ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

..............

: محفوظ البراموني:

.....................

علمني يا حكيم الزمان ..

جاءني متسائل ..
مطأطئ الرأس ..
مرتعش الحس ..

قلت له ما بك ؟؟
لم يرد !!
ماذا تريد ؟؟
لم يرد !!

نظرت ..
ل عينه ب نظرة ثاقبة ..
ل أرى ما يخيفه لسانه ..
قرأت السؤال ف العين ..
التي لا تكذب و لا تتجمل ..

قال لي ..
علمني ماذا علمتك الحياة ..

نظرت اليه ..
و قلت إسمعني و لا تقاطعني ..

علمتني حياتي ..
أن لا أحزن إن جاءني أي ضربه من الخلف ..

لا أكن مثل طير (مالك الحزين) ..
هذا الطير العجيب الذي يغني أجمل الألحان ..
وهو ينزف ..
ف لا شيء ف الدنيا يستحق أن تنزف ..
و تشاهد دمك يتساقط ع الأرض ..

علمتني حياتي ..
إذا حضر الشتاء و حاصرتك تلال الجليد ..
أن أغلق الأبواب و الشبابيك جيدا..
و أنتظر قدوم الربيع حتى و لو تأخر ..
و أفتح النوافذ ل نسمات الهواء الطبيعية ..
و اداعب ب أناملي شمس النهار ..
حتى تلقى ب خيوطها ع الأنهار ..
و تقتحم النوافذ ف كل الأنحاء ..
و تجعل الأيام كلها نقاء و بهاء ..

علمتني حياتي ..
أن اكون ..
ناعم الحس ..
ك أوراقها ..
صلب المبادئ ..
ك جذورها ..
خشن الشخصية ..
ك ساقها ..
طيب القلب ..
ك طيبها ..
عطر المشاعر ..
ك عطرها ..
أن أكون ك التربة الخصيبة ..
أعطى من يزرع فيها ..
ثمرات طيبات ..
أشجار خيرات ..
زهرات عاطرات ..

علمتني حياتي ..
أن اكون ..
عفيفا ..
راضيا ..
شاكرا ..
حامدا ..
ساجدا ..
أرتدي ثوب الطهر و العفاف ..
دون نفاق ..
و بلاء ..
و شقاء ..
أبتعد عن ثوب النجاسة ..

أرضى ب القضاء ..
و القدر و المكتوب ..
أجعل قلبي مدينة ..
مبنية ب نور الطوب ..
بيوتها محبة ل كل الناس ..
و مشاعر و إحساس ..
شوارعها العفو و التسامح ..
مضيئة ب الألماس ..
أن أعطي و لا انتظر الرد ..
إلا من رب الناس ..

علمتني حياتي ..
أن اكون ..
أولا ..
صادقا حتى يفهمني الأخرين ..
أسعد ب دعوة البني آدمين ..
ثانيا ..
لا أندم ع فعل الشيىء الجميل ..
إذا خذلني الإنسان العليل الغير الأصيل ..

س أجد دائما و أبدا ..
الأمل و التفاؤل رفقائي ف حياتي ..

قام المتسائل ..
رافعا رأسه ..
يبتسم إبتسامة هادئة ..

و قال لي ..
أنها صفات الملائكة ..
هل أنت ملاك ؟؟

قلت له ..
الملائكة لا تعيش الأرض ..
أحاول فقط ان أعيش انسان ..

تركني المتسائل و إختفى و غادر المكان ..

هذيان قلم :
: محفوظ البراموني: