الثلاثاء، 31 مارس 2020

..............
عاهد الخطيب
............



بين سقراط وأحمد شوقي
الفيلسوف اليوناني سقراط عاش في عصر من التردي السياسي الذي لايقبل الفكر المختلف, وكان سقراط بدوره يعمل على زيادة منسوب الوعي الفلسفي لدى الجمهور, مما اثار سخط السلطات وتم تخييره في ان يتراجع عن فكره او الموت. ان الموت الفكري اصعب بكثير من موت الجسد واختار ان يتناول كأس السم بيديه ولثمه كقبلة عاشق في مشهده الاخير. وتناول امير الشعراء احمد شوقي هذه المشاهد وصاغها شعرا رائعا يجسد عظمة الموقف:
ذَهَـبَ الَّـذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِسـتَـعـذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا
فـي عـالَـمٍ صَـحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً
بِـالـفَـردِ مَـخـزوماً بِهِ مَغلولا
صَـرَعَـتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت
مِـن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا
سُـقـراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ
شَـفَـتَـي مُـحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا
عَـرَضـوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ
فَـأَبـى وَآثَـرَ أَن يَـمـوتَ نَبيلا
إِنَّ الـشَـجـاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ
وَوَجَـدتُ شُـجعانَ العُقولِ قَليلا
إِنَّ الَّـذي خَـلَـقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً
لَـم يُـخـلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا
وهكذا أسدل الستار على حياة فيلسوف زهد في الحياة فوهبت له الخلود.
-عاهد الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق