..........
كاتب زغلول، مبارك البحري
...........
لاَ تَحْسدْ
بَلغَ الْكَاتِبُ، وَفَصُحَ لِسَانُهُ، وَحَسُنَ بَيَانُهُ، بِمَا بَذلَ نَفْسَهُ وَنَفِيْسَهُ فِي تَعْرِيْفِ الْحَسَدِ 🙅♂️
وَمَا الْحَسَدُ ؟
حَمْدًا لِمَنْ أَمَرَنَا بِالاِسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ
لَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )
وَصَلاَةً وَسَلاَما عَلَى مَنْ أَخْبَرَنَا بِحَالِ الْحَسَدِ
وَأَنَّ التَّجَابُبَ ينْفِيْهِ، وَالسَّلاَمَ يَبْعَثُ عَلَى التَّجَابُبِ، فَيَصِيْرُ السَّلاَمُ إِذَا نَافِياً لِلْحَسَدِ
إِنَّ هَيَّانَ بْن بَيَّان هُوَ مَنْ كَانَ طَبْعُهُ الْحَسَدَ مِنْ حَيْثُ يحْسدُ إِذَا رَأَى الْخوْرَى فِي أَخِيْهِ. نَعْلَم مِنْ هَذَا الشَّأْنِ أَنَّ النَّاسَ حَاسِدٌ وَمَحْسُوْدٌ، وَلاَغَرْوَ إِذْ لِكُلِّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُوْدٌ
ولا تكن غَاضِبا عَلَى مَنْ حَسَدَكَ، بَلِ اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الْحَسُوْدِ، لِأَنَّ صَبْرَكَ يُقَاتِلُهُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَيْكَ لِلْإِرْشَادِ
وَلِأَنَّ اللَّهَ يُعَاقِبُهُ عَلَى حَسَدِهِ إِيَّاكَ بِعَذَابٍ شَدِيْدٍ
وَأَنَا أُنَفِّسُ فِي أَنْ أُبَيِّنَ لَكَ مَعْنَى الْحَسَد
مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّه بِهِ فِي السَّمَاءِ، مِنْ حَيْثُ حَسَدَ إِبْلِيس آدَمَ بِحَسَدِهِ الْعَضدِ
وَهُوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّه بِهِ فِي الْأَرْضِ، مِنْ حَيْثُ حَسَد قَابِيْل هَابِيْل حَتَّى قَتَلَهُ بِالْعَمدِ
وَقَدْ قِيْلَ عَمنْ لَمْ يَرْض بِقَضَاءِ اللَّهِ لَمْ يَسْخَطْهُ أَحَدٌ، وَمَنْ قَنَعَ بِعَطَائِهِ لَمْ يَدْخُلْهُ حَسَدٌ، لِأَنَّ الْاِقْنَاعَ خَيْرٌ مِنَ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ بِلاَ فَندٍ 👌
يَجْعل الْحَسَدُ صَاحِبَهُ عَلَى أَنْ يَصِيْرَ مَعْرُوْفًا سَيِّئَ الْخُلْقِ مِنْ حَيْثُ يَتَخَلَّقُ بِمَا يغضبُكَ، وَلِأَنَّهُ خُلْقٌ قَبِيْحٌ وَدَنِيْءٌ حَيْثُ يَتَوَجَّهُ نَحْوَ الْأَكْفَاءِ، وَالْأَقَارِبِ، وَيَخْتَصُّ بِالْمُخَالِطِ وَالْمصَاحِبِ حَيْثُ تَكُوْنُ النَّزَاهَةُ عَنْهُ كَرَمًا، وَالسَّلاَمَةُ مِنْهُ مَغْنَمًا
وَأَنَا أُعْطِيْكَ دَوَءً الَّذِي تُعَالِجُ بِهِ الْأَمْرَاض خَاصَة الْحَسَد 💔 وَاعْلَمْ قَبْلَ ذَالِكَ أَنَّ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، وَذَاكَ الدَّوَاءُ هُوَ، قِرَاءَةُ الْمَعُوْذَتَيْنِ عَلَى نَفْسِكَ، وَالصَّلاَةُ، عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ، وَذِكْرُ اللَّهِ كُلَّمَا رَأَيْتَ مِنْ نَفْسِكَ أَوْ غَيْركَ شَيْئًا تَسْتَحْسِنُهُ، أَوْ شَعرْتَ أَنَّكَ تَحْسدُ غَيْرَكَ حَتَّى لاَ تَحْسد غَيْركَ دُوْنَ قَصْدٍ مِنْهُ. وَاعْلَمْ أَنَّ نَظْرَةَ إِعْجَابِكَ بِشَيْءٍ هِيَ مِفْتَاحُ الشَّيْطَان لِأَنَّهُ يعْملُ بِزوَالِ النِّعْمَةِ وَلاَغَرْوَ إِذْ بَحَسَبِ فَضْلِ الْإِنْسَانِ وَظُهُوْرِ النِّعْمَةِ عَلَيْهِ يَكُوْنُ حَسَدُ النَّاسِ لَهُ، وَإِنْ كَثُرَ فَضْلُهُ كَثُرَ حُسَّادُهُ، وَإِنْ قَلَّ قَلُّوا لِأَنَّ ظُهُوْرَ الْفَضْلِ يُثِيْرُ الْحَسَدَ، وَحُدُوْثَ النِّعْمَةِ يُضَاعِفُ الْكَمَدَ
وَوَاهًا لِمَنْ يحْسُدُني، وَبِمَا نَسِيَ أَنَّ الْحَسُوْدَ لاَ يَسُوْدَ، وَأَنَا لاَ أُبَالِي بِحَسَدِهِ إِيَّايَ إِذْ لَسْتُ أَوَّلَ مَنْ يحْسدُ فِي الْأَرْضِ. وَقَدْ قَصَّدَ الشَّاعِرُ شِعْرَهُ
مِنْ حَيْثُ قَالَ،
إِنْ يَحْسُدُوْنِي فَإِنِّي لَسْتُ لاَئِمَهُمْ
قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الْفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا
وَلاَبُدَّ لِلْمَرْءِ مِنْ بَذْلِ جُهْدٍ كَبيرٍ لِيُحَقِّقَ مُبْتَغاهُ، وَلِكَي لاَ يَكُوْنَ رَجْلاً نَفِيْسا يَعْنِي حَاسِدًا عَلَى خَيْرِ أَخِيْهِ، لِأَنَّ الْحَسَدَ إِهَانَةٌ بِالذَّاتِ 🤦♂️🤦♂️
✍️كاتب زغلول، مبارك البحري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق