.................
أحسن معريش
...................
الأيقونة الشاعر الأمازيغي
"سي محند أو محند"
---
كيف لا تتولّد الزّأمرة
عن من أُلهِمَ جوامع الكَلِمْ
ينظم قريضاً
القريحة ملهمة
القافية تناديني
لا مندوحة عن القصيدة
أشهر من نار على علم
منذ القرون الغابرة
في القرون المعاصرة
قصائدك محفوظة
تتناقلها الألسنة
كم فيها من مقلد و أمثولة
أنطقك الأسى
بكلمات موزونة
كأنها خارجة من قالب
تحدّثنا عن الحوادث الماضية
هموم و محن
تجشَّمتها بسبب الأمة
هائم على وجهك على الدوام
من دون مؤونة
رفيقكَ الأفيون
كلما تجاوزت رَبوة
تنتقي لها الكلمة
قصيدتك بصيرة
وضعت كلمات
عمّا يشغل الناس
من دون تكلّف
بعقيرتك الجهورية
على المسامع تلقي
الحقائق المرّة
قيود الكلام كسّرت
بمصداقية فذّة
من دون خوفٍ
كلماتك موزونة
أمورا شتى تناولت
الضارة و النافعة
كسّرت قيود الكلام
جعلته منطقة محايدة
كسّرت حتى الأغلال
في الأمة القبائلية
في بعض المسائل
المغفلة و المحرجة
البُجْرة فضحت
و عنها كشفت النقاب
للعامة بيّنتها
إلى العلن أخرجتها
قرأْناها في قصائدك
لنفضها آن الأوان
أي طريق لم تسلكه
أنت الرحّالة
ليلا أو نهارا
خُضت في كل مسألة
بالقرى حينما تمر
في القِرَّةِ و السَقْرةِ
من الجزائر حتى تونس
طويل هو مشوارك
هموم شتى
لك كل مكان مَرْقَد
عشت في فقر مدْقع
الشقاء بجرّتك غضّن
أسفار من دون مجير
بل مع الأزعر في الرفقة
كَسروا شوكتك
تجرَّعت الشقاوة
كالصدفة تشيل
أودة ثقيلة
نبوءتك تحققت
اليوم نحن نعيشها
وددتُ لو ترى
المغبة التي أفضينا إليها
لينشرح صدرك
عرّاف منقطع النظير
في المستقبل البعيد متبحّرٌ
صَدقت فيما أبلغت عنه
بالنسبة لمآل الأمور
بشعرك البصيرة تتفتح
قمراء الليل أنت
لكل زمان رجال
لكل أمة علماء
مستودع أمالنا أنت
لما في قصائدك
يبحث المثقفون
عثرنا على دفينة
أسوتنا أنت
قدوة زدناها استقامة
بما يليق و ينبغي
تضافرت الجهود بوفرة
في الكتب دونناها
على غرار الأمم المتعاقبة
فضلا عن تسجيلها
في الصور المرئية
سيرتك أصبحت فيلما
إلى الأبدية
نريد أن نراك
أن ننساك استحالة
نجمتك تلازمنا
بنورك أشرقت اللعاعة
ترسَّمك العالم
بحروف ذهبية كتب إسمك
سرْمديا في كل اللّغات
مرّ قرن عليك
في دهليز الطمأنة مدفون
نترحم عليك
يا صاحب الأفكار السديدة
قصائدك تصدح
في كل مناسبة
مُنِحت التشريفات لك
دُشِّنت تماثيل بوفرة لك
عند الأجانب أيضا
قريضك مدرسة
في كنف الأجيال الصاعدة
نحيا إلى الأبدية بفضلك
غنوا و كتبوا عنك
منحوك حتى القيافة
لا ينقصها إلىّ النطق
نتمعن أبدا
في فحوى رسالتك
زوّقناها بالقافية
شاهد على عصرك
و على أمّتك
لمن أراد أن يفهم
سيبقى شعرك
فضلا عن سيرتك
لمن أراد أن يتعلّم.
أحسن معريش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق