الجمعة، 27 أغسطس 2021

 .................

أنور مغنية

....................



في الكون البعيد
بقلمي أنور مغنية
ندِمَت عيني حين لم تَرَها
حين عانقها الرحيل
ومضت لأحلامها
شاهدتُ الأملَ يطيرُ
كالملائكة بجناحين
بكيتُ وبكى معي قلبي
ارتجفتُ وارتجف معي دمي
حاولت أن أخرجَ
من هذا النفق المظلم
لكن روحي واصلت سُباتها
نامت فلا تصحو
سمعتُ رنين أجراس القلب
يوم كانت في محرابها
كل شيء بيديها
نفسي وأنا والزمان
كلّ شيء عندي مطر
كلّ شيء يمطرُ
السماء والعينان
والليل مطر
مطرٌ على الطريق والأيام
وفي القلب مطر
نظرتُ إلى النافذة
كي أقول وداعاً
سبقني ظلِّي ويبست يداي
خانتني اليدان
صرتُ جماداً خاليا من الذكريات
صرت كهفاً خاليا من الحياة
لا صوت من خارجه
ولا في جوفه نبضات
نظرتُ إلى السماء أريد السفر
صعقني وجهٌ أخضرٌ
مورِقٌ كأوراق الشجر
هنا كانت ، هنا مرَّت
هنا ضحكت وهنا بكَت
هنا كانت صغيرة وهنا كبرَت
مشيت ومشت معي
دموع البحر المالحة
فقد نسيت الأيام خلف الشباك
وضاعت مني الذاكرة
في كلِّ صباحٍ سأشرب قهوتها
في كلِّ صباح سأعطيها قبلتها
وأكرِّر ملايين المرَّات
بأني أحبها
وأني وإن أحرقت الشمسُ وجهي
سأرتاح في ظلِّها
هل تزورني ؟ نعم
كلَّما هبَّ النسيم على الورد
وكلَّما غنَّى البلبل لشجرة التين
وكلَّما تدفَّقَ الدم في الوريد
نظرتُ إلى الناس
في الشوارع وعلى المقاهي
ونظرتُ إلى الكروم والعناقيد
لم أرَ من الناس أحداً
ولا زوَّاراً على المقاهي
ولا الكروم تختزن النبيذ
كلهم يبسوا ورحلوا
ولا زلت أرى في السماء
ملاكاً بجناحين يطير
في الكون البعيد
أنور مغنية 27 08 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق