ثمارها بفارغ الصبر فهي مصدر عيشنا الوحيد في هذه الحياة، تعلم جيدا أننا نعيش في تضاريس وجبال وعرة يصعب معها زرع شجرة الزيتون ورغم ذلك زرعناها واعتنينا بها ،كم عانينا لأجلها فهي بالنسبة لنا واحدة من العائلة بمثابة الابن أو البنت يا الله حرقوا قلوبنا.
حاول رجال الإطفاء ورجال الشرطة وبعض من المدنيين اخمادها لكن للاسف ازدادت سوءا بشكل فضيع لدرجة أن منهم من إحترق داخلها لم يسلم أحد من شرها.
من الذي فعل ذلك وسولت له نفسه أن يمنعنا من الرزق الحلال ، ألا يعلم أنه بهذه الفعلة الشنعاء قد أطفأ بيوت كانت تقتات من تلك الشجرة ألا يعلم أنها بمثابة الحياة لبعضنا.
الكل يستغيث من ينقذنا من هذا الكابوس؟
وما زالت النار تشتعل أكثر فأكثر ...
انتهى
بقلم الأديبة عطر محمد لطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق