الأحد، 1 مارس 2020

...............
عبدالوهاب الجبوري
............




للأهمية نعيد نشر الحديث الذي أجرته عام 2009 إذاعة فلسطين مع الباحث الدكتور عبدالوهاب الجبوري حول إعداد جيل معافى ..
أعد اللقاء الأستاذة ريمة الخاني ( مديرة موقع فرسان الثقافة ) وأداره الإعلامي المذيع المتألق الأستاذ احمد زكارنة ضمن برنامج حوارية مع ضيوف نحترمهم ..
دار الحديث بداية حول الشباب/ الاشبال والمشاكل التي يعانون منها وتبين من الحديث ان هناك نقصا فادحا في الشبكة العنكبوتية للنصوص الموجهه لهم فعلا ، ووجد ان هؤلاء يتجهون غالبا للألعاب الرياضة او للاتجاه الديني وكلها محمودة بشرط الإشراف وعدم المغالاة فيها. وقالت الدكتورة الخاني : أين نتاجنا كأدباء ومفكرين ومثقفين لهذا الجيل وتحديدا للأشبال في مجال العلوم والتقنية والصناعة دعوة وتحفيزا وتعليما ؟ بصراحة: نحن بحاجة لفكر علمي لا أدبي: ما هي الكتابات الموجوده في الساحة الثقافية ؟وما دور النشر في ذلك؟. من الكتاب الذين تكلموا عن هذا الموضوع ؟ و من هو الكاتب القادر على الطرح السليم لهذه السن المهمة؟ وما هي العوامل التي تساعدنا على ان نحث الكتاب لكي يقدموا لنا مانحن بحاجة له فعلا ؟ هل هي المادة فقط؟ الدافع الثقافي؟ المسابقات؟ التشجيع؟كلها سواء؟
وجاء في الحديث ايضا انه تم البحث عبر الشبكة والواقع فما وُجد الكثير وان الموضوعات تركزت غالبا على المواد الدينية في اغلبها, وخواطر ونصوص متفرقة , لم ترق للمستوى المنوط بها واغراض وجدانية لم تحمل هم القضية وهذا بحد ذاته الما اخر.

استضافة الباحث الدكتور عبدالوهاب الجبوري

وقالت الدكتورة ريمة الخاني : نحن هنا ( في موقع فرسان الثقافة) نشكر إذاعة فلسطين من غزة جزيل الشكر للاهتمام واخص بالذكر الأستاذ /احمد زكارنه ، وقد استضفنا من موقعنا الأستاذ الباحث عبد الوهاب الجبوري والشيخ خضر شحرور وإذ نشكرهما في هذا المقام نقتبس من المداخلات ما خدم الموضوع فربما قدم جديد . باختصار نريد جيلا ذو تفكير علمي بالدرجة الأولى ، وقادر ايضا على الإمساك بزمام قضيته تفكيرا أولا عمليا ثانيا تنفيذيا ثالثا ، وكل له مراحله وتخطيطاته المهمة .
ثم بدا الحوار مع الأستاذ الباحث الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري – والدكتور عبدالوهاب أستاذ جامعي تخصصه العلمي في اللغة العبرية والأدب العبري واللغات السامية وتخصصه العام الشؤون السياسية والعسكرية والفكرية وخاصة القضية الفلسطينية فهو باحث ومفكر عربي معروف نجلّه ونحترمه - حيث شكر في البداية إذاعة فلسطين من غزة على هذه الفرصة للتحدث عن موضوع مهم وشكر أيضا الاستاذة ريمة الخاني التي قامت بترتيب اللقاء وإعداده والتحاور إلى جانب الأستاذ الزكارنة ، ثم تحدث عبر الهاتف ( الموبايل) من مكتبته الخاصة في مدينة الموصل وأجاب على أسئلة الأستاذ الزكارنة ومداخلات عدد من أساتذة علم النفس والاجتماع الذين شاركوا في اللقاء سواء عبر الهاتف او من كان منهم موجودا في الأستوديو وكانت إجابات الأستاذ عبدالوهاب مهمة وعلمية ودقيقة ومفيدة جدا ، وفيما ياتي خلاصة لها :
أود أن أشير في بداية حديثي إلى ان هناك جيلا يمضي وجيلا يعيش حاضره وجيلا يعمل لمستقبله ونحن بين حاضر وماضي لابد أن نقف طويلا عند التحديات التي تواجه جيل المستقبل وحتى لا نتركهم لمهب الريح علينا كأفراد وكمؤسسات ومثقفين ومتخصصين وأساتذة ومسئولين أن نضطلع بدورنا – وكل من موقعه وإمكاناته وقدراته – بمهة توجيه وتوعية هذا الجيل وتحصينه فكريا وثقافيا وبدنيا وبالتالي تحصينه ليكون قادرا على مواجهة التحديات المسمومة والثقافات الدخيلة والغربية والصهيونية على وجه الخصوص ...
فالشباب يعيشون اليوم مرحلة صعبة من التمرد على الأصول الفكرية والثقافية والدينية في ذاتهم كما هي في مجتمعهم ، فهم بين قيود قيمية محددة لسلوكهم وبين قيم تبثها الثقافة الوافدة في كل مجالات الحياة والبيئة والثقافة والإعلام والتربية والسلوك الفردي والجمعي ، وفي مواجهة هذا الواقع كان لابد لنا ان نتوقف طويلا عند الحالة التي يعيشها الفرد بين ذات تشده الى الحياة وملذاتها ، بما تراه عيناه وتسمعه أذناه من أخبار وصور متعددة الألوان والاتجاهات وبين مؤثرات تجذبه بقوة نحو تخطي هذه التحديات لبلوغ النضوج الفكري وقبول التحدي أي تأثير سلبي فتعلو همته نحو القيم العالية بما تتطلبه من مقومات جذرية لتأسيسها ..

ثلاث مراحل تربوية مهمة

ومن خلال تجاربنا الذاتية وحياتنا في مجتمعاتنا العربية يمكن القول أن المسالة التربوية تمر بثلاث مراحل أساسية متتابعة ومكملة لبعضها من حيث التلقي والمادة الفكرية التي يبدأ باستيعابها تباعا وحسب تطوره العمري والفكري والعلمي ، هذا اذا اردنا طبعا للتربية أن تعطي ثمارها ونحصن جيلنا للوقاية من تلك الثقافات الدخيلة والغريبة والمسممة للعقول والقيم والمبادئ فعلينا أن نبدأ من الطفولة ..
وهذه المراحل هي البداية وتتمثل بالبيت والمدرسة والبيئة ثم مرحلة التطور فالنضوج حيث يصبح عندها جاهزا للاستيعاب والتمييز بين الغث والسمين وقبول التحدي وممارسة دوره القيادي كما سنتحدث عن هذا لاحقا ..
فمرحلة البداية هي الأهم وربما الأخطر .. واعني مرحلة البيت والمدرسة .. ففي هذه المرحلة الحساسة جدا في حياة الطفل والذي يكون فيها مستعدا للتلقي .. يجب أن يتزود الطفل بالمعرفة والثقافة على قدر استيعابه وفهمه كمبادئ أولية تترسخ في الذهن وطبعا تكون مستمدة من قيمنا العربية والإسلامية .. وهذه الجرعة من التوعية إن صح التعبير سيعتمد عليها الكثير من ثقافة الطفل وتربيته مستقبلا عندما يشب ويكبر .. وهذا يمكن تشبيهه بالجرعة العلاجية الطبية التي تحصن الطفل من الأمراض عندما يكبر . .
في هذه المرحلة أيضا يجب أن يخضع الطفل للتوجيه ومتابعة ما يقرا وما يجري تلقينه من مفاهيم وقيم تربوية وأسس سليمة واعية ترسخ في ذهنه .. وتشمل معلومات هذه المرحلة طيفا منوعا وأوليا من الثقافة والمعلومات والمفاهيم في مختلف المجالات الفكرية والتربوية والعلمية وعلى قدر استيعابه لها .. وهنا أركز على إبعاد الطفل في هذه المرحلة وزجه في أفكار وعلوم فلسفية معقدة لان عقله سيكون غير قادر على استيعابها في هذه الــــسن المبكرة ..
بعد هذه المرحلة ومع مرور الزمن وزيادة وعي الإنسان وتطور أساليب التلقين والتوعية والتثقيف وزيادة شمولية المادة الفكرية ،فأنني أرى ان يستمر التوجيه والإشراف كي يبدأ التحول من مرحلة البداية إلى مرحلة البلوغ والنضوج ، وخلال هذه الفترة يتوسع مجال التلقي ليشمل كل العلوم والمعارف وخاصة تلك المستمدة من حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا مع حجم معين من دراسة ومتابعة العلوم والمعارف العالمية لتوسيع دائرة الاطلاع والمعرفة والمقارنة دون التأثر بها سلبيا ، خاصة وان هذه العلوم فيها المفيد والمسموم والتضلي والتشويه والمسرب لاغراض مقصودة وقادرا على التحكم في وصوله مرحلة البلوغ والنضج الفكري تتوسع دائرة تلقيه وثقافته كما ونوعا لتكتمل عملية تحصينه فكريا وثقافيا .. طبعا كل ما اشرنا إليه يكون عن طريق الجهد الذاتي والتوجيهي الخارجي على حد سواء ..ومتى ما تولدت لدى هذا الإنسان الرغبة الحقيقية والجادة في حبه للمطالعة والتثقيف والتلقي لكل أنواع الثقافة والعلوم عن رضا وقناعة وخاصة ما يتعلق بموضوعات الثقافة الإيمانية والحضارة العربية الإسلامية والعلوم المعاصرة والثقافات المختلفة بكل اتجاهاتها ومساراتها يكون قد احدث تحولا في مسيرته الثقافية والفكرية والإيمانية لينفتح على ثقافات العالم وآدابه وفنونه وينهل منها الثر والمفيد ويتنبه للزبد منها وبالتأكيد سيكون واعيا وحريصا لهذه الجانب بعد بلوغه هذه المرحلة من النضوج والتلقي والاستيعاب كونه سيكون مسلحا بفكر عربي إسلامي وثقافة عربية إسلامية علمية معاصرة ومنوعة دون خشية من السقوط في كمائنها وبهرجتها وأساليب تضليلها وأطرها الجذابة لأغراض معروفة ..
والشيء الأخر هو أن ما سيكتسبه هذا الإنسان من معرفة وثقافة سيعينه على تشخيص الخلل والهموم والتخلف في المجتمع العربي ومتى ما شخص هذا الخلل سيكون قادرا على معالجته بما يمتلك من خزين فكري وعقائدي رصين ينطلق من اعتبارات وحدة الأمة وأصالتها فكرا وثقافة وحضارة وقدرتها على مواجهة عناصر تخلفها ومسبباته والعمل على خلق الكيان الفكري العربي السليم المؤطر بأسس إسلامية ، كيان فكري سليم موحد ومعاصر وشامل ومتكامل ينهل من منهل فكري وفلسفي سليم متناسب مع روح العصر .. كيان فكري أنساني يشع بنوره على العالم ولا يبقى محصورا في أطره الضيقة المنغلقة ..
وبالطبع عندما ننظر لمراحل تثقيف الفرد ونشأته كوحدة ثقافية عربية رمزية فإننا ننظر للجماعة بنفس النظرة والمنهج وبالتالي ننظر للأمة ككيان شامل متكامل ..

الشبكة العنكبوتية

يكاد يتفق معظم الباحثين في هذا الموضوع - ومنهم المتكلم - على أن الشبكة العنكبوتية عبارة عن خطة لتوحيد المصادر المعلوماتية للمعاهد التعليمية ، والمؤسسات العامة والخاصة ، والأعمال التجارية في كافة أنحاء العالم . فالشبكة العنكبوتية هي المكان الأكثر شيوعاً لزيارته من خلال الإنترنت ، ويتألف الموقع العنكبوتي من صفحة واحدة أو مجموعة من الصفحات تحتوي على نصوص وصور ومحطات ربط خاصة بتخزين المعلومات والبرامج بمختلف أنواعها ، ولكون هذه الصفحات مترابطه و تحتوي على فهارس ومراجع مترابطه ، فإنها تسهل عملية الحصول على المعلومات من عدة بلدان مختلفه خلال ثواني قليله. وتتمتع الشبكة العنكبوتية والإنترنت الذي يعتمد عليها باستقلالية الحدود الجغرافية والسياسية ، وهنالك الملايين من المواقع على الشبكة العنكبوتية على وجه التقريب والتي يمكن الوصول إليها باستخدام برنامج على الحاسوب يسمى (متصفح الشبكة العنكبوتية) ..
مزايا الشبكة العنكبوتية :
1 . تحتوي على مصادر كثيرة ومتنوعة من المعلومات عن كل العلوم والمعارف في شتى المجالات يمكن الاستفادة لشتى الأغراض ..
2 . قد تشكل مكانا للتسلية والترفيه نظرا لتوفر أنواع اللعب والموسيقى والفنون وأفلام الفيديو وممارسة الهوايات المختلفة ...
3 . فرصة استحداث مواقع شخصية ، حيث يمكن نشر كل النتاجات والكتابات والمؤلفات الشخصية المختلفة ..
4 . وسيلة تعارف وتبادل الآراء والأفكار من أناس لهم نفس الاهتمامات ..
بالإضافة إلى فائدة الشبكة العنكبوتية هناك محاذير وسلبيات يجب ملاحظتها والحذر منها أبرزها :
1 . تستخدم بعض المواقع معلومات مضلله وغير دقيقه وإشاعات مغرضة لأهداف مسمومة وتخدم جهات معينة قد تعمل لصالح أجهزة مخابرات معادية ..
2 . تبث مناظرا وصورا لا أخلاقية ومواد جنسية أخرى من اجل تخريب القيم والمبادئ والعادات والتقاليد العربية والإسلامية ..
3 . تهديد الحرية الشخصية من خلال المواقع التي تقوم بطلب المعلومات الشــــــــــــخصية لحجج وأغراض وهمية : مواقع تنمي الكراهية كالتمييز العنصري والعرقي ..
4 . ترويج نشاطات غير صحيحة وغير اجتماعية مثل تعاطي المخدرات والكحول ولعب القمار والانضمام لمجموعات القتل والعنف والمافيات ..
5 . مواد تحتوي على عنف ومخاطر وأعمال غير قانونية وغير شرعية مما تشجع على الجريمة والقتل والاعتداءات وكل ما يعرض امن وسلامة المجتمع للخطر من أي نوع كان ....
أما عن البريد الإلكتروني فالمعروف شكلياً بهذا الاسم بطريقة تشبه إلى حد كبير البريد العادي ولكن دون أي استخدام للورق والجهد الإنساني. ويستخدم كوسيلة لإرسال النصوص الكتابية أو البيانات الأخرى من شخص لآخر عن طريق الإنترنت. حيث يصل البريد الإلكتروني خلافاً للبريد العادي في اللحظة التي يتم إرساله فيها بغض النظر عن المسافة التي تفصل المتراسلين. ويعتبر الطريقة الأكثر شيوعاً للاتصال بين الأشخاص عبر الإنترنت، كما انه يوفر للمستخدمين إمكانية إرسال ملفات الكمبيوتر بكافة أنواعها كالمقالات والصور والرسوم والبحوث والدراسات وغيرها .. ويعتبر البريد الإلكتروني إحدى الطرق الرائعة للاتصال الخطي مع العائلة والأصدقاء والمدرسين والزملاء إذا ما تم التعامل معه بطريقة جيدة ..

خلاصة الرأي حول الشبكة العنكبوتية

بات من المؤكد ان الشبكة العنكبوتية قد سيطرت على مظاهر كثيرة من حياة الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم الاجتماعية، بل وأصبحت أحد أهم المراجع الرئيسة لتلقي المعلومات والبحث عنها، وهي قد تُعدّ -إلى حد كبير- أحد المصادر الرئيسة لكثير من المراكز العلمية، وما تحتويه من باحثين ودارسين ، وكل يوم تنتج الشبكة المعلوماتية من المميّزات والخدمات ما يشعر معه المستخدم بأنها تمثل بالنسبة له جزءاً لا يُستهان به من حياته، بل ومن يومه أيضا ..
باختصار الشبكة العنكبوتية أصبحت وسيلة مهمة وضرورية في وقتنا الحالي، لا تقل أهمية عن أي من الوسائل الأخرى ، وفوائدها كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ولكل شخص استخداماتها المتنوعة والخاصة ،وابرز فوائد الشبكة : عملية البحث والحصول على المعلومات بسهولة، تعلم العلوم ونشرها، تطوير الذات ، الحرية في إبداء الرأي، إقامة نوع من العلاقات الإنسانية والاجتماعية والفكرية والثقافية وغيرها من الأنشــــطة والفعاليات التي بدأت تشغل بال الإنسان والمجتمع في العصر الحديث ، مع ملاحظة الجوانب السلبية التي اشرنا إليها سابقا وتجنبها قدر الإمكان كي يتقي الإنسان شرورها ويحصن نفسه ويجنب الوقوع في مطبات خطيرة قد تؤثر على فكره وأخلاقه ومستقبله سلبا .. أما بالنسبة لي شخصيا فاني استخدامي لهذه الشبكة مهما في حياتي وان الدخول إليها واستخدامها وتصفحها والاستفادة منها يأخذ مني وقتا مهما من يومي ولكنه ليس وقتا مهدورا أو ضائعا بسبب المعطيات الايجابية التي تمكنت من أدائها من خلال كتاباتي وبحوثي ومساهماتي العلمية والبحثية المختلفة وتبادل الآراء والمناقشات والاطلاع على الكثير من مصادر المعرفة مما لم نكن نتمكن من الحصول عليه لولا هذه الشبكة خاصة عندما كنا في فترة الحصار الجائر على العراق خلال 13 عاما حيث منع عنا كل شيء ومن ذلك الكتب ومصادر المعلومات المختلفة ولم يكن متيسرا أمامنا سوى الانترنيت ..

صناعة القرار تبدأ من الصغار

ويستمر الباحث الدكتور عبدالوهاب في حديثه عن تربية جيل معافى فيأتي على موضوع مهم هو كيفية تعليم الناشئة صناعة القرار منذ الصغر فيقول مستعرضا ابرز ما كتب عن هذا الموضوع :
إن من أهم الصفات القيادية التي يحوزها الناجحون في هذه الحياة هي "صناعة القرار" ,ومن غير هذه الصفة لا يمكن الوصول للأهداف ,و لا يمكن النجاح في جميع المهام الملقاة علينا في هذه الحياة..وكما أن هذه الصفة تعتبر من الصفات الأساسية للشخصية القوية الناجحة,كذلك فإن الضعف باتخاذ القرار يعتبر من أسوأ الصفات في الفاشلين في هذه الحياة.
و"صناعة القرار" ليست دواء يعطى علي جرعات فيتحول المرء من متردد ضعيف إلي متخذ وصانع قرار,بل لابد من تنشئة الإنسان منذ نعومة أظافرة علي هذه الصفة,حتي تكون طبعا فيه,ويطورها كلما توغل في هذه الحياة,وزادت سنوات خبرته.
الدكتور فيرنون جونسون تناول هذا الموضوع المهم والشائق في كتابة الحديث كل شئ تريد معرفته عن الإدمان) ولخص(صناعة القرار) عند الأطفال في عشر نقاط تعتبر من أفضل ما كتب في هذا الموضوع: ( انظر د. فيرنون جونسونفي كتابه “Chemical dependence” الخطوات العشرة لتنمية صناعة القرار عند الاطفال ودمعة العراق – منتديات البارز ) :
1 . القدوة بصناعة القرار:تحدث مع الأطفال عن القرارات التي واجهتك في الحياة,واشرح لهم الخطوات التي اتبعتها.
2 . كن مصدرا لصناعة القرار:بدلا من إعطاء الأطفال الحلول والتوجيهات,لأننا نعرف ما هو الأفضل,يجب أن نقوم بدور المصدر أو المستشار لمساعدتهم في القيام بالخطوات الأربع لصناعة القرار وهي:
-تعليمهم نتيجة التأثيرات للشئ الذي سيختارونه علي المدى الطويل.
-تعليمهم كيفية تقويم هذه النتائج والتأثيرات وما يترتب عليها علي المدى الطويل.
-الصبر والتدريب علي تعليمهم كسب هذه المهارات لأنه ليس مكن السهل أن يهضم الطفل عملية اتخاذ القرار علي هذه الأسس.
-نحتاج إلي ما هو أهم من الصبر,وهو استمرار التفكير بطرق عملية لتعليم أطفالنا هذه المهارات.
3 . ماذا لو؟:شجع الأطفال علي البحث عن العواقب والحلول الأفضل بطريقة "ماذا لو؟"وعلي سبيل المثال يقول الطفل لنفسه ماذا لو سألت كذا وكذا,أو حدث كذا وكذا..أي تعليمه قانون الاحتمالات.
4 . إعطاء فرصة للخطأ:فنحن لا يمكن أن نتعلم كيف نقود العجلة إذا تجنبنا خطورة الوقوع عدة مرات,لذلك يجب إعطاء الأطفال الفرصة لبعض الخيارات التي لا توافق أنت عليها.
5 . مجاميع الأطفال:شجع أطفالك للدخول في مجاميع أطفال,أو الدخول بأنشطة يومية تتيح لهم فرص صناعة القرار,ومساعدة غيرهم لصناعة القرار.
6 . ابحث عن الفرص:ابحث عن الفرص التي تستطيع من خلالها التحدث عن صناعة القرار لأطفالك,خاصة في الأجواء الخالية منت الخطورة,حيث لا يترتب أي خطورة عند اتخاذ قرار خاطئ مثل بعض البرامج التليفزيونية والأفلام,والكتب المسلية و المضحكة والصحف اليومية كل هذه الوسائل تعرض الكثير من الفرص لخيارات متعددة اتخذها الآخرون.حاول أن تسألهم عن تلك القرارات_إن كانت صحيحة أو خاطئة_واستمع منهم لما يبدونه من وجهات نظر,و اقتراحات لأنواع من قرارات سيتخذونها لو كانوا مكان أشخاص تلك المسلسلات.
7 . التشجيع:اهتم بالنتائج علي المدى البعيد لما يقوم به الأطفال,وشجعهم بالهدايا وباقي المكافآت لتكملة ما يقوم به من المشاريع والأنشطة التي بدأو بها,ذلك لأن كثيرا من الأطفال يبدأ بحماسة عظيمة لا تلبث أن تخمد.
8 . المساعدة بمشاريعهم:في الحقيقة إن العمل جنبا إلي جنب مع الأطفال في مشاريعهم يحتاج للكثير من المعاناة,و الصبر حتي إتمامها,ولكن لابد من مساعدتهم في بداية مشاريعهم,و ذلك عن طريق سؤالهم عن أفكارهم لإتمام هذه المشاريع و عن طريق إفساح المجال لهم بصناعة خيارات صعبة كاختيارهم للمواد و الألوان.
9 . تجنب صناعة القرار:لا بد من تجنب اتخاذ قرارات من المفروض اتخاذها من قبل أطفالك: كنوعية الملابس التي يريدون شرائها,و توفير المصروف اليومي,أو شراء شئ به وإن كنا نعرف ما هو الأفضل لهم,ولابد من إدراك أنه ليس من المجدي التدخل في الخيارات التي تقع من ضمن مسؤولياتهم,حيث إن هدف الأبوين بعد كل ذلك هو تربية الأطفال لمواجهة الحياة بحقائقها,لذلك لابد لنا منت إشراكهم في ظروف تؤهلهم لتعلم مهارات الحياة,والتي سوف تساعدهم علي التعامل الفعال مع جميع الظروف اليومية.
10 . لا تحاضر:لا تحاضر و إنما استمع,فقاعدتنا في عمليات"صناعة القرار" عند أطفالنا هي أن نكون مصادر ومراجع ذلك لأن الأطفال يتعلمون بالعمل.
هذه الخطوات العشر في تنمية(صناعة القرار عند الأطفال) من الأمور الأساسية لصياغة الشخصية القوية لأطفالنا لتلافي الصفات السلبية التي تكثر لديهم بسبب عدم العمل بهذه الخطوات العشر، و التعامل مع الأطفال كالعرائس الخالية من الأرواح، نحركها كيفما نشاء، ومتي نشاء، وأينما نشاء لذلك كثر عندنا الأطفال ، من نوعية، اقرب إلى المعاقين منهم إلى الأصحاء ، يعتمدون في كل شئ في حياتهم على والديهم وخادماتهم .

إذاعة فلسطين من غزة – حزيران 2009
نقلا عن موقع فرسان الثقافة باشراف الدكتورة ريمة الخاني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق